البارت السابع

1.6K 49 1
                                    

أسوء الحلول هي تلك التي تجيئنا بعد أن
تنحرف السفن!
- حضر حالك جوش.. سأخلصك منها!
ابتعد بهاتفه عن باب غرفتها, كانت ما زالت
تشهق باكية رغم مرور ساعة على الامر..
كيف لها بتلك القدرة على البكاء المتواصل!
واللعنة هو لا يفكر سوى بطريقة واحدة
لتصمت.
جز على أسنانه وهو يحادث األخرى:
- كيف؟
أجابته بجفاء:
- هذا ليس من شأنك.. فقط ستسلمها
لرجلين أنا سأتدبر أمر معرفتك بهما.
وكأنه لم يسمعها, كرر سؤاله بحدة:
- ماذا ستفعلين بها مادلين؟
وأجابت هي بحدة امرأة تملك ماليين:

سلمها للرجلين.. تستلم نقودك, سأحادثك
لاحقاً لتحديد الموعد.
وأغلقت الهاتف, خطتها كانت بسيطة وحدس
امرأة أخبرها أن جوش لن يفعلها..
هذان الرجلان لن يتوليا أمر قتل ميرندا فقط
بل سُيكمل محاميها الخطة لتجد الشرطة
الجثمان في أحد الشقق المملوكة لدون بيكر.
جريمة أخرى كاملة والثروة على الطريق.
ابتسم المحامي من خلف ظهرها ليباغتها
باقتراب ذكوري خالص موزعاً بضعة قبلات فوق
جيدها:
- اقتربنا؟
وتوترت شفتيها قبل أن ترسم ابتسامة
كاذبة.. ابتسامة أفعى توزع مفاتنها وقت
الحاجة وتبث سمها فيما بعد, لتهمس هي
بثقة:
- بل وصلنا..
مير؟..
- ابتعد عني.
- مير.. افتحي الباب.
- لا..
- مير.. ليس لدي وقت, افتحي الباب الان.
بعد وقت ليس بكثير فتحت بتردد, عيناها
كانت محمرة منذ البارحة.. في تلك اللحظة
تحديداً كره نفسه..
فمادلين منذ ساعة واحدة هاتفته مجدداً
لتخبره عن مكان التسليم, والخطة لم تكن
تحتاج لتفسير أكثر..
كان يعلم أنها ستقتلها..
اقترب منها بجدية لتجد نفسها مسحوبة خلفه
تماماً, فتح حاسوبه وأجلسها جانبه بعملية
تامة..
أرقام تتكرر..
لا تفقه شيء..
أشار بإصبعه نحو رقم يحمل الكثير من الاصفار:
هل ترين هذا الرقم؟
نظرت نحوه في حيرة فتابع هو دون أن
يستدير:
- هذا ما ستجنيه مادلين اذا ما ثبتت على
أنطوان التهمة.
ثم استدار نحوها ليكرر الجملة بشكل آخر:
- هذا ما ستجنيه مادلين إذا ما سلمتك إليها
مير.
ثم نزل بإصبعه ليشير لرقم آخر, أصغر قليلا
ولكنه رقم جيد..
بل للغاية جيد.. تابع بنبرة مبحوحة:
- وهذا ما سأجنيه أنا.
ظلت متجمدة لوهلة تراقب الشاشة دون
حراك..
اقترب منها أكثر وحينها انتفضت تنظر نحوه
في شحوب:
- وهل ستفعلها؟
ظل يتأملها بدوره.. ثابتاً على نفس الوضع.؟

خصلات ذهبية متناثرة.. ثوب كريمي فضفاض,
وموج البحر.
همست مجدداً بيأس:
- هل ستفعل..؟...
وانقطعت كلماتها مع ُقبلة أخرى منه.. لم
يكن انفجاراً كما حدث من قبل ولكنه كان
تواقاً حد جنون رجل قرر أن يتشبث بامرأة
معها هي فقط يستعيد إنسانيته.
ابتعد عنها بأنفاس متقطعة ولكن قبضته
كانت ما زالت متشبثة بخصالتها, يؤلمها قليلا
ولكنها لت تبالي..
وضع رأسه فوق جبهتها لينطق أخيراً
وبمجاهدة:
- يجب أن نخرج منه هنا وفوراً.
رفعت عينيها نحوه تسأله بحيرة:
- إلى أين؟
وغاب هو ببصره لماضٍ ظن أنه انتهى ليجيبها
بصوت هاديء:
للمكان الامن الوحيد الذي أعرفه.
هتفت:
- ما هذا؟
كانت تعرف أن طريق الخروج غير مرئي ولكن
غير موجود!..
كان يتوجه بها نحو السقيفة التي فيما يبدو
هي فعلا المخرج الوحيد..
رد بسخرية وهو يرفع السلم ليتسلقه:
- منزلي!
جاوبت وهي تحدق في المكان حولها:
- يا الهي دون باب!.. لقد كنت محقة.
ليبتسم هو بغرور:
- نعم.. الخروج من السقيفة!
القضبان الحديدية مصممة باتقان, سوى في
مكان واحد.. عشوائي حد مصادفة لعينة
ليكتشفه أحدهم.من
قضيب غير ثابت يتم فصله ليفتح هوة لابأس
بها تكفي لمرور جسده خروجاً وعودة..
والطاولة لم تكن هناك من العدم.. هو
يضعها تحت القضيب مباشرة لسهولة عودته.
رفع جسده خارج القضبان ليمد يده نحوها:
- هيا..
اقتربت منه ترفع ذراعها لتمسك به, همس:
- مير.. هل تثقين بي؟
وجاوبت بحماس امرأة عاشقة:
- لا أثق سوى بك.
*************
- إيريك.. قم بتسخين اليخنة مجدداً فالولد
جائع.
النساء هن النساء.. زوجة وزير منشغل أو حتى
عامل نظافة أو محقق مخضرم له في المهنة
أكثر من عشرين عاماً, ستظل تزعج رأسه
بتفاهات عائلية لاتنضب.
كان يقف أمام الموقد يرتدي قبعته المنزلية
المفضلة مراقباً زوجته لوسي تعاني مجدداً من
محاولة إلباس صغيرها ملابس ثقيلة وابنته
الكبرى تحرق شعرها مجدداً بجهاز تصفيف
كهربائي سيئ الصنع..
صرختها أفقدته تركيزه فأوقع القليل من
الصلصة فوق ملابسه ليخرج من المنزل نحو
الحديقة وغرفته الخشبية يسب ويلعن..
تلك القضية حقاً تفقده صوابه والشاهدة
الوحيدة التي ستحقق له حدسه تبخرت وكأنها
لم تكن..
الشاهدة الوحيدة تقف أمام منزله الان
وجوارها شبح من ماضٍ قاتم!!
- مرحباً إيريك!
لم يكد جوش يكمل جملته حتى شعر بقبضة
قوية كادت أن تحطم فكه, الحقير العجوز ما
زال يمتلك بعض القوة..
لجمت الصدمة ميرندا ولكنها استفاقت على
صوت لوسي التي جاءت تصرخ بزوجها ومرحبة
بجوش في نفس الوقت!
ضمت حاجبيها تنظر للجميع وشعورها يخبرها
أن جوش أحضرها لمنزل مجانين.
- أنت حقير!..
وأنت وغد!..
- ببساطة دمرت كل تاريخي.
- وأنا عالمي تدمر وأنت تقف لتشاهد.
- أنت من سرقت أموال القضية..
- وأنت ببساطة صدقت!
- كفى!!
كانت الاخيرة كلمة لوسي التي أوقفت الصراع
المحتدم بين الرجلين, بل على الاصح الزميلين
السابقين.
اقتربت لوسي من زوجها لتهمس بذات الكلمة
مجدداً:
- إيريك.. يكفي.. ماذا أخبرتك من قبل!
لوى إيريك شفتيه بسخرية:
- ها.. ثرثرة النساء.. جوش بريء.. جوش لم
يفعلها..
رفع جوش بصره نحو صديقه ببأس:
- ربما هي ثقة لم أنلها من رجل كنت أظنه
صديقي.
ساد الصمت بعدها طويلاً، تنهدت لوسي بحزن
لتقترب من جوش مربتة على كتفه وهي تنظر
نحو جوش بنظرة آمرة:
- نحن هنا الان لنسمعك جوش.. إيريك هنا
الان ليسمعك ولا شيء غير ذلك.
لم تظن ميرندا أنها ستتعرض لكل تلك الاحداث
ً خفيفاً بمطعم البيغل
حينما اختارت غداء المجاور
لم تظن أن جوش الذي اختطفها بكل شراسة
هو نفسه الضابط المطارد بظلم مجحف تعرض
له على مدار سنوات..
ظلم ولًّد مجرم في غضون سنوات بسيطة..
ضرب إيريك بقبضته على المائدة:
- الحقير فرانك..
وكان يقصد رجل ذو نفوذ في الحكومة..
- هو من رتب كل شيء.
رفع جوش بصره نحو صديقه:
- الامر كان أكبر مني إيريك.. وأنت ببساطة
صدقت!
رفع إيريك صوته مدافعاً عن نفسه:
أنت هربت جوش.
وحينها انفعل جوش ليستقيم زاعقاً بحدة:
- ماذا أردتني أن أفعل؟.. ضابط صغير يواجه
مكيدة محكمة من ثالث رجال كلهم بمناصب
عظمى بداية من سكوتالنديارد حتى وزارة
العدل. الصفقة كانت ستتم إيريك بسجني أو
بدونه نحن كنا مجرد كبش فداء لتمرير
الخسارة الوهمية وليس أكثر
وحرك إيريك فمه مستهزئاً:
- والاموال تحولت لمصارفهم حتى قبل أن
تتحصل أنت عليها.
زفر جوش بضيق ظلم كان يظن أنه قد تخطاه
ليحرك رأسه مسرعاً ويقترب من إيريك هامساً
بما يوده بحق:
- تلك ليست قضيتي الان.. ما يهمني هو وضع
مير.
نظر إيريك لصديقه باستغراب:
- مير!
لعق جوش شفتيه وكان دوماً ما يفعل هذة
الحركة حين يهتم بأمر ما, رمقه إيريك بتفحص
من تحت عويناته ليهمس بمكر:
- تحبها؟
رفع جوش رأسه ليبتعد عنه ويتجرع بعض الماء
البارد دفعة واحدة ثم أجاب بجدية:
- أنا فقط أريدها سالمة.
هز إيريك كتفيه:
- أنا أيضاً فهي تميمة حظي بتلك القضية..
ولكن..
استدار نحوه جوش باهتمام:
- لكن ماذا؟
نظر نحوه إيريك بتمعن:
- ما دورك أنت في القضية؟
وحينها نظر جوش نحو الغرفة التي دخلت
فيها ميرندا مع لوسي ليعود نحو صديقة
بنظرة ثابتة:
- سأخبرك كل شيء.

الرهينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن