الحادى عشر
سليم:افندم
القاضى : عندك حاجه تقولها يا سليم
سليم من خلف القضبان الحديديه حيث تم ايداعه خلف القضبان بصفته متهم الى ان يتم اثبات برائته :ايوه يا فندم انا هربت لما مكنش معايا دليل برائتى و سلمت نفسى بس لما لقيت الدليل
القاضى : فين الدليل دا يا سليم
نظر سليم الى المعلم سعيد قائلا للقاضى الدليل مع المعلم سعيد
القاضى للحاجب نادى على المعلم سعيد
نادى الحاجب المعلم سعيد
نظر المعلم سعيد الى سليم مترددآ فى الوقوف ف المتهم الجديد سيكون ابنه ونظر الى القاضى فى تردد اكثر محدثا نفسه ان الحكم سيكون من الممكن ان يكون الاعدام ثم فكر قليلا قائلا وانا مش هخسر الدنيا واخسر،الاخره علشان حد لم يتعدى كل ذلك ثوانى معدوده حتى وقف قائلا :افندم يا سياده القاضى
القاضى : المتهم بيقول ان معاك دليل على برائته الكلام دا حقيقى
نظر المعلم سعيد الى القاضى باسف شديد وقال له :ايوه معايا دليل
القاضى : فما هو دليلك ؟؟
تقدم المعلم سعيد باتجاه القاضى بعد ان وضع يده فى جيبه ليخرج منها الدليل فزع عساكر وظباط التامين خشيه ان يخرج اله حاده من جيبه رفع المعلم سعيد يده فى الهواء قائلا لهم: دا موبايل عليه فيديو وهو دا الدليل
نظر مسئول التامين الى القاضى بعد ان طلب منهم السماح للمعلم سعيد بالمرور ..توجه المعلم صوب القاضى مره اخرى واعطى له الهاتف المحمول وضعه اعلى ملف القضيه وقام برفع الجلسه قائلا الحكم بعد المداوله
الحاجب بصوت مجلجل ومرتفع :محكماااااه رفعت الجلسه
وسط اصوات همهمات الجالسين ودعائهم لسليم ولكل متهم اقارب يدعون له ويبكون عليه وبعد مرور خمسه عشر دقيقه
دخل الحاجب مسرعا مناديا بصوت عالى :محكمااااااااه
وقف الحاضرون بلا استثناء اجلالا وتقديرا واحتراما لمقيمى العدل باذن الله فى الارض
جلس القضاه واشار للحاضرون للجلوس فجلس الجميع مره اخرى
طلب القاضى من الحاجب ان ينادى على القضيه مره اخرى ليصدر القاضى احكامه
الحاجب :القضيه الاولى ..سليم عوض الله شعبان
نظر القاضى الى سليم باسف قائلا له للاسف يبنى كنت اتمنى ان الدليل اللى انت قدمته للمحكمه يفيدك بس للاسف الدليل مش قوى لدرجه انك تطلع برئ او يتخفف الحكم عليك بالاعدام لان الدليل دا فيديو بس صوره من غير صوت واللى واقفين فى الفيديو دول ممكن يكونوا بيقولوا اى حاجه غير موضوع الاتهام
سليم :يعنى اى يا ريس هتحكموا عليا بالاعدام ؟وفى مين فى قتل اخويا !!!
القاضى للاسف ..حكمت المحكمه ..ووسط صريخ وعويل ام سليم وشروق دخل شاب طويل عريض تكاد شواربه ان تخفى فمه من كثافتها قائلا :لحظه يا سياده القاضى انا معايا دليل البراءه
تعجب الحاضرون من فعلته حاوطه الامن من جميع الاتجاهات سمح له القاضى بالمرور اتجاه منصه القضاء
الشاب :يا معالى الريس انا شغال مع مرزوق ابن المعلم سعيد ودا دليل براءه سليم
القاضى: اسمك ايه يابنى
الشاب:منتصر يا فندم اسمى منتصر احمد عبدالله
القاضى :فين الدليل اللى معاك
وضع منتصر يده فى ملابسه اخرج هاتف محمول به فيديو مصور من قرب صوت وصوره مدون به اعترافات جاد ومرزوق بكل ما نسب الى سليم
رفعت الجلسة للاطلاع على الدليل الجديد ثم عادت للانعقاد مرة اخرى فهذا الدليل سيغير مجرى القضية
القاضى :حكمت المحكمه حضوريا ببراءه سليم عوض الله شعبان من جميع التهم المنسوبه اليه كما امرت بسرعه ضبط واحضار كلا من المتهم مرزوق سعيد ...والمتهم جاد شحاته رفعت الجلسه
***************
وهكذا انتهت مأساة سليم التى فقد فيها شخصا من احب الناس الى قلبه لكن ما يواسى قلبه ويربت على حزنه أن مقتل أخيه كان البداية لكشف هذا التشكيل الاجرامى الذى يضر الناس البسطاء ويتحكم فى حوائجهم ويستغلها اسوأ استغلال
*********
اسرعت صالحة وشروق الى قفص الاتهام وقد تبدلت دموعهما الى سعادة فبعد قليل سيكون حرا طليقا بينهم بينما جلس المعلم سعيد وقلبه يتألم رغما عنه فهذا المجرم الذى امر بضبطه للتو هو ابنه
اقترب منتصر ليجلس بالقرب منه: اعذرنى يا معلم ماكنتش اقدر اشوف سليم هيتعدم ظلم واسكت
سعيد بحزن: انت عملت الصح يا منتصر
نهض وقال: يلا نشوف الاجراءات علشان نخرج سليم وبعدين نتكلم
بالفعل توجه كل منهما صوب المحامى ليتوجهوا جميعا لانهاء اجراءات الافراج عن سليم
*************
اليوم التالى بشقة للمعلم سعيد حيث يجلس هو وسليم ومنتصر
ينظر سليم الى منتصر ويعود بذاكرته الى بداية تعارفهما
عودة للوراء
يدخل منتصر الى المجزر بطوله الفارع فيلفت انظار العاملين
منتصر: سلام عليكم يا رجالة
الجميع: عليكم السلام
سليم: تعالى يا منتصر اقعد
منتصر وهو يقترب : ازيك يا سليم امال مؤمن فين؟
سليم: عنده شغل جوه .انت اخبارك ايه؟؟
منتصر: انا تمام الحمدلله مرزوق بيه باعتنى ابلغ المعلم أن فى توريد بكرة والبهايم هتيجى مدبوحة
سليم: خلاص هبلغ المعلم هو لسه ما جاش
يقف منتصر: تمام هأمشى انا بقى وسلم لى على مؤمن
**
يعود سليم ينظر ل منتصر الذى يتحدث إليه: والله يا سليم ماكنت اعرف أن اللى حصل ل مؤمن وراه مرزوق بيه غير قبل الكلام ده بيوم سمعت اتنين من العمال بيتكلموا على الشاب اللى رجالة مرزوق مسكوه بيتصنت عليهم وانهم مشيوا وراه وقتلوه
سعيد: يعنى انت ماكنتش تعرف حكاية اللحمة المضروبة؟
منتصر : محدش فينا كان يعرف يا معلم احنا بنروح نستلم من مخازن المعلم جاد لا عمرنا دبحنا ولا حضرنا دبح
سليم: وايه اللي خلاك تصورهم؟
منتصر: كان عندى امل يتكلموا وتبان الحقيقة والظلم يترفع عنك والحمد لله ربنا حقق املى وقدرت اساعدك وارفع عنك الظلم
سليم بعتاب اخوى: وايه اخرك كدة لو كنت استنيت خمس دقايق كان القاضى حكم عليا
منتصر بخجل: ماتزعلش منى يا سليم بس خوفت اتكلم قبل كدة احصل مؤمن وخفت مرزوق يهرب كنت خايف من حاجات كتير بس الخوف ده مامنعنيش من كلمة الحق
سعيد: انت راجل تمام يا منتصر ومكانك محفوظ ويانا مش انت لوحدك لا انت وكل العمال اللى اتشردوا بسبب ابنى ..انا ربنا يقدرني وافتح مصنع صغير ومش هناخد لحمة غير من المجزر بتاعنا وانت هتشرف على الدبح وهنعين دكتور بيطري لايمكن ندبح بهيمة عيانة
منتصر بسعادة: ربنا يكرمك يا معلم والله العمال الغلابة هيدعوا لك
سعيد: روح يا منتصر طمن العمال انهم هيشتغلوا ورزقهم مش هيتقطع طول ما بيشتغلوا بما يرضي الله
منتصر: عنيا يا معلم استأذن انا
ونظر ل سليم وقال: حمدالله على سلامتك مرة تانية يا سليم
سليم الله يسلمك يا منتصر البركة فيك
***********
انصرف منتصر ليقول سليم: انا بستأذنك يا معلم أنى اخد امى اروحها البلد واشوف اخواتى وابقى ارجع تحت امرك للشغل
سعيد: تروحها ازاى يعنى؟؟
سليم: هى غابت اوى واخواتى لوحدهم
سعيد: بس هى كانت جاية علشان خطوبتك على شروق والخطوبة ماتمتش ومش هتتم
نظر له سليم بصدمة بينما نهض وقال: استنانى هنا راجع لك علطول
دلف المعلم سعيد للداخل لينادى زوجته: صفية هاتى شروق والحاجة صالحة وتعالوا برة عاوزكم
صفية: حاضر هقولهم ونيجى علطول
عاد المعلم سعيد ليجلس امام سليم الذى بدا الحزن على ملامحه حتى اقبلت امه مع صفية وشروق لينظر الى شروق بألم ويخفض عينيه
المعلم سعيد: طبعا يا حاجة صالحة انتى كنتى نازلة من البلد علشان تحضرى خطوبة سليم ابنك على شروق بنتى
صالحة: ايوة يا معلم بس الظروف اللى حصلت
سعيد: انا شايف دلوقتي مفيش اى داعى للخطوبة دى
لم يرفع سليم عينيه بينما قالت شروق: بابا حضرتك بتقول ايه؟؟
سليم: المعلم معاه حق يا شروق انا وان كنت اخدت براءة لكن بقيت ماانفعكيش
شروق: انت بتقول ايه يا سليم ؟؟ يعنى ايه هتسبنى !!
سعيد: هو ايه الجنان اللى انتو فيه انتو الاتنين مين يسيب مين ؟؟ هو انتو نفسكوا رايحة للغم؟ انكد عليكم يعنى؟؟
نظر له كليهما وقالا: قصدك ايه!!
سعيد: انتو اللى بتقولوا ايه؟؟ عايشين فى مسلسل عربى ولا حاجة
سليم: يا معلم مش حضرتك قلت مفيش داعي نعمل الخطوبة ؟؟
سعيد: ايوة قلت .ايه علاقة كلامى بالفيلم اللى بتعملوه؟؟
نظر له كليهما بغباء لا يحسدان عليه فزفر بقوة وقال: صحيح حلة ولقيت غطاها ..احنا مش هنعمل خطوبة هنجوزكم يا اغبيا
هب سليم وقفا يقول بسعادة: يعنى انت مش رافضنى يا معلم ؟؟
سعيد: نقول طور يقول احلبوه انت يابنى مخك علق ولا ايه رافضك ازاى وانا بقولك هجوزك
اسرعت شروق تحتضن ابيها بسعادة بينما قالت صالحة: بس يا معلم سليم ابنى ماجهزش حاجة ولسه هيجوز اخته
سعيد: يا ام سليم انا مش هقولك انا بشترى راجل ..لا..انا هقولك إن سليم ابنى اللى ماخلفتوش .وانا معنديش غير شروق وشقتهم جاهزة هنا معايا في البيت وان كان على جهاز اخته هيكمله إن شاء الله سليم راجل وجدع وكسيب
صالحة: ازاى يا معلم بس هتجوزه على حسابك ؟؟ ده كلام؟؟
سعيد: اسمعينى يا ام سليم
صالحة: اتفضل يا معلم
سعيد: ابنك كان بيشتغل معايا وكان مرتبه يكفى انه يخطب شروق ويجهز اخته.. دلوقتي أنا هفتح مصنع وسليم هيشتغل فيه يعنى مرتبه هيبقى الضعف واكتر فمفيش داعى تقلقى من حكاية المصاريف او تخافى انه يقصر مع اخته..لما يبقى في ادينا سعادة ولادنا ليه نحرمهم منها .خلى الولاد يفرحوا ..وبردوا مفيش حاجه هتتم الا برضاكى انتى الخير والبركة
صمتت صالحة قليلا ثم قالت: خلاص على خيرة الله ..اللى تشوفه يا معلم
ظهرت السعادة على وجوه الجميع بينما قال سليم: بس انا هفرح ازاى ومؤمن لسه ماخدتش عزاه
نظر له الجميع وقال سعيد: يابنى الرسول عليه الصلاه والسلام قال( لا عزاء فوق ثلاث) دلوقتى مش من حقك تقبل عزا
صالحة: والمعلم سعيد يابنى قام بالواجب وزياده ولما الحكومة ادونا مؤمن عمل عزا فى البلد وعمك وخطيب اختك خدوا العزا ..مؤمن لو كان عايش كان زمانه اكتر واحد فرحانلك
نهض سليم وقبل رأس امه التى قالت: حددوا معاد بقى علشان انزل البلد اجيب اخواتك واقول لعمك
سعيد: يناسبك امتى يا شروق؟؟
نظر الجميع ل شروق التى اطرقت بخجل: زى ما تقول يا بابا.
سعيد: شوف البت مش من شوية كنتى عاملة فيها امينة رزق وهتسبنى يا سليم ولسانك جايب اخر الشقة ..
شروق: الله بقى يا بابا..
وانطلقت لغرفتها بسرعة فضحك سعيد وقال لزوجته: قومى يا صفية شوفى بنتك وقولى لنا على المعاد اللى يناسبها
صفية بسعادة: من عنيا ده يوم المنى لما اشوفها فرحانة وازفها لعريسها
وتوجهت لغرفة ابنتها لتخرج بعد قليل وتقول: الخميس الجاي لا اللى بعده علطول .. ايه رأيك يا ام سليم
صالحة: خلاص يا ام شروق زى ما قالت عروستنا
وهكذا تم تحديد اليوم الذى يحلم به سليم ليجمعه بحبيبته التى كانت له حلما جميلا سيصبح عما قريب واقع اجمل
أنت تقرأ
سليم ..عمل مشترك ..الكاتب ..عمرو العربى..الكاتبة.. قسمة الشبينى
Romanceسليم ..عمل مشترك ..الكاتب ..عمرو العربى..الكاتبة.. قسمة الشبينى جميع الحقوق محفوظة للكاتب