أهواك

577 15 5
                                    

" أعزائي الركاب بالرجاء ربط أحزمه الأمان نظراً لوجود المطبات الهوائيه هيتم الهبوط في مطار باريس بعد بضع ساعات ، أتمني لكم رحلة سعيده معكم الكابتن وتين زيدان ".
جاكسون : لقد كانت رحلة جميلة .
وتين بإبتسامه : فعلاً ، لكم أعشق إنجلترا ، و أعشق عملي .
جاكسون : و تتقنيه أيضاً .
وتين بغرور مصطنع : بالطبع .
جاكسون بقهقه : مغروره .
وتين بحدة مصطنعه : إنتبه إلي عملك ، لا أريد الموت .
ليرد عليها جاكسون بمرح قائلاً : أوامركِ يا كابتن .

هبطت الطائرة علي أرض الوطن  بعد وقت ليس بقليل ، لتقول وتين : أخيراً عدنا بسلام حمدلله .
جاكسون : ما أجمل الوطن .
لترد عليه وتين قائله : فعلاً ، هيا لنذهب ، كم الساعه معك ؟
ليرد عليها بعدما نظر لساعه يده : أنه منتصف  الليل .
وتين : هيا إذا ، أشعر بنعاس شديد .
جاكسون : هيا بِنَا .

خرج كل منهما من المطار ليتجه كل منهم إلي السيارة المخصصه له ، ليفترقا كل منهم إلي وجهته .
وصلت وتين لمنزلها لتجد اضواء المنزل مغلقه عد غرفه والديها إنهما بإنتظارها كالعاده .
دخلت وتين إلي المنزل وضعت حقيبه سفرها جانباً لتتجه إلي غرفه أبويها .
دقت وتين الباب لتسمع صوت والدها سامحاً لها بالدخول .
دخلت وتين الغرفه لتجد والدها أمامها قائلاً : حمدلله علي سلامتك ، إشتقت لكِ بشده .
وتين بعد أن فصلت العناق بينهما : أنا أيضاً  إشتقت لكما بشده ، أين أمي ؟
ليجيبها قائلاً : في إنظاركِ بالشرفة .
دخلت وتين إلي الشرفه لتجد والدتها لتتجه نحوها بخفه و تحتضنها من الخلف قائله : كيف حالكِ يا أمي ؟
لتلتفت لها بلقيس محتضنه لها قائله : بخير حبيبتي ، إشتقت لكِ بشده .
لتقول وتين بقهقه : لقد غبت أسبوعاً فقط .
لتقول لها أمها بعد أن وضعت كفيها علي وجهها : لقد مر كالدهر بالنسبه لنا.
ليقول والدها بعدها : هيا يا وتيننا إذهبي لتنامي و لنتحدث غداً .
لتقول مبتسمه : حسناً ، تصبحون علي خير .
ليردا عليها : تصبحين علي خير .
إتجهت وتين إلي غرفتها لتغرق بعد وقت قليل في عالم أحلامها .

" وتين ،  إستيقظي"
وصل صوت والده وتين الحنون إلي مسامعها ، لتستيقظ قائله : صباح الخير يا أمي .
لترد عليها والدتها : صباح الخير حبيبتي ، هيا إستيقظي ، لقد تم تحضير الإفطار .
لترد وتين قائله : حسناً ، قادمه .
خرجت والده وتين من الغرفه ، لتتجه بعدها ويتن إلي الحمام الملحق بغرفتها ، لتسمح للماء البارد أن ينساب علي منحنيات جسدها ، لتشعر براحة شديده ، لتخرج بعدها و تتجه نحو الأسفل .
" صباح الخير يا قوم " .
ألقت وتين هذا الكلمات علي والديها الجالسين بإنتظارها ، ليرد عليها والدها قائلاً : صباح الخير حبيبتي .
لتجلس وتين معهم علي المائدة و تبدأ في قص عليهم مغامراتها المجنونه ، لينتشر صوت ضحكاتهم في أرجاء القصر الذي افتقروه منذ أسبوع .

دخلت ويتن إلي غرفه الموسيقي الخاصة بها ، لتجلس علي الكرسي أمام البيانو الخاص بها .
لتقول بمرح : إشتقت لك أيها البيانو الحبيب .
لتلمس أناملها أنمال البيانو لتبدأ بعزف موسيقي الفيلم الكارتوني الجميله و الوحش ، ليمتزج صوت الكمان مع صوت البيانو لتبتسم بخفه لعلمها بوصول صديقتها .
لتلتفت لها بعد الأنتهاء من العزف لتقول لها : ليلي ، إشتقت لكِ بشده .
ليلي بمرح : أنا أيضاً ، كيف كانت لندن ؟
لتقول لها وتين بملل : كالعاده ، لا شئ جديد ، لقد مللت منها رغم عشقي لها ، مللت من أمريكا و لندن و روما و أسبانيا و إطاليا .
لتكمل بعدها بتنهيده : كم أتمني الذهاب لمسقط رأسنا .
لتقول ليلي مبتسمه : فلسطين .
وتين بهدوء : أجل ، فلسطين و القدس و غزه و المسجد الاقصي .
ليلي بإبتسامه حالمه : سنذهب لها إن شاء الله ، قريباً .
لترد عليها وتين : أتمني هذا .
لتقول ليلي بتساؤل : ماذا سترتدين للحفل ؟
لتقول وتين جاعده حاجبيها بستاؤل : حفل ماذا ؟
لتقول لها ليلي : حفل رأس السنه .
لتقول وتين بعدما تذكرت : اوه ، لقد نسيت امر هذا الحفل ، لكم اكرهه ، حفل ممل و مقيت .
لتقول لها ليلي مؤيده رأيها : فعلاً إنه ممل بشده ، يجب عليّ الذهاب لأتجهز للحفل ، أراكِ مسائاً .
لتقول ليها وتين : حسناً ، إلي اللقاء .
ليلي : إلي اللقاء .
كانت وتين جالسه تشعر بالضجر و الملل الشديد ، لتفكر في كسر الروتين و أن تستقل الحافلة ، لم تفكر لثانيتين لترتدي ملابسها وتأخذ روايتها المفضله و تذهب .
******************
" قيس أيها الأحمق إستيقظ "
ليرد عليه قيس بصوته الناعس ليقول : ماذا تريد يا إلياس ، أتركني أنام أرجوك .
ليرد إلياس بحده : إن الساعه العاشره صباحاً ، هيا لقد نمت كثيراً .
ليقول قيس مغلقاً عيناه : لا لم أنم كثيراً ، ثم إن اليوم هو يوم عطلتي ، و دورك في إحضار طعام الإفطار .
ليقول إلياس بهدوء : حسناً ، سأذهب لإحضار طعام الإفطار ، و إذا عدت و وجدتك نائماً سيحدث ما لن ينال إعجابك .
ليرد عليه قيس : حسناً .
ليتمتم إلياس و هو في إتجاهه للخارج ب " أحمق " ، ليرد عليه قيس قائلاً : سمعتك .
ليقول إلياس ببرود : لا أهتم .
إتجه إلياس إلي سيارته ، ليقود إلي أقرب مكان ليشتري منه الطعام ، و الذي يبعد عن منزلهم نصف ساعه بالسيارة .
كان واقفاً في إنتظار تغير لون إشاره المرور للأخضر  ليقلب مقلتاه الرماديتين في ضجر ليجذب أنظاره تلك الواقفه في الحافلة التي بجانبه تقرأ الروايه الشهيرة المسماه ب " في قلبي أنثي عبرية " ، و علي وجهها إبتسامه خفيفه تدل علي إعجابها للروايه ، و ما جذبه أكثر لو عيناها الذي إصطبغ بلون العسل و ما اوصخ لونه أكثر عندما إرتفعت بوجهها تطالع السماء متمتمه بكلمات لم يفهمها ، لم يتسني له مراقبتها أكثر لتغير لون إشاره المرور للأخضر ، ليفترق كل منهما علي دربه الخاص .
******************
" أمي لقد عدت " ، صاحت وتين لوالدتها المنهمكة في التحضير للحفل .
لتقول لها : وتين أين كنتِ ؟
لترد عليها قائله : كنت في الحافلة .
لتقول والدتها بتعجب : الحافلة ؟
لترد عليها قائلة : نعم ، قررت كسر الروتين بدلاً من الذهاب بالسيارة او الدراجة الهوائية قررت الذهاب بالحافلة .
لتسألها بلقيس : و إلي أين ذهبتي .
لتقول وتين بمرح : للامكان يا أمي ، سأذهب لأستعد إلي اللقاء .
لتقول والدتها : حسناً .
كانت واقفة أمام المرآه تطالع الفستان الأسود المتموضع عليها و شعرها الأسود الغجري الذي يتعذر عليها ترويضه ، ليقاطع تأملها دخول ليلي عليها ، بفستانها البنفسجي و شعرها المجدل علي كتفها الأيمن ، لتقول لها : مستعدة .
لتقول بهدوء : مستعدة لذلك الحفل المُضجر .
وقفت وتين تشعر بالملل و الضجر من ذلك الحفل الممل ، لتقودها قدماها إلي الخارج ، شعرت بالإختناق وسط ذلك العالم الأرستقراطي المصطنع ، تكاد تحزم أن كل إبتسامه يتلقاها والدها مصطنعه.
لتشعر بهطول قطرات من السماء علي وجهها ، لتقول بسعاده : إنها تمطر .
لتتمشي قليلاً و هي تشعر بالسعادة و الراحة ، لتبدأ في الغناء بصوتها العربي الشجي .
*****************
" أهواك أنا أهواك ، لا تهواني يكفي جفاك ، إنشلني من لهيب النار هيا أدني إني أراك ، إنشلني حبك أعياني قل لي لماذا أهواك ، أهواك أنا أهواك دهراً أنا أهواك . "
صدي ذلك الصوت العربي إلي أذني إلياس الذي كان منهمكاً في التفكير في نهاية لروايته ، لتخط أنماله تلك الأغنية علي أوراقه ، ليطل برأسه خارج النافذة سامحاً لمياه الأمطار بالهطول علي رأسه ، ليري تلك الفتاة التي اغتتم روايته بأغيتها لكنه لم يلمع منها سوي شعرها الغجري و صوتها الطرب يختفي تدريجياً ، لترتسم إبتسامه علي وجهه الملتحي .
*****************
مرحباً أيها الأولاد التائهين 👋🏻👋🏻🖤
أتمني أن يكون الفصل الأول نال إعجابكم 🖤🖤🖤
الأغنيه التي غنتها وتين فوق ، إستمعوا لها و قولوا لي رأيكم 🖤👋🏻

الندم | Regret |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن