7

5.9K 167 5
                                    

السابع

اكمل سليم عمله هو ومؤمن وقد سيطرت عليهم حاله من السعادة البالغه ..بعد مرور ساعه ذهب سليم الى المعلم وقال له : لو سمحت يا معلم كنت عايز اخد اجازه انا ومؤمن اسبوع كدا ننزل نشوف الحاجه ونديلهم فلوس علشان يجهزوا للفاتحه وكمان علشان افرح امى واعرفها
نظر المعلم الى سليم مندهشا : انت ومؤمن لا يبنى صعب تسيبونى انتوا الاتنين انزل انت وسيب مؤمن علشان الشغل
سليم : حاضر يا معلم
غادر سليم مكتب المعلم سعيد متوجها الى مؤمن وقف بجانبه ثم قال : بقولك اى يا مؤمن انا رحت للمعلم علشان ناخد اجازه ننزل نشوف الحاجه وطلبات البيت ونديلهم فلوس ونبلغ امى بالفاتحه بس هو مش راضى وقال واحد بس اللى ياخد اجازه والتانى يفضل معايا
نظر اليه مؤمن وقال له : خد انت الاجازه يا عريس انزل ظبط نفسك ولما تيجى امى هشوفها هنا وانا هبقى اشترى اى لبس من هنا وخلاص
ابتسم سليم لاخوه الصغير ثم حضنه بشده وقاما باستكمال عملهما
فى صباح اليوم التالى قام سليم بتحضير شنطته ثم اتجه الى محطه القطار عائدا الى ابو كبير ثم يستقل سياره اجره الى الدهتمون
وصل سليم المنزل وما ان راته امه حتى قامت من مكانها واسرعت نحوه تلملم اطراف ثيابها وضمته بحنان وكانها لم تراه من عشرات السنين

الحاجه صالحه: اى الغيبه دى كلها يا ابنى ؟؟
سليم: الشغل يا امى والله العظيم
الحاجه صالحه:واخوك مؤمن مجاش معاك ليه يا ولدى حصل حاجة وحشة لا سمح الله ..احكى يا ابنى متخبيش عليا
سليم : يا امى استهدى بالله والله مافيش اى حاجه دا انا نزلت اجازه يومين اتنين وراجع تانى ع طول
الحاجه صالحه :واخوك هينزل امتى يا اپنى ؟
سليم : لا يا امى مش هياخد اجازه انتوا اللى هتسافروا عندينا
الحاجه صالحه :هنسافر !!ليه يا ابنى
سليم : هتخطبى لى يا امى
الحاجه صالحه بسعاده بالغه :نخطبولك بس مين دى سعيده الحظ اللى امها داعيه لها اللى انت حاطط عينك عليها
سليم: اسمها شروق يا امى وابوها صاحب المجزر اللى شغال فيه انا ومؤمن
ماشاء الله يا ابنى عرفت تختار صحيح وميتى الخطوبه
سليم:الاسبوع الجاى يوم الجمعه يا امى
الحاجه صالحه : مبروك يا حبيبي مبروك لما اقوم اجهز لك الوكل

مبروك يا حبيبي مليون مبروك وقبلت راس ابنها وقالت له عقبال لما اشوف ولادك يا ابنى هروح بقاا اجهزلك الوكل
تركت الحاجه صالحه ابنها وذهبت لاحضار الطعام ذهب سليم خلفها واخرج من بنطاله بعض الاموال ثم امسك بيد امه قبلها وقال لها :خدى الفلوس دى يا امى اشتروا طلباتكم علشان الخطوبه
الحاجه صالحه:هتعمل اى فى فرح اختك يا ابنى
سليم: متقلقيش يا امى انا هخطب بس وفرحى لسه بدرى عليه ..وان شاء الله فرح اختى هيتم على خير
الحاجه صالحه:ربنا يبارك فيكم يا ولاد ويطرح فيكم البركه
على الجانب الاخر حيث المجزر والمعلم سعيد .......
المعلم سعيد:اى يا مؤمن الشغل عامل اى معاك
مؤمن : متقلقش يا معلم كل حاجه ماشيه تمام
المعلم سعيد:طيب اقفل بقاا وابقى هات معاك المفاتيح وانا هروح مشوار كدا قبل ما اروح
مؤمن : حاضر يا معلم
غادر المعلم سعيد المجزر فى سيارته الفارهه اغلق مؤمن المجزر ثم غادر متوجها الى المنزل واثناء عودته وفى منطقه يحيطها الظلام من كل جانب لا يوجد الا بعض الاناره المنبثقه من شعاع المنازل المجاوره سمع مؤمن ضجيجا منخفضا ف تمشى على اطراف اصابعه حتى لا يشعر به احد ..تخفى مؤمن خلف صندوق خشبى كبير وبدء ينظر من خلفه وبدء يسمع الحوار
الباشا:الطلبيه اللى فاتت كلها اتوزعت ع التجار الصغيرين من خلال المجزر عايزين الطلبيه الجايه تبقى اكبر شويه يا جااد
جاد وهو احد الجزارين المحتالين الذى يقوم بذبح الحمير وبيعها على انها ابقار كما انه يقوم بشراء الابقار المريضه باسعار بخيثه الثمن ويبيعها بعد ذبحها وايضا يقوم ببيع الابقار واللحوم الميته النتنه للزبائن على انها سليمه ولا يوجد بها شيئ
جااد : عنيا يا باشا عنيا ليك فى شويه بهايم بقر على جاموس على شويه حمير يستاهلوا بقك هخلص فيهم وهبلغك
الباشا: يستاهلوا بق مين ياد يا ابن العبيطه انت اتهرشت فى نفوخك ياد ولا ايه
جاد : والله ما اقصد يا معلم انا اقصد يعنى ان فيها قرشين حلوين
نظر مؤمن الباشا صاحب الصوت المألوف ليتعرف عليه فورا ايعقل هذا!!
سمع مؤمن الحديث وما دار بينهم وجن جنونه يعنى احنا بنبيع لحمه ميته ولحم حمير. للناس يا نهار ازرق ...غادر مؤمن مسرعا ذهب الى منزله وجلس الليل كله يفكر وقد تمكلت منه الحيرة لمن يلجأ بعد ما علم بالحقيقه ام ينتظر عوده اخيه ..نام مؤمن من كثره التفكير خلد الى النوم ثم استيقظ فى الصباح ولم يذهب الى العمل كعادته ظل حبيس الغرفه التى يعيش فيها يفكر ويفكر مليا ماذا يقول لاخوه ظل مؤمن الى ان حان اذان صلاه العصر وهنا سمع صوت طرق على الباب
مؤمن :مييين ؟؟
المعلم سعيد؛انا يبنى عمك سعيد
مؤمن : ثوانى يا معلم هفتح اهه
قام مؤمن مسرعا الى الباب فتحه ودخل منه المعلم سعيد ثم قال يا مرحب بصاحب المجزر والنعيم اللى احنا فيه
المعلم سعيد:خير يا مؤمن منزلتش الشغل ليه يا ولدى
مؤمن : مصدع شويه يا معلم
المعلم سعيد:مش كان واجب تعرفنى الاول قبل ما تغيب عننا يبنى ع العموم دى اخر مره تعملها واخوك سليم جاى النهار ده وانا هعرفه
مؤمن: حقك عليا يا معلم النهارده بس علشان تعبان ومصدع شويه
المعلم:استريح يا ولدى انا بهزر معاك انتوا زى مرزوق تمام
مؤمن مستهزئا : طبعا يا معلم
غادر المعلم الغرفه متوجها الى شقته فى الدور الاول ..اغلق مؤمن الغرفه ثم جلس يفكر مليا كيف يخبر أخيه بهذة الفاجعة ؟ وما سيكون موقف سليم من زوجته المستقبلية لو علم بالحقيقه؟؟ ظل جالسا مده كبيره بدون طعام ولا شراب حتى اذان المغرب
.......
فى الجهه الاخيره فى قريه الدهتمون فى صباح اليوم الذى سيعود فيه سليم الى عمله مره اخرى
سليم : محتاجين اى حاجه يا امى ؟؟
الحاجه صالحه:خلى بالك من نفسك ومن اخوك يا ابنى
غادر سليم قريته مستقلا سياره اجره كعادته ثم توجه الى محطه القطار استقل القطر المتوجه الى محافظه الشرقيه وصل قرب اذان العشاء
صعد إلى السلالم لم يدخل عند خطيبته صعد إلى اخيه اولا ليطمئن عليه فوجده جالسا على سريره
مؤمن:انت جيت يا عريس حمد لله على السلامة
سليم:الله يسلمك يا اخويا ...الشغل عامل ايه
مؤمن : الحمد لله وزعنا الحمير وكام بقره ميتين على كام عجل عيان واهى ماشيه
استغرب سليم قول اخيه ثم قال : انت بتقول ايه يا مؤمن مالك فى ايه ؟؟
مؤمن :اللى سمعته يا سليم دا اللى حاصل فعلا احنا شغالين فى مجزر فلوسه كلها حرام كلها من لحم الحمير والمواشى المريضه والميته أنا شفت بعنيا وسمعت بودانى
سليم بانفعال شديد :انت بتقول اى يا مؤمن ؟؟
مؤمن دا اللى بيحصل فعلا يا سليم ثم قص عليه ما حدث وما راى وما ان فرغ من حديثه حتى قام سليم بتوجيه صفعه لاخيه تصبب وجه مؤمن عرقا منها ونهره بشده
خرج مؤمن من الغرفه مسرعا بسبب اهانه اخيه له لا يعلم اين يذهب ..نزل سليم الى شقه المعلم سعيد لم يجده.دخل سليم الى الداخل جلس مع شروق احست شروق وكان شيئ ما حدث لسليم
شروق :مالك يا سليم فى اى
سليم:مفيش يا شروق مفيش حاجة
شروق لا فيه يا سليم ..وبعد ضغط طويل من شروق على سليم قص عليها ما حدث
شروق :انتوا اكيد اتجننتوا انت واخوك دى جزاه الراجل اللى مد ايده ليكم وساعدكم وكمان هيجوزك بنته
سليم: انا اسف يا شروق دا انا ....
لم يفرغ سليم حديثه حتى قالت له شروق اطلع بره ...امشى اطلع بره
خرج سليم من بيت شروق متوجها الى الغرفه لم يكن مؤمن قد عاد ظل مستيقظا ينتظر اخاه حتى غلب عليه النوم ولكن فى الصباح سمع صوت بائع الجرائد يصيح باعلى صوته ...اقراا الحادثه اقرا الحادثه العثور على جثه شاب عشرينى فى مقلب الزباله
تملك سليم القلق حيال اخوه اشترى الجريده لم يجد اى معالم او صورتدل على ان الشاب هو اخوه تملكه الخوف اكثر واكثر ..ذهب الى المستشفى التى يوجد بها الجثه التى عثر عليها بمقلب الزباله وكانت الصدمه
اخوويااااا ...مؤمن !!! اتقتل طيب لى ومين اللى عمل كدا
قام من حوله بتهدئته واخراجه من الغرفه ارسلت لها النيابه قوه لاستدعائه للتحقيق معه
وكيل النائب :اسمك وسنك وعنوانك
سليم : اسمى سليم ......عمرى .......وكنت عايش فى الدهتمون مركز ابو كبير وحاليا شغال فى مجزر المعلم سعيد
وكيل النائب العام: تقدر تقولى اى حصل بالظبط
سليم : اللى حصل يا باشا وبدء سليم يقص ما حدث

سليم ..عمل مشترك ..الكاتب ..عمرو العربى..الكاتبة.. قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن