12

11K 269 17
                                    

الثانى عشر والاخير

الاخير
تمر الايام سريعا تقرب سليم من حلمه وسعادته ..سافرت صالحة لتخبر الجميع وتعود بصحبة ابناءها
بدأ المعلم سعيد يعد لزفاف ابنته ولم يثنيه عن ذلك القبض على مرزوق وتحويله لمحكمة الجنايات بل شعر براحة داخلية لكون ابنه سيكفر عن اخطاءه فى حق المجتمع ويدعو الله أن يغفر له ذنوبه
اعد سعيد شقة الزوجية وحجز قاعة فخمة بأحد الفنادق الكبرى ليقام بها الزفاف
انهت شروق كل الاستعدادات للزفاف بمساعدة امها وصالحة التى تشعر بسعادة حقيقية وكأنها تزف ابنها وابنتها بآن واحد
**********
يوم الزفاف
بدأت القاعة تعج بالضيوف الذين اقبلوا من كل مكان لمشاركة المعلم سعيد بزفاف ابنته
توجه سليم ليحضر شروق من مركز التجميل ليقف امامها وكأنه يراها للمرة الاولى
ما اروعها !! ينظر إليها وهى تقف امامه عروسا لتطيح بكل احلامه فى الهواء ...لطالما حلم بهذة اللحظة وكم رسم لها من صور كان يظنها رائعة لكنه اكتشف سذاجة احلامه امام هذا الواقع الذى يراه
حجابها الذى زاد وجهها نورا ..التاج الرقيق الذي يعتلى رأسها لتبدو كملكة جهزت لحفل تتويجها ..عينيها اللتان تشعان سعادة ..ثغرها الذى تزدان به الابتسامة..مؤكدا فهى بهذة الهيئة الملائكية تعتبر زينة للحياة كلها
تحرك سليم خطوات ليقف امامها فترفع عينيها وتبتسم بسعادة وهى تقف جواره لتتعلق بذراعه بينما لايزال ينظر لها وكأنه يتحقق من وجودها
صحبها سليم لالتقاط الصور التى تخلد ذكرى اجمل ليالى العمر ثم توجها للقاعة
يقف سليم وشروق تتعلق بذراعه فى مشهد أسطوري تحيط بهما السعادة وتتعلق بهما العيون
بعد قليل كان سليم يجلس امام سعيد لعقد القران وعينيه متعلقة بشروق حيث تجلس بالكوشة فى انتظار اعلانها زوجة لحبيبها ولم يطل انتظارها فسرعان ما انهى المأذون عقد القران وهو يدعو لهما بان يجمعهما الله فى الخير
وهنا انتفض سليم واقبل عليه المهنئون لكنه يمد يده ليتلقى ايديهم وعينيه لا تفارقان عينيها وخطواته تتجه نحوها بسرعة وقفت شروق لإستقباله ففاجأها وهو يحملها بين ذراعيه ويدور بها بسعادة ليعلو التصفيق من الحضور الذى لا يشعر سليم بوجودهم من الأساس
شروق بفزع: سليم يا مجنون نزلنى الناس بتتفرج علينا
سليم: خلاص يا شروق بقيتى مراتى بقيتى ليا انسى الناس وانسى الدنيا كلها
اطفأت الانوار وسلط الضوء على سليم وشروق وعلت انغام الموسيقى الهادئة ليكمل سليم جنونه وهو يجذبها لمنتصف القاعة ليبدءا رقصتهما الاولى والتى لم تكن الاخيرة

استمر الحفل لساعة متأخرة ولم تخلو فقرة من جنون سليم الذى يتحين اللحظة التى يخلو فيها بحبيبته ليبثها كل اشواقه ولهفته
اخيرا انتهى الحفل ليتوجه العروسان الى جناح بالفندق تم حجزه لهما
حملها بلا عناء يذكر بينما بدأت ملامح وجهها تتغير قليلا وهى تتهرب من نظراته الجريئة
دلفا للجناح ليضعها ارضا برفق فيجدها تهرول للاتجاه الاخر فينظر لها بتعجب بينما ترفع اصبعها وتقول محذرة: سليم من اولها كدة تستعمل ادبك احسن لك
سليم: استعمل ادبى ازاى يعنى؟؟ انتى بتقولى ايه؟؟
شروق: خليك مكانك ..آه الجنان اللى عملته تحت مايتكررش انا بحذرك
سليم: شروق جرى لك ايه ؟ انتى اخيرا بقيتى مراتى ..تعالى يا حبيبتي بس جرى ايه؟؟
شروق:لا مش جاية جمبك خالص وانت تخليك مكانك
ورفعت فستانها وهى تعدو للداخل وسليم يلحق بها: انتى يا مجنونة
امسك بها قرب الباب ليقول: ايه الجنان بتاعك ده؟؟ بقى انا بحلم باليوم ده وانتى تقولى خليك مكانك واستعمل ادبك!! انتى مش بتحبينى يا شروق
اومأت برأسها فقال بحنان: امال بتعملى كدة ليه؟؟
نظرت له ولم تجب..ضمها بحنان وهو يهمس: مالك يا قلبى انتى خايفة منى؟؟
وهنا انفجرت باكية ليشد عليها بذراعيه وهو لا يفهم سبب بكائها
سليم: حصل ايه بس ؟؟ فهمينى طيب؟؟
قالت من بين شهقاتها : أنا خايفة يا سليم
تحرك بهدوء ليجلسا على الاريكة وهو يضمها لصدره: انتى خايفة منى علشان حضنتك فى الفرح ؟؟ حبيبتي أنا بس مش مصدق نفسى من الفرحة
شروق: انا بحبك يا سليم والله بس غصب عني
رفع وجهها ومسح دموعها ثم مد يديه يفك حجابها: طب اهدى بس مفيش حاجه تخوف خلينى بس افك لك الطرحة دى الدنيا حر
فك حجابها ليرسل شعرها ويحيط به وجهها : من هنا ورايح محدش يشوف شعرك ده تانى ابدا
اقترب برأسه منها وقد بدأت تهدأ نوبة بكائها : ماشى يا قلبي
شروق: حاضر
اخرج منديلا وشرع يزيل ما افسده بكائها من زينتها وقال متسائلا: حبيبتي انتى جعانة
هزت رأسها نفيا فقال: خلاص تعالى بقى فى حضنى
اتكأت على صدره بينما استلقى للخلف لتزداد قربا منه بدأ يعبث بخصلات شعرها ويقول بصوت هامس : تفتكرى يا شروق أنى ممكن اغصبك على حاجة..دا انتى حلم عمرى.. كفاية اوى انك بين ايديا دلوقتي وانتى حلالى ..ممكن تكونى اتخضيتى من جنانى ..بس جنانى غصب عني...انا بحبك اوى يا شروق
كانت تستمع اليه بصمت وهى تشعر باضطراب جسده وارتجاف قلبه بين ضلوعه لتقول: انا كمان بحبك يا سليم
اعتدل قليلا ليقترب برأسه منها: يبقى ماتخافيش منى يا قلب سليم
رفعت عينيها إليه ليبدأ شغفه يبدو بعينيه ويقترب ليتذوق مذاق شفتيها لاول مرة تبعها مرات ومرات وكلما شعر بإنتفاضها وخوفها ضمها وطمأنها انه لاداعى للخوف فهى بأمان تام بين ذراعيه ليمر وقت طويل قبل أن يتمكن سليم من إجلاء الخوف والرهبة عنها ليصل بها الى ما تمنى من السعادة
***************
استيقظت شروق صباحا على طرقات خفيفة لتقول بصوت ناعس : مين
الطارق: الروم سيرفس يا فندم الفطار حضرتك
شروق: بعدين..بعدين نطلبكم
اعتدلت شروق تنظر له وهى شديدة القرب منه تتنفس عطره وتشعر بدفء جسده بينما سليم يتصنع النوم زادت قربا وهى تظنه نائما لتطبع قبلة على شفتيه قبل أن تتحرك للنهوض فتجد ذراعيه حولها وهو يعتدل ليقول: انتى رايحة فين؟؟ بتستغلى الموقف وتبوسينى وانا نايم وعايزة تهربى ؟؟
شروق بغضب: سليم انت صاحي وبتمثل عليا
دفعته بصدره بقوة ليزداد تشبثه بها وهو يقول: لا انسى مش أنا اللى تعملى معايا كدة
شروق: انا عملت ايه؟
سليم بوجه مبتسم: عاوزة تسيبى حضنى دا انتى دوختينى طول الليل علشان نوصل لهنا عاوزة تسبينى وتهربى تانى
شروق بخجل: مش ههرب ولا حاجة انا هاخد دش بس
سليم بحنان: ماشى علشان خاطرك ..وكمان علشان هنسافر كمان ساعتين
شروق: نسافر فين؟؟
سليم: هنروح نقضى يومين فى مكان حلو وهادى ..قومى وانا هطلب الفطار اللى رجعتيه على ما تخلصى
توجهت شروق للحمام الملحق بالجناح ليمسك سليم الهاتف ويطلب خدمة الغرف ثم يعدل عن رأيه ويلقى الهاتف ويلحق بها
**************
مرت الايام عليهما بسعادة بدأ المعلم سعيد فى تجهيز المصنع وتم افتتاحه في حفل كبير حضره العديد من الشخصيات الهامة وبدأت الضغوط تزيد على سليم مع اقتراب موعد زفاف شقيقته وهو يعمل بكد وجهد ليوفر لها كل ما تحلم به
بمجرد أن تم زفاف شقيقته اعلنت شروق عن حملها الخبر الذى سعد له كل من صفية وصالحة جدا
ذات صباح حيث سليم يتناول الافطار متعجلا ليصل لعمله بالوقت المناسب لكن هيئة شروق لا تتبأ بالخير
سليم: مالك يا قلبى؟؟ مش هتفطرى معايا؟؟
نظرت له شزرا ولم تجب فقال: انتى تعبانة يا حبيبتي؟؟
شروق بحزن: انا بقى شكلى وحش ..وبقيت مكعبرة صح يا سليم؟؟
رفع حاجبيه بتعحب فها هي تبدأ وصلة النكد التى لا تمل منها منذ علمت بحملها
سليم: مين يا حبيبتي قال كدة.دا انتى زى القمر وبعدين انتى لسه فى الشهر التالت مش باين عليكى حمل اصلا
شروق بشبح ابتسامة: بجد يا سليم؟ يعنى شكلى حلو؟
سليم: حلو بس..داانتى قمر وحلاوتك بتزيد يوم عن يوم
زادت ابتسامتها لينهض متوجها للخارج: انا ماشي بقى يا حبيبتي.عاوزة حاجة؟
شروق وهى تلحق به: لا سليم خليك معايا النهارده
يلتفت لها : معلش يا قلبى يوم تانى النهاردة عندى شغل كتير اوى
تسرع لتتعلق برقبته: سليم وحياتى اصلى بتوحم عليك
نظر لها سليم بصبر: ابقى اتوحمى عليا لما ارجع
شروق بدلال: لا ماينفعش لازم تفضل معايا علشان البيبى يجى شبهك بالظبط
يرفع يديه ليزيح يديها المتعلقة برقبته : يا قلبي أنا عاوزه شبهك انتى ..سيبينى امشى بقى
شروق بعند: ماليش دعوة انا بتوحم عليك ومش هتمشى ماينفعش تزعلنى وانا حامل ..ولا انت عاوز ابنى يطلع عصبى؟؟
لم يجد سليم بدا من الاستسلام لجنونها فأحاطها بذراعيه وهو يقول: يعنى انتى بتتوحمى عليا
هزت رأسها ايجابيا بحماس فقال: وعاوزة البيبى يجى شبهى بالظبط
عادت تهز رأسها ايجابيا ليزيد من قربها إليه وهو يهمس: بالظبط بالظبط يعنى
شروق: صورة بالكربون ..نسخة منك
اقترب يقبلها برقة وهو يقول: على كدة بقى لازم تتوحمى صح علشان الغلطة هتفرق فى شكل الواد
حملها بلا عناء لتقول: طب والشغل ؟؟
سليم: شغل ايه بقى بعد الدلع ده هعرف اعمل حاجه! خلينى معاكى افيد قلتى لى بقى عاوزة صورة بالكربون
علت ضحكتها بسعادة
*********
تقف شروق وهى تنظر لابنها مؤمن يجلس بجوار حبيبته ليلة عرسه وعلى ثغرها ابتسامة سعيدة ليأتى سليم يضمها بحنان وسعادة: بتبصى على ايه؟
شروق: على النسخة بالكربون هههههه
سليم: طب ماتبصى للاصل ولا النسخة احلى منى ؟؟
إلتفتت لتحيط رقبته بذراعيها : فاكر يا سليم
احاطها وهو يتحرك معها على انغام الموسيقى: فاكر يا قلب سليم مفيش حاجه معاكى ممكن تتنسى ..كل لحظة بنا بتتحفر جوايا
شروق: انا بحبك اوى يا سليم
سليم: وانا بعشقك يا قلب سليم..بقولك ايه!!
شروق: قول يا قلبى
سليم: بصراحة فى حاجة مش فاكرها اوى عاوزك تفكرينى
اقترب برأسه لتقترب برأسها بإهتمام فيهمس بكلمات لتعلو ضحكاتها ويستمر جنونه ليقترب مؤمن وهو يرقص مع عروسه : جرى ايه يا بابا هو فرح مين فينا بالظبط
تضحك شروق بينما يقول سليم: واد انت لم نفسك بدل ما اقفل الليلة بدرى واخدها واروح
مؤمن : عز الطلب تبقى عملت فى ابنك جميل
العروس بغضب: انت بتقول ايه يا مؤمن عاوز تبوظ فرحنا
مؤمن بتراجع: لا يا قلبي أنا اقدر أنا بعاكس بابا
وجذبها ليبتعدا فيقول سليم: فصلتنى عيل رخم
وينظر ل شروق ويقول: كنا بنقول ايه يا قلبي
ضحكت شروق وهى تضمه بحب فقال: انا حجزت جناح ماتيجى نقلب الواد ده ونطلع احنا
شروق بغضب مصطنع: وبعدين يا سليم
سليم: على سليم وقلب سليم اللى مشحططاه من الاول للاخر
شروق: سليييم
سليم: لا انتى سوقتى فيها اوى شكلك وحشك جنانى ما انا انشغلت فى فرح ابنك
تبتعد شروق بسرعة فيمسك كفها بقوة ويجذبها للخارج غير عابئ بنظرات الضيوف وغير عابئ بإعتراضها
ينظر مؤمن فى اثر ابيه وهو يتذكر جنون الحب الذى شب عليه بين والديه العاشقين فيقول بحزم: لا ما هو مش بابا يتجنن وانا افضل بعقلى..جنان بجنان بقى
وفى لحظة كان يحمل عروسه ويتجه للخارج غير عابئ بإعتراضها ليكمل ليلة من الجنون بدأت من ليلة زفاف ابيه ولم تنتهى فجنون الحب يسرى بدماءه التى ورثها من عاشقين عاشا عمرا من جنون الحب

تمت بحمد الله
سليم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 17, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سليم ..عمل مشترك ..الكاتب ..عمرو العربى..الكاتبة.. قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن