الفصل التاسع

1.6K 51 0
                                    

المقولة صادقة..
ليست هناك جريمة كاملة..
مادلين رتبت كل شيء بحرفية أعضاء مافيا,
ولكن ظهرت ميرندا من العدم..
وفي المرة الثانية رتبت الامور بدقة أكبر..
مزرعة متطرفة لدون بيكر هو لا يهتم بها
كثيراً...
مجرد حارس عجوز سيغيب بخطة محكمة عن
المكان لساعة واحدة...
ميرندا ستصل هناك ويقتلها رجال فيكتور
بدم بارد ويختفوا قبل عودة الحارس وفي
اللحظة الحاسمة ستصل الشرطة..
نعم كل شيء محسوب بدقة وبعقل محامي
داهية لا يقبل الخسارة..
سن قوانين اللعبة وأعماه القدر عن ملاحظة
ثغرة واحدة
ثغرة بسيطة جداً..
وهي أن مداخل ومخارج محطة يوستن كلها
مراقبة بالكاميرات.
*******
لم يصدق إيريك نفسه عندما قفز موظف
الاستعالمات بانفعال يصرخ على الهاتف:
- وجدتها سيد بالدوين.. وجدتها!
انتفض إيريك على الفور ليقترب منه جوش
على ُعجالة وهو يسجل آخر مكان شوهدت
فيه "مادلين دون بيكر"
محطة قطارات يوستن لندن..
وضع إيريك الخريطة أمامه بعد أن تحدث مع
موظفي المحطة يسند بأحد أقالمه عالمات
متتالية من التي يمر بها القطار..
- القطار يقف هنا.. وهنا.. وأيضاً هنا, كلها
مناطق متطرفة وبلدات صغيرة..
همس جوش وهو يمر بأصابعه على الخريطة:
- أين تنوي الذهاب بها؟!
كان إيريك ما زال يتحدث ويستجوب العديد من
الموظفين فحسب ما جمع من معلومات
مادلين استقلت القطار وحدها..
ونهاية القطار تصل حتى مدينة مانشستر
والمفارقة أن هناك اليوم مباراة
حجة غياب رائعة!..
صرخ أحد الموظفين وكأن حدسه أخبره أنه
اكتشف شيئاً هاماً:
- أنتم تتحدثون عن مادلين دون بيكر؟..
مزرعة دون بيكر تقع على نفس الخط.. الامر لا
يستغرق نصف ساعة حتى تصل لها من هنا.
وأشار لنقطة على خط القطار حيث يتوقف في
أحد البلاد المجاورة.
نقطة جعلت عينا جوش تلمع بتوحش وهو
يسأل أحد الموظفين:
- هل هناك عربات تخزين بالقطار؟.. أي عربات
تسمح بتسلل مسافرين دون أن يلمحهم أحد؟
رفع الرجل كتفيه بجواب بديهي:
- الحقيقة نعم.. ثلاث عربات.
ضرب جوش قبضته على المائدة وقد صور له
عقله ما قد تنتويه مادلين ليزعق على الفور:
- يجب أن نتحرك الان إيريك.. ليس لدينا
وقت.. إيريك نحن نحتاج طوافة.
على مساحة خمسة ألاف متر مربع تقع مزرعة
أحد أساطير المال التي ستمتلك منها قدراً لا
بأس به قريباً..
نظر فيكتور حوله غير مصدق وهو يتأمل
المساحة الشاسعة حوله
كيف يترك مكاناً كهذا دون حراسة!
ارتدت نظارتها الشمسية لتلوي شفتيها
بغرور:
- هذا مجرد لا شيء بالنسبة إليه.. فيكتور.
ونطقت فيكتور باستهزاء بين.. حسناً هو
فوت لتلك المرأة الكثير ولكن فقط تنتهي
الخطة كما يريدا وحينها سيمتلكها هي..
والمال..
ٍ
وكما كانت السيارة تلتهم الطريق دون تأن
في السماء حلقت طوافة مسرعة تقل محقق
مخضرم من دهاليز سكوتلانديارد وآخر متخفٍ
تحت ظل لا يخصه..
اي أسم وأي وضع لا يهم..
ما يهم أن يجدها
تحركت ميرندا خارج السيارة بدفعة قوية من
أحد رجال فكتور..
مادلين تشعل سيجارة وتطالب بسرعة
وأحدهم يدفعها نحو حظيرة مهجورة لينهي
الامر..
مجرد رصاصة ستنهي الامر وفي موقع الجريمة
المطلوب..
وفجأة توقف كل شيء..
صوت غير مألوف وطوافة شرطة تقترب!
ولكنها تحوي رجل قد تكون الشرطة أرئف حالا
بهم منه..
وهمستها تنطق باسمه حينما رأته..
جوش!
لم تتصور مادلين أن الامر سيتطور بتلك
الطريقة.. وابل من الرصاص تبادل به طرفان
وفيكتور يحاول الهروب نحو السيارة تاركاً
إياها هي ورجاله.
حينما أيقنت أنه لاسبيل قفزت بثقل جسدها
على أحد جوانب سور حجري محاولة التسلل
بعيداً عن إطلاق النار وميرندا المسكينة زحفت
ببطء كي تختفي داخل الحظيرة.
الطوافة لم يكن بها سوى إيريك وجوش
وقائدها..
استطاع جوش أن يقفز من الطوافة حينما
كانت على مسافة قريبة ليسقط فوق أحد
الرجلين موجهاً لكماته نحوه بقسوة..
رصاصة غادرة كادت أن تصيبه لولا تصويب
إيريك الذي نجح أخيراً في اقتناص الاخر.
وصل جوش لها أخيراً ليجدها منكمشة على
نفسها في الظلام.. تخشى الخروج وتخشى أن
يكون قد أصابه مكروه بدوره.
احتضنها بقوة:
- مير.. هل أنت بخير؟
أومأت برأسها باكية.. ملس على وجهها
بأصابعه:
- هل آذاك أحدهم؟.. هل آذتك اللعينة؟
حركت رأسها تنفي وما زالت على نفس البكاء
حتى انفجرت فيه ضاربة المضحك
لقد تركتني.. كيف تتركني.. كيف؟
قرب رأسه منها ليستند على جبهتها:
- لن أتركك مجدداً.. أعدك.
- كاذب مجدداً.. ستتركها الان عزيزي لان
الشرطة على وصول..
استدار جوش ليلمح إيريك صديقه يقف مستنداً
على الباب الخشبي للحظيرة وعلى وجهه
ابتسامة ساخرة..
اقترب منهما لينظر نحو ميرندا الجالسة على
الارض وجوارها صديقه العاشق:
- يجب أن ترحل الان جوش.. الشرطة على
وصول.
نظر جوش نحوه مجادلا:
- ولكن..
همس لهما إيريك بجدية لكنها لاتخلو من
سخرية الموقف:
- لقد قدمت لك مادلين أكبر خدمة.. تدبرت
هي وفيكتور أمر إبالغ الشرطة من مجهول
عن وجود ميرندا بمزرعة دون بيكر.. المضحك
أن الشرطة ستجد كلاهما معها لتثبت عليهما
التهمة.
رفعت ميرندا حاجبيه تستوعب الامر وفجأة بعد
تفكير لم يأخذ منها أكثر من خمس ثوان
نطقت بطلب واضح:
- يجب أن ترحل جوش.. الان.
********
قدميها تعافران لتصل إلى نهاية السور..
تحطم كل شيء.. انتهي.. غباء.. حظ..
وحقير متأنق قفز بسيارته ليهرب قبلها
ولكن..
النتيجة واحدة
في انتظار كليهما كانت الشرطة.
بعد ثلاث اسابيع..
محكمة..
مادلين خلف القضبان.. وجوارها فيكتور,
المحامي الذي لايستطيع إنقاذ نفسه..
تشهد ميرندا بكل تفصيلة وكل ما حدث..
سوى من تبديل بسيط.. أنيق..
ويستحق المقايضة..
فجوش ليس له وجود بالحكاية..
بل لم يختطفها أبداً..
ومنذ البداية اختطفها رجل آخر..
يدعى فيكتور!!
بل منذ البداية أقرت أنها كانت بالمزرعة تحت
عين مادلين وفيكتور
انتهت القضية.. ومادلين خلف القضبان حتى
تلمح بياض شعرها.. وأنطوان بأكثر حظ
امتلكه انتهى في مصحة نفسية.
اقترب منها صديق قديم.. كلمة واحدة قالها
إيريك:
- بلغيه سلامي.
لتبتسم هي بثقة وشغف رؤيته من جديد:
- سيحدث.

الرهينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن