r

598 44 6
                                    

لأيام طويلة لم أتمكّن من عدّها ،

كنتُ أستلقي على السرير بمنزل والِديّ لا أتحرك ، لا أتناول الطعام ، لا أفعل شيئا مما يفعله البشر باختصار .

بعد أن استيقضتُ هنا أقسمتُ أن ألحق به لكن بدا أنهم على علمٍ بما أفكر به .

أخفوا كلّ شيء قد يساعدني على فعل ما أرغب به لكنهم حمقى .

سألحق بِليفاي يعني سأفعل .

ترجّتني والِدتي لأتناول شيئا حتى لا تتدهور صحّتي ، كنتُ على وشك الرفض لكن فكرة عبقرية جالت بِخاطري .

' أريد الاستحمام . أشعر أنني قذرة '

طلبتُ من أمّي و لن أصف سعادتها ، لأول مرة منذ وفاته تحدّثتُ بشيء غير لعنِ حياتي .

في حين هي تجهّز الحمام أخد أبي يثرثر بأشياء لم أسمعها عن أن الحياة لا تتوقف ، و أن ليفاي لن يرغب بِرؤيتي هكذا و إن كان ميّتاً .

تفاهة .. دقائق و أكون بين أحضانه ، هذا المهم .

غادرا غرفتي بهدف منحي بعض الخصوصية و التفكير في المستقبل .

قبل أن أتوجه إلى الحمّام أوصدتُ باب الغرفة و توجهت نحو خزانتي .

ماذا ؟ لن ألاقيه على هذه الحالة !

ارتديتُ أول فستان أبيض وقعت عليه عيناي ثم دلفتُ الحمام .

ارتميتُ داخل الحوض المملوء بالمياه لحد الفيضان .

لماذا كل شيء يذكرني به ؟

كيف كان يجبرني دومًا على الاستحمام معه ، إلـٰهي فقط أعده لي و أقسم لن أمانع أبدا .

مازلتُ أشعر بِـيده الباردة تجوب جسدي ، أنفاسه على ظهري و شفتيه تحومان على رقبتي ..

ربّتتُ بِلطف على بطني و ابتسامة حنينٍ على شفاهي .

' صغيري سنُلاقي والدك '

همستُ قبل أن أزفر الهواء و أنخفض لأغمرني بالمياه تمامًا .

أشعر بالاختناق ، أكافح كي لا أتراجع .

و أجل ، قوة اصراري تغلّبت على حاجتي للهواء .

كل شيء بدأ يصبح مشوّشا و غير واضح إلى أن فقدتُ الإدراك تمامًا .

هل مِتّ ؟




مـعًا للاَبـد ؛ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن