الفصل الرابع

1.8K 45 1
                                    

كان "إريك بالدوين" رجلا يقدر أسرته بشكل
روتيني للغاية.. زوجته تزعجه وابناؤه ضوضاء
ولهذا اختار لنفسه غرفة خشبية صغيرة يحبس
فيها حالة وأعماله..
ملف "مادلين دون بيكر" كان يؤرقه..
في المكتب يدعونه الفأر المشاكس.. هذا
الذي يتجول برأسه ليفنذ مشكلة لكل حل..
ومع إريك لا تنتهي قضية..
ولكن هناك شيء ما يخص تلك المرأة
هي سعيدة.. نعم تلك السعادة المتراقصة
خلف طوفان البكاء..
محظوظة بشكل مثير للشك..
كما أن أنطوان يؤكد أنها لم تضربه وأنه كان
هناك رجل ثالث..
صرخ عقله:
- أنطوان لديه عدة اضطرابات نفسية.. لن
يأخذ القاضي بشهادته.
ولكن الفأر برأسه يتذمر:
أين الفتاة؟.. مساعدة غرين, كيف اختفت
بملح البصر رغم إصرار الحارس رؤيتها تصعد؟
ونفس الحارس لم يلمح نزولها ولم يلمح هذا
الثالث الذي يهذي أنطوان بشأنه..
ومرة أخرى كما العادة ُيسقط قهوته ويصرخ
ويسب ويحدث حاله ويجفف أوراقه وأفكاره
الضائعة.. كما الشاهدة الاهم في قضيته..
يؤمن بشدة أن تلك الشاهدة قد تقلب
الموازين.
******
ستهرب..
لا يوجد حل آخر..
لقد مرت ثلاثة أيام.. وهي تتحاشاه تماماً كما
يتحاشها هو..
ولكنها حفظت روتينه..
يستيقظ في السابعة ليمارس تمارين هوائية
مجهدة لمدة ساعة.. يشرب بعض الحليب
ويفطر ثم يجلس أمام حاسوب ما لفترة لابأس
بها من الوقت.
لا يوجد تلفاز بالمنزل وبالتالي هي لا تعلم شيئاً
عن تفاضيل قضية غرين, يأخذ قيلولة صغيرة
بعد الغداء ثم يعود للاستيقاظ ليمضى الوقت
بين حاسوبه وتمارينه..
وتشعر أنه مل للغاية..
وتكاد تكون واثقة أن احتجازها ليس قراره
وحده..
ما زالت تجهل مدخل المكان.. لقد بحثت جيداً
في فترة نومه ولكن لا شيء!
وبدا هو نائماً مطمئناً لثقته في فشلها..
ولكن اليوم سيختلف.. فهناك سلم لابأس به
سيمكنها من الوصول للسقيفة الحديدية
من يعلم ربما تكسرها وتهرب!
لم يكن الامر سهل كما ظنت..
فبعد عشر محاولات تعلقت قبضتها أخيراً
بقضيب حديدي.. كانت السقيفة مصممة على
شكل قضبان متقاطعة ولكن بمسافة لا تكفي
حتى لعبور الرأس, أمسكت قبضتها بالحديد
تحاول تحركيه عليها تجد ثغرة ولكن لا شيء..
وزاد الامر سوءاً عندما ضربت قدمها السلم
رغماً عنها لتجد نفسها معلقة في الهواء..
كانت أنفاسها متسارعة.. والارض لا تبدو
قريبة لتقفز وحينها اتاخذت قراراً أسوء
حركت قبضتيها واحدة تلو أخرى لتتحرك على
قضبان السقيفة حتى وصلت للمنتصف تماماً..
كانت تأمل الوصول للجانب الاخر حيت توجد
طاولة عريضة قد تقفز فوقها دون أن تثير
انتباهه, تعرق كفيها زاد من بطء حركتها
كما أن الام في ذراعيها ال يحتمل..
ستسقط حتماً..
وسط أنفاسها اليائسة والبكاء القادم لا محالة
سمعت تصفيق حار وازى نبرته المتهكمة:
- جيد جداً.. وهل كنتِ تنوين التبخر من
الفتحات!
تصلبت..
كان يقف وراءها مباشرة, يراقب جسدها
اليائس والمعلق في الهواء, ركلت بقدميها
في عشوائية علها تكتسب قوة كي تتحرك
نحو موقع الطاولة ولكن لا جدوى..
هي استنفذت كل قواها بالفعل..

اقفزي!
نبرته جاءت مفاجئة.. مجنون هذا الرجل..
يريدها أن تقفز ليتخلص منها بحجة حادث
أليم!
تنهدت في يأس:
- أرجوك.. أريد السلم.
لم يبد تأثراً:
- أنتِ من وضعت نفسك بهذا الموقف..
فالتقفزي إذاً!
نظرت نحو الارض في فزع.. ستكسر قدميها
حتماً وحينها كان خياله قد اقترب ليتخطاها
ويواجها من الناحية الاخرى وقد ضم ساعديه
يراقب محنتها في متعة:
- ستسقطين عاجلا أم آجلا.. القفز سيعطي
جسدك قوة.
ارتجفت شفتيها في يأس:
- أرجوك ساعدني.
رفع بصره نحوها بغموض:
- اقفزي وحينها قد أساعدك.

الرهينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن