كانت وتين جالسة بين جدران المشفي في إنتظار دورها ، بعد وقت قصير سمعت إسمها يُنادي لتتجه إلي داخل الغرفة ، جلست وتين أمام الطبيب صديق والدها .
وتين بإبتسامة : مرحباً دكتور فريدريك .
رد عليها الطبيب بإبتسامة : بخير عزيزتي ، أجلبتي معكِ نتيجة التحاليل و الأشعة ؟
ردت وتين بخفوت و قالت : أجل ، و أظن أنها ليست جيدة .
أخد منها الطبيب و التحاليل و بدأ في تفحصها و قال بعد بُرهة من الزمن : إنها ليست جيدة فعلاً يا وتين .
نظرت له وتين و قالت بخفوت : إنسداد رئوي أليس كذلك ؟
نظر لها الطبيب بتعجب و قال : كيف عرفتي ؟
نظرت له وتين و أجابت بهدوء : لقد قرأت التحاليل ، و جدتي أيضاً ماتت بالإنسداد الرئوي ، يبدو أن نهايتي أوشكت .
نظر لها فريدريك قائلاً : وتين عزيزتي لا تفقدي الأمل ، سنجري العملية و نقوم بإستئصال الجزء المسدود من الرئة ، لا تخافي .
نظرت له وتين و قالت بهدوء : حسناً ، متي سنقوم بإجراء العملية .
رد عليها فريدريك قائلاً : بعد أسبوع إن شاء الله .
نظرت له وتين و قالت مُسرعة : لكن زفاف ليلي بعد أسبوع ، أرجوك ألا يمكن أن تختار وقت أخر .
عقب فريدرك علي كلامها قائلاً : لا يمكن يا وتين ، لقد إنتشر الإنسداد في رئتيكي ، لقد علمت من والدكِ أن الزفاف يوم الأحد ، يجب أن تأتي يوم الإثنين باكراً ، كلما كان وقت العملية أسرع كلما كان هذا لصالحنا .
بدأت وتين في السعال بشدة و قالت بين سعالها : حسناً ، سوف أتي إن شاء الله .
إتجهت وتين إلي الخارج و إتجهت إلي سيارتها ، جلست وتين أمام عجلة القيادة و الصمت مهيمن عليها ، لتبدأ بعدها في البكاء بشدة ، أسندت رأسها علي عجلة القيادة و قالت بصوت منخفض : يا الله إن روحي تنزف ، لقد تعبت ، فقط أعطني القوة و العمر لأحضر زفاف ليلي و بعدها خذني .
إتجهت وتين إلي الكاتدرائية و وقفت أمامها و هي تستند علي سيارتها ، بدأت بعض قطرات الماء في الهطول عليها لترفع رأسها إلي السماء و تستنشق رائحة المطر بإبتسامة ، دقت أجراس الكاتدرائية في أنحاء باريس ، لاح إلي ذاكرتها عندما رقصت مع إلياس علي أنغام تلك الأجراس ، لترتسم علي شفتيها إبتسامة باهتة .
كان إلياس واقفاً يطالعها و الأمطار تتساقط عليه ليتجه إلي سيارته و يذهب
*********************
نظرت وتين إلي ليلي بغضب شديد و هي تتجول في الغرفة ذهاباً و إياباً ، لتقول بعدها بغضب : ليلي إهدئ ، ما بكِ ؟
نظرت لها ليلي قائلة : إن زفافي عذاً ، اللعنه لا أصدق ، سأتزوج قيس ، لا أصدق يا وتين سأجن .
قلبت وتين عينيها قائلة : لا إله إلا الله ، يا فتاة كفي عن هذا الجنون .
ردت ليلي و هي تقفز علي السرير : لا أستطيع ، لا أصدق ، أقسم لكِ أني شعرت بشئ إتجاه منذ أن رأيته ، و لكني لم أفهم ما هو .
عقبت وتين قائلة : لم تفهمي لأنكِ غبية هذا ما في الأمر .
توقفت ليلي عن القفز و قالت : لست غبية .
ردت وتين بإبتسامة لإستفزازها : أجل لستِ غبية أنت حمقاء .
كادت ليلي أن ترد لولا أن إقتحم أحد الغرفة ، لتقفز ليلي من علي السرير قائلة : إڤانجلين ، إشتقت لكِ واللعنه .
إحتضنتها إڤانجلين قائلة : إشتقت لكِ أيضاً .
إتجهت وتين ناحية إڤانجلين قائلة : إڤا كيف حالكِ ؟
إحتضنت إڤانجلين ليلي قائلة : بخير ، و أنتِ ؟
قالت وتين بإبتسامة : بخير ، كيف حال قيصر ؟
ردت إڤانجلين مُبتسمة : بخير ، إنه بالأسفل .
إتجهت إڤانجلين و بصحبتها ليلي و وتين إلي الأسفل ، ما إن نزلت ليلي إلي الأسفل حتي جرت نحو قيصر لتحتضنه بشدة قائلة : قيصر إشتقت لك بشدة .
شد قيصر من إحتضانها قائلاً : إشتقت لكِ أيضاً عزيزتي .
وقف قيس يُطالع ما يحدث دون ملامح وجه تُذكر ليقول بين طيات نفسه " من ذلك الأحمق "
إتجه إليهم قيس بخطي مُسرعة لتقول وتين بعدها لإڤانجلين : سيقتلها يا إڤا ، خذي قيصر و هيا لنهرب .
قهقهت إڤانجلين بخفة و قالت : قيصر عزيزي ، هيا لنذهب الان .
كاد قيصر أن يتكلم لولا تدخل قيس و هو يقول : السلام عليكم يا قوم _ثم وجه كلامه لقيصر مُسرعاً _ من أنت ؟ و لماذا تحتضن ليلي ؟
رد عليه قيصر قائلاً : أنا قيصر صديق طفولة ليلي .
ثم مد يده ليصافحه نظر قيس إلي يده ثم صافحه بقوة قائلاً : و أنا قيس ، زوج ليلي المُستقبلي إن شاء الله .
رد قيصر بمرح قائلاً : ستسبب لك الجنون يا رجل صدقني .
ردت عليه ليلي بطفولية قائلة : لا أنا لطيفة .
رد عليها قيصر مُشاكساً : أنت لعينة ، أتعلم يا قيس ، عندما كنّا أطفال كانت لا تكف عن ضربي أنا و باقي أصدقائي .
تمتم قيس قائلاً : كم أود ضربك أنا أيضاً .
نظر له قيصر قائلاً : ماذا تقول ؟
عقب قيس علي كلامه قائلاً : لا شئ .
نظر قيس إلي إڤانجلين بتعجب و قال لليلي : من هذه ؟
قالت ليلي بإبتسامة : إنها إڤانجلين زوجة قيصر .
إتجهت نحوه إڤاجلين و قالت ممازحة : تشرفنا يا قيس ، كان الله في عونك علي ليلي .
عقب قيس ضاحكاً : أتمني .
قالت ليلي ببكاء مصطنع : قيصري إنهم يسخرون مني .
صاح قيس بصوت غاضب : قصيرك .
جفلت ليلي من صياحه و نظر لها قيصر مُعاتباً ، أمسكها قيس بشدة من ذراعها و سحبها إلي الخارج .
كاد قيصر أن يذهب ورائهم لكن أوقفه صوت وتين و هي تقول : لا تقلق ، لن يفعل لها شئ .
أنت تقرأ
الندم | Regret |
Romanceلٓأٓقْسمْنَ لَكِ يَا َ وَتيِنَي أَنّٓه تَعَذّٓرٓ عَلَي قٓلْبِي التنصل مِنْ حُبّكِ أوليس الْقَلْب أُولَي بِالنِّسْيَانِ مِنْ العَقْلِ? ___________________ أواحيا بِدُونِكَ يَا إلياسي وَنَبْضُ قَلْبِي مُرْتَبِطٌ بِكَ. اوتعلم أَنَّك...