التصرف السليم

147 15 1
                                    

التصرف السليم

عدد من أصدقاء الشهيد

كنت مع إبراهيم نعبر شارع "17 شهريور" على الدراجة النارية، عندما خرج من أحد الأزقة شاب على دراجته النارية والتفّ أمامنا فاضطر إبراهيم إلى التوقف فجأة. صرخ الشاب الذي كان يدل مظهره "السيّئ" على حاله1 وقال: "هادي، ماذا تفعل؟"، ثم ترجّل ونظر إلينا بغضب. 

الكل يعرف أنه المخطئ. كم تمنيت لو ترجّل إبراهيم بجسمه القوي ولقّنه درسًا. لكنّ إبراهيم ابتسم ابتسامةً مليحة وقال: "السلام عليكم، عافاك الله يا أخي". 

تسمّر سائق الدراجة النارية الغاضب مكانه، وكأنه لم يتوقع هذا التصرف، سكت قليلًا ثم قال: "السلام عليكم، أعتذر منكم، العفو". ثم تحرك وذهب.

أكملنا نحن أيضًا طريقنا. أثناء الطريق، بدأ إبراهيم بالكلام وكان يجيب عن التساؤلات التي خطرت ببالي فقال: "هل رأيتَ ما الذي حصل؟ لقد خمدت نار الغضب عند ذلك الشاب؛ ما أدى به إلى تقديم الاعتذار. لو صرخت أنا أيضًا وتشاجرنا معًا، لما جنَيتُ إلّا التوتر لأعصابي والسوء لأخلاقي". 

*******

219

كان أسلوب إبراهيم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مميّزًا جدًّا. على سبيل المثال، إذا أراد أن يقول لا تقم بهذا العمل، كان يسعى لذلك بشكل غير مباشر. كان لأجل تبيان قبيح عملٍ ما، يحضر الأضرار الطبية، الاجتماعية وما شاكل... إلى أن يصل الشخص بنفسه إلى النتيجة المطلوبة. بعدها يتحدث معه حول أوامر الدين ونواهيه. 

كان أحد معارف إبراهيم لا يتوقف عن استراق النظر إلى الفتيات الشابات، وكان يقوم بتصرفات غير أخلاقية. لم يستطع أصدقاؤه ثنيه عن هذا التصرّف، حتّى بالشجار وقطع العلاقة معه. وعلى الرغم من أن الجميع ابتعدوا عنه، وتجنّبوا رفقته، بقي إبراهيم على علاقة وطيدة به، وكان يصطحبه معه إلى الـ"زورخانه"، ويتعمّد إظهار الاحترام له أمام الجميع. 

بعد مدة من الزمن بدأ يتكلم معه في الموضوع. في البداية أثار نخوته وقال: "ماذا تفعل إذا نظر أحد إلى أمك أو أختك وآذاهما بتصرفاته؟"؛ أجاب ذلك الشاب بغضب: "أقلع له عينيه". 

قال إبراهيم عندها بهدوء: "حسنًا يا رفيقي، إذا كان لديك نخوة إلى هذا الحد حين يتعلّق الأمر بعائلتك، لماذا تقوم بأعمالٍ تعرف أنها خاطئة؟". 

ثم أكمل: "إذا تجرّأ كل واحد منّا على حريم الآخرين، سينهار المجتمع ولن يبقى حجر فوق حجر". 

ســلامٌ عـلى إبراهيــم "مكتمل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن