"أمي أنا لم أدرس لمدة أثنتا عشر عاماً لكي أقضي طوال عُمري المتبقي بتقطيع أقزان الباقلاء و الزراعة، ثم من قال لكِ بأنني فتاةٍ بالسابعة من عُمرها ولن أستطع الاعتناء بنفسي و مراعاتها"
قالتْ يون بأنفعال أكثر من ذي قبل وصوتٍ أعلى؛ ثم لوهلة شعرت أنها للتو أطلقت أهانة لأمها و لأختها الكبيرة التي كانتْ تسند ظهرها على الباب ضامةٍ يديها لصدرها مستمعتاً لما حدث، شعرت بأنها قليلة أدب وسيئة، كرهتْ نفسها.
و لكن يبقى بشيء ليس بالجديد فـ هي لطالما مَقتتْ نفسها و لم تشعر بأنها كفوئةٌ يوماً، تشعر أنها وبطريقةٍ ما تستحق كُل شيء سيء، و كل ما يحصل معها من ندوبٌ..في المقابل أمها أكتفتْ بالصمتِ و كأنها تُلقي بشعور الذنب و تأنيب الضمير نحو جونغ يون ، جاعلةٍ منها تزفر بـ يئس.. حتى نطقتْ أخيراً :
"أعلمي جونغ يون أنكِ أن خرجتُ من هُنا لن ترجعِ ثانيةٍ ، ولن تطلبي مساعدةٍ لأنكِ و اللعنة أن خرجتِ لن يكون لديك أمٌ تُدعى تشوهه مرةٍ أُخرى!"
أنهتْ كلامها بصراخٍ بعد أن أطلقتْ كلماتها تلك بسرعة تكاد تأخذ نفسً من بينها، هي الآن في ذروةِ غضبها و حزنٍ يتآكل داخل قلبها في آنٍ واحد.تكاد جونغ يون تدمع عيناها بسببِ ما سمعته للتو
هل حقاً هي طُردت للتو؟ , ناهيك عن أنها لن ترجع أن خرجت من هذا الباب؟شتتْ جميع أفكارها؛ لم تتعب نفسها بالتفكير بشيء
تصنعتْ البرود والقوة؛ هي أخذتْ بالفعل حقيبتها ما بين يديها وهممتْ بالخروجِ غير مفكرةٍ بعواقبِ ما قد تفعله...أما والدتها فـ هي فرقتْ فاهها نتيجةٍ لجرأة فتاتها جونغ يون..
.هل هذهِ يون الخجولة؟ هل هذهِ يون المطيعة التي لطالما لم ترفض لي شيء؟.
هذا ما كان يدور في مخيلةِ السيدة تشوهه متفاجئةٍ من جونغ يون.. هي لا تنفي أنها بيومٍ من الأيام ربما ستندم لأنها فعلتْ هذا بفتاتها المُفضلة و التي لطالما بذلتْ ما بوسعها لأسعادها هي وأختها الكبيرة ؛
حتى بعد وفاة السيد يوو هي لم تُقصر بدعم الشقيقتين مادياً أو عاطفياً.. كانتْ تعوضهن الحنان الذي فقدنهن خلفية وفاة والدهن ولم تنقص من شيءٍ لهن... آملة بأن تسعدهن دائما.لم يكن هنالك مشكلة مع جونغجو شقيقة يون التي تركتْ الدراسة بعمرِ الثانية عشر.
أما يون فـ هي بالمقابل رفضتْ أن تترك الدراسة ناويةً تحقيق حلمها المجهول؛خصوصا بعد وفاة والدها...
كان لا بأس مع الأثنتان والدتها وشقيقتها حجة أنها ستمل وتترك الدراسة يوماً ما.. لكن الأمر تطور وهي لم تفعلّ.
خرجتْ جونغ يون من ذلك الباب، تاركتاً خلفها أمها أبتدتْ بذرف الدموع رويداً و أختها جونغجو صاعدةٍ للعليةٍ غير آبها تماماً ... لطالما كانتْ جونغجو هكذا..
أنت تقرأ
Attention
Casuale" يـحاوِل الأهتمام بها و حمايتها، كإنها زهرة ساكورا باردة خوفاً عليها من التمزق "