صيف العام 1982م.

116 16 0
                                    

صيف العام 1982م.

مرتضى بارسيان 

في الصيف، كان إبراهيم يتابع مسائل التربية والتعليم. شارك خلال خدمته في عدد من الدورات التكميلية. كما أنجز عددًا من البرامج والأنشطة الثقافية في تلك المدّة القصيرة.

كان يتحرك على الدرج صعودًا ونزولًا وهو يحمل العكاز تحت إبطه. اقتربت منه، سلمت عليه وقلت:

- يا أبرام، ماذا هناك؟ إذا كان لديك عمل، قل لي أنا أنهيه لك. 

- لا. إنه واجبي أنا.

ثم تنقل من غرفة إلى غرفة لإمضاء ورقة. بعد أن أنهى عمله، أراد أن يخرج من المبنى. سألته: ما هي هذه الورقة لتزعج نفسك إلى هذا الحد؟ 

- أحدهم، قد مضت سنتان على مباشرته التعليم، لكنّه لم يُثبَّتْ إلى الآن. فأتيت أتابع وضعه.

- من شباب الجبهة؟ 

- لا أعتقد، لكنه طلب أن أتابع له الموضوع. وبما أنني قادر على مساعدته، أتيت إلى هنا.

213

ثم أكمل: "على الإنسان أن يساعد عباد الله في أي عمل يمكنه القيام به، وخاصة ناسنا الطيبين. علينا القيام بأي عمل نقدر عليه لأجلهم. ألم تسمع قول الإمام: إنّ الناس أولياء نعمتنا". 

*******

كان الجميع يعرف إبراهيم في الحي. كل من يتعامل معه يعشق سلوكه وأخلاقه.

كان بيت إبراهيم يعج دومًا بشباب الجبهة الذين يمرون عليه قبل الذهاب إلى بيوتهم.

في أحد الصباحات لم يأتِ إمام جماعة مسجد "محمّدية" (مسجد الشهداء) لإمامة الصلاة، فأصر الناس على إبراهيم ليؤم صلاتهم.

حين عرف إمام الجماعة هذا الأمر، فرح كثيرًا وقال: "أنا أيضًا، لو كنت موجودًا لافتخرت بالصلاة خلف إبراهيم". 

*******

مرّةً رأيت إبراهيم يتوكأ على عكازه ويمشي في الزقاق. نظر مرات إلى السماء. 

اقتربت منه وسألته: "ماذا حصل يا أبرام؟" 

لم يجبني بدايةً، لكن بعد إصراري قال: "كل يوم وحتى هذه الساعة، يراجعني عادةً عددٌ من الناس، وكنت أسعى لحلّ مشكلاتهم بأي طريقة. لكن اليوم ومنذ الصباح لم يقصدني أحد! أخاف أن أكون قد قمتُ بعمل، سلبني الله هذا التوفيق على أثره". 

*******

214

 

ســلامٌ عـلى إبراهيــم "مكتمل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن