الرياضة التراثية

611 56 11
                                    


الرياضة التراثية

إيرج كرايي، محمد زاهدي، ناصر كدخدا.

خلال السنوات الأولى من المرحلة الثانوية، تعرّف إبراهيم إلى الرياضة التراثية الإيرانية، حيث كان يذهب ليلًا إلى نادي ("روزخانه" الحاج حسن). كان الحاج "حسن توكل"، المعروف بالحاج "حسن النجار"، عارفًا مخلصًا. كان لديه "روزخانه" مقابل مدرسة "أبو ريحان" حيث صار إبراهيم أحد رواد هذا المكان الرياضي والمعنوي.

كان الحاج حسن يبدأ التمارين الرياضية بعدد من الآيات القرآنية، ثم يذكر حديثًا ويترجمه. في معظم الليالي، كان يرسل إبراهيم إلى وسط الحلبة، حيث يدور ويقرأ سورة قرآنية أو دعاء التوسل أو أشعارًا في أهل البيت عليهم السلام فيساعد المرشد بهذه الطريقة. من الأعمال المهمة التي كانت تقوم بها هذه المجموعة، أنه حين يطول وقت الرياضة إلى أذان المغرب كان الشباب يتوقفون عن التمارين ويصلّون المغرب جماعة خلف الحاج حسن وسط الحلبة. هكذا، ومنذ ذلك الوقت؛ أي قبل انتصار الثورة، كان الشيخ حسن يعطي الشباب درسًا في الإيمان والأخلاق إلى جانب الرياضة.

لا أنسى ما حصل في إحدى الليالي؛ كان الشباب يرتدون ملابسهم ويودّع بعضهم بعضًا، وإذا برجل مضطرب يدخل وهو يحتضن طفلًا شاحب الوجه

27

وقال بصوت مرتجف: "ساعدني يا حاج حسن، ابني مريض، فقد الأطباء الأمل! وسأخسر ابني، ليس لدي مكان أذهب إليه، لكنني أؤمن بنَفَسِكم، أقسم عليك بالله أن تدعو له..". ثم أخذ بالبكاء...

وقف إبراهيم وقال: "غيّروا ملابسكم وانزلوا إلى الحلبة"، ووقف هو في الوسط. أذكر ليلتها أن إبراهيم وخلال دورة في الحلبة قرأ دعاء التوسل مع الشبان، ثم دعوا بكل حرقة لذلك الطفل وكان والده يجلس في الزاوية يبكي وهو يحتضنه.

بعد أسبوع أو أسبوعين، قال الحاج حسن للشباب حين أنهوا الرياضة: "أنتم مدعوون نهار الجمعة إلى الغداء". سألته بتعجب: "إلى أين؟!"؛ قال: "دعاكم ذلك الرجل الذي جاء مع طفله المريض"، ثم أكمل: "لقد شفي ابنه وأبلغه الطبيب أن حالته قد تحسنت ولذلك دعا الجميع إلى الغداء".

استدرت، ونظرت إلى إبراهيم الذي كان يستعد للخروج وكأنه لم يسمع شيئًا. لكنني لم أشك أبدًا في أن دعاء التوسل الذي قرأه إبراهيم بهذا الشوق وهذه الحالة العجيبة قد فعل فعلته.

*******

لطالما رأيته يرافق بعض الشباب الذين لا يوحي مظهرهم أبدًا بالتديّن، ولا يهتمون بالمسائل الدينية، وكان يجذبهم نحو الرياضة. من بين أولئك الشباب كان هناك واحد هو الأسوأ بين الجميع. لدرجة أنه كان يتكلم بكل بساطة عن شرب الخمر وعن الأعمال غير اللائقة، ولا يعرف أي شيء عن الدين.

ســلامٌ عـلى إبراهيــم "مكتمل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن