9

5.1K 168 0
                                    

التاسع

الشيخ عبدالهادى : سليم ؟؟!!مالك يا ولدى فيك ايه
سليم :انافى مصيبه يا مولانا ومحدش هيدلنى على الطريق غيرك
اسنده الشيخ عبدالهادى حتى وقف على قدميه واصطحبه داخل المسجد وبدء سليم يقص عليه حكايته وما حدث منذ اليوم الاول الذى عمل فيه عند المعلم سعيد
الى ان اتهم بمقتل اخيه الاصغر واخبره بانه يشك بالمعلم سعيد وابنه
الشيخ عبد الهادي: ولسه شاكك فيه حتى بعد ما ساعده وهربك
سليم: انا خايف يكون هربنى علشان يخلص عليا زى مؤمن
نظر اليه الشيخ عبدالهادى وقال:ربك و ربك اذهب لربك واطلب المساعده من ربك فربك برئ من دم اخيك وربك المعين على الظالمين
نهض الشيخ مؤذنا للصلاه فقد حان موعدها وصلى من خلفه حشد كبير وما ان فرغ من الصلاه نظر الى سليم وقال له : خليك هنا يا ولدى لحظه .
نظر اليه سليم بدهشه ولكن غلب عليه الصمت والنظر الى مولانا الشيخ عبدالهادى
خرج الشيخ عبدالهادى من المسجد غاب بضع دقائق ثم عاد وفى يده كيس به بعض الطعام والخبز رفع يده الى سليم قائلا له تعالا يا ولدى
اصطحبه الى غرفه صغيره فى زاويه المسجد فتح له الطعام وطلب منه ان ياكل ..تردد سليم فى البدايه خجلا وما ان خرج الشيخ عبدالهادى خارج الغرفه حتى انهال على الطعام كانه لم ياكل منذ عام ..وما ان فرغ من الطعام انطلق مسرعا بدون ان يستاذن من الشيخ
عاد الشيخ الى الغرفه مره اخرى فوجد ورقه مكتوب عليها : اسف يا مولانا لقد اكلت الطعام كله من شده جوعى ولم اترك شيئ ولقد شعرت بالحرج منك فغادرت مسرعا قبل ان تاتى
ابتسم الشيخ عبدالهادى ثم رفع يده للسماء قائلا ..اللهم ان هذا عبدك وابن عبدك فانصره على الظالمين

غادر سليم المسجد بعدما ترك رسالته للشيخ عبدالهادى متجها الى مكان يجد به المعلم سعيد ..اهداه تفكيره الى انتظاره فى مكان مقطوع يمر منه يوميا ذهابا وايابا الى المجزر ...قام سليم بوضع جزع من النخل بمنتصف الطريق ليعوق المعلم سعيد عن المرور وامسك بيده الاخرى عصا كبيره (شومه) وانتظر متخفيا بين الاشجار وعندما حانت لحظه مرو المعلم سعيد اذ به يرى جزع النخله فيوقف سيارته ويترجل على قدميه ليزيل هذا الاذى من الطريق فيخرج عليه سليم مسرعا ممسكا بيده الشومه وعندما همّا بتسديد ضربه على راس المعلم اذ به يشعر المعلم بحركه الغدر فيبتعد قليلا ويتحامى فى سيارته ويقول لسليم : هتقتلنى !!هتودى نفسك فى داهيه يابنى
سليم :منا كدا كدا رايح فى داهيه يا معلم بعد ما لبستونى قضيه قتل اخويا
المعلم سعيد : يابنى بس انا ماليش دعوه اقسم لك بشرفى ماليش دخل فى الموضوع دا
سليم : امال مين له دخل يا معلم
المعلم سعيد :للاسف انا مستعد اساعدك فى اثبات برائتك
توقف سليم لبرهه تذكر خلالها كلام الشيخ عبدالهادى فهم ما قاله من لغز ثم نظر للمعلم سعيد وقال له :انا هثق فيك لاخر مره بس لو غدرت بيا انا هقتلك انت واولادك ومش هخلى ليك نسل من بعدك
المعلم سعيد له قائلا:عندك حق يا ابنى وعلشان تطمن انا هاخدك البيت عندى ليك عندى مفاجاه حلوه هتفرحك
خاف سليم من المعلم سعيد ..خاف ان يغدر به ويبلغ عنه السلطات فقال للمعلم سعيد:روح انت يا معلم وانا هبقى اجى وقت تانى
المعلم :انت لسه خايف منى يابنى وشاكك فيا
سليم :احنا اتولدنا والخوف بيخاف مننا يا معلم ..انما الشك ف انا هفضل شاكك فى كل اللى حواليا حتى نفسى
غادر سليم المكان مسرعا ..كما عاد المعلم سعيد الى بيته ولم يستكمل طريقه عاد والسرور يملأوجهه دخل بيته نادى على ام سليم
قائلا:يا حاجه ام سليم ..يا حاجه ام سليم ..
خرجت الحاجه صالحه تلملم ما تبقى من ملابسها وتضع وشاحها فوق راسها متلهفه لسماع اخبار جديده تخص ابنها سليم وقالت بفزع ..خير يا حاج فى ايه ؟
الحاج سعيد:سليم
قاطعته الحاجه صالحه قائله مالو يا حاج جرالوا حاجه وبدء يظهر عليها علامات التوتر والقلق
الحاج سعيد : خير خير والله هو قابلنى النهارده وانا رايح الشغل وقال انه جاى هنا
خرجت زوجته من غرفتها قائله يجى فين يا حاج دا متهم فى قتل اخوه والتستر عليه يودينا ف داهيه
ردت عليها شروق : متنسيش يا ماما ان سليم خطيبى ومظلوم وانا هفضل جنبه لانى واثقة أن مش هو اللى عملها
تنهدت الحاجه صالحه قائله :امك عندها حق يا بنتى انا كمان ماليش قعاد هنا هقعد اعمل ايه واحد اتقتل والتانى متهم فيه ولو القضيه فضلت لبساه هيع...
قاطعها الحاج سعيد:سليم ميعملهاش يا حاجه انا متاكد وهفضل جنبه لحد ما يطلع برئ ان شاء الله ..ثم توجه بالحديث لزوجته بحزم شديد وبصوت مرتفع قائلا لها انا مش عايز كلام كتير فى الموضوع دا واللى اقوله يمشى ومحدش يعدل عليا ويقول مين يدخل بيتى ومين يخرج ولا مين يقعد ومين يمشى ..ثم نظر الى الحاجه صالحه وقال لها بصوت منخفض متقلقيش يا حاجه صالحه كل حاجة خير والحقيقه هتبان باذن الله
**********
فى نفس الليله مساءا جلس سليم وحيدا شريدا فى حديقه عامه يتجول عندها بعض اللصوص والمتشردين احيانا جلس يتذكر ما قصه عليه اخوه ويعاتب نفسه جيدا كيف ضربته ؟لما لم اسمع له ..حتى لو انا مقتلتوش بس انا السبب فى موته انا السبب ..جلس سليم على هذا الحال وقت طويل حتى سمع الاذان ...نعم انه اذان الفجر ..بحث عن مصدر الصوت ومن اين ياتى صوت الاذان تمشى قليلا حتى عثر على مسجد دخل توضئ وظل يناجى ربه ويدعى ربه حتى السادسه صباحا ...وضع راسه على الارض لم يشعر بنفسه الا فى العاشره صباحا وقد غلبه النعاس
استيقظ فى العاشره فلم يجد اى شخص بجانبه ..من حسن حظه ان هذا المسجد لا يغلق بابه نهائيا فهو دائما مفتوح للماره
دخل الحمام غسل وجهه وتوضئ وصلى ركعتين الضحى وشكر لله ثم جلس فى زاويه المسجد واخذ يفكر كيف يثبت برائته ؟؟ايراقب مرزوق بنفسه ام يذهب الى المعلم سعيد يخبره بان ابنه هو القاتل ويطلب منه المساعده !!
توقف للحظات عن التفكير وقال لنفسه وهل من الممكن ان يساعد شخص فى اعدام ابنه ؟؟
خرج سليم الى الطريق وقد قرر ان يراقب مرزوق بنفسه ثم بعد ذلك ينظر ماذا يفعل مع المعلم سعيد
**********
ذهب سليم الى المجزر متخفيا اخذ يراقب المجزر من بعيد عده ايام متتاليه لعل مرزوق قد ياتى ظل على هذا الحال عده ايام ينام فى المسجد ليلا ويراقب المجزر نهارا
وفى يوم مشرق الشمس واثناء مراقبته المجزر اذ بشخص يضع يده على كتف سليم قائلا له امسك ...مسكتك يا سليم مسكتك
نظر سليم خلفه رافعآ يده عاليا فى الهواء وعندما هم بانزال يده البطشاء على من امسكه اذا يجد شخص يضحك بوجهه
سليم بفزع :سيد ؟! يخربيتك عرفتنى ازاى دا انا متخفى
سيد:يا يا سسليم عيب عليك دددانا اللى هرربتك ممن السجن معقول اكوون مش عاارفك يعنى
سليم:ماشى يا غبى ماشى اوعى تقول لحد انك شفتنى هنا
سيد:ممش هققول لحدد خالص وولا مررزوق ابن المععلم سعييد كماان
سليم: والله انت غبى هتودينى فى داهيه ...ثم اردف قائلا :طيب بقولك ايه يا سيد انا عايزك فى خدمه وشكلك يا غبى انت اللى هتساعدنى فيها
سيد:عنييا ليك ياا سلييم
سليم: هو مرزوق مش بيجى المجزر ولا ايه ؟؟
سيد:و و و الله ياا سليم هووو مش بييجى من سعت الحاادثه بس هوو له شغل مننفصل تااخد اللعنووان
سليم: انت تعرفه ؟؟
سيد:ااه المعلم سععيد كااان بيخلينى ارروح اخلص شغل هنااك داايما
اخد سليم عنوان مرزوق من سيد الغبى وطلب منه الا يخبر احد بانه راه هنا وانه سياتى فى وقت لاحق
توجه سليم الى مصنع اللحوم مباشره ذهب الى العنوان التفت يمينا ويسارآ بحثا عن المصنع واذ به يقف ويلتفت يسارا اذ به يجد يافطه كبيره معلقه فوق احد الابنيه العملاقه مكتوب عليها مصنع الحلال للحوم اداره مرزوق سعيد
فى تلك اللحظه اقتربت سياره سوداء اللون ترجل منها شابان اسودى اللون شعرهما مجعد طولهما مناسب لوضع بابين فوق بعضهما ليستطيعا المرور بدل من ان يجثوا على قدميهما ..لديهما اذرع اذا ضربت فى عمود خرسانى كسرته نصفين ...جرى احدهما باتجاه الباب الخلفى ليفتح لمرزوق الباب والتانى نزل ليؤمن طريقه الى باب المصنع
ظل سليم يترقبهم فى صمت ويراقبهم لمده ايام ذهابا وايابا طريقهما لم يتغير،لم يعتادا على فعل اشياء مريبه ولكن فى احدى الايام وقفت السياره فى مكان مظلم تذكر سليم ما قاله له اخوه مؤمن ووصفه للاشخاص الواقفين ووصفه للمكان فعلم انه نفس المكان الذى راى فيه مؤمن الاشخاص وهم يتفقون على اللحوم المريضه ولحوم الحمير
لم يكن مرزوق يعلم ان نهايته شارفت على،الانتهاء ولم يكن سليم يعلم انه سيحصل على برائته بتلك السهوله

ودار الحديث بين مرزوق وصديقه كالتالى ....
مرزوق : احنا كدا بيعنا كل الطلبيه تقريبا واللحمه مغرقه السوق
جاد: تسلم يا مرزوق انا دايما ثقتى فيك فى محلها انت بردو الباشا الكبير
مرزوق :تسلم يا صاحبي.ولكن ...
عندما حاول مرزوق استكمال الكلام قاطعه جاد ::عملت اى فى موضوع سليم واخوه مؤمن
مرزوق والله من سعت ما هرب من السجن وانا معرفش عنه اى حاجه
جاد :الولد دا خطر علينا ولازم حتى لو مش هيتقبض عليه تخلص انت عليه
مرزوق :دم تانى ؟؟!كفايه دم انا مش هقتل تانى
**************
طرقات متعجلة على باب المعلم سعيد تسرع على اثرها شروق لفتح الباب
تصاب بالدهشة والفرحة حين تجد الطارق سليم
يقف سليم امامها عاجز عن النطق فقد اشتاق لها كثيرا الا ان شروق لم تمهله المزيد من الوقت لتصارع أفكاره واسرعت تضمه بقوة وهى تهمس بإسمه
شروق: سليم اتأخرت اوى انا مستياك من زمان كنت خلاص قربت افقد الامل انك ترجع لى
سليم: وحشتينى اوى يا شروق بس ماكنش ينفع ارجع من غير براءتى واعرف اللى فى رقبته دم اخويا
شروق بسعادة: مش مهم انك اتأخرت المهم انك وصلت انك اخيرا فى حضنى
شعرت بالحرج فهى فعلا تضمه بقوة لتعود خطوة للخلف وهى تقول: تعالى فى مفاجأة حلوة علشانك
يتعجب سليم لكنه يسير معها للداخل بلا تفكير اجلسته وتوجهت للداخل
فتحت باب الغرفة حيث امها مع الحاجة صالحة
طنط صالحة مش هتصدقى مين جه برة
تهب صالحة وهى تقول: ابنى؟؟سليم رجع؟؟
تهز شروق رأسها فتندفع صالحة للخارج لترى ابنها وتتشبع عينيها برؤيته
يقف سليم لا يصدق أن امه امامه أكان المعلم سعيد يرعى امه كل هذا الوقت بينما لايزال يتشكك به
لقد صدق الشيخ عبد الهادي
بكت صالحة ليسرع سليم الى امه : ماتبكيش يا امى
تضمه امه بكل الوجع ..وجع فقدان مؤمن..ووجع حرمانها من سليم
سليم: ماتبكيش يا امى حق مؤمن هجيبه
صالحة: خلينى اشم ريحته فيك ..خليك في حضنى يا سليم..كفاية اخوك راح منى..خلاص كفيانى
يربت سليم على رأس امه ويقبله ثم ينحنى يقبل يديها ويرفع رأسه ليمسح دموعها وهو يقول: ماتبكيش يا امى هنبكى مؤمن يوم ما حقه يرجع
صالحة:اخاف عليك يا سليم...اخاف تروح انت كمان ماترجعش
يهم سليم بالرد الا أن صوت المعلم سعيد قال: ماتخافيش يا ام سليم....سليم مش لوحده انا معاه ومش هسمح لحد يمس شعره من راسه
سليم مستهزئا :متاكد يا معلم ؟؟
المعلم سعيد:متاكد يابنى انا راجل واحب الرجاله اللى زيك
سليم: حتى لو كان القاتل دا ابنك ؟؟

سليم ..عمل مشترك ..الكاتب ..عمرو العربى..الكاتبة.. قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن