تأثير الكلام

287 33 0
                                    


تأثير الكلام

مهدي فريدوند 

مرّت أشهر على انتصار الثورة. قال لي أحد الأصدقاء: "في الغد، اذهب مع إبراهيم إلى منظمة التربية البدنية1، يريد السيد "داوودي" أن يراكما". 

قبل تلك الفترة، كان إبراهيم مشغولًا لمدة شهرين بحراسة سجن "قصر". في اليوم التالي، حصلنا على العنوان وتوجهنا إلى هناك. كان السيد "داوودي" معلّم إبراهيم في المرحلة الثانوية. حين وصلنا، اهتم بنا كثيرًا، ثم اجتمع معنا ومع عدد من الشباب المدعوّين مثلنا وقال لنا: "بما أنكم رياضيّون وثوريّون في الوقت نفسه، تعالوا إلى المنظّمة، وتسلّموا بعض المسؤوليات". 

بعد اللقاء، تحدّث معنا أنا وإبراهيم على انفراد وقال: "ستتولّيان مسؤولية التفتيش في المنظمة". بعد أن تحدثنا قليلًا، قبلنا بهذه المسؤولية، وفي صباح اليوم التالي، باشرنا العمل. 

كلما واجهتنا مشكلة، كنا نراجع السيد "داوودي".

لا أنسى يومًا حين دخل إبراهيم مكتب التفتيش، وسألني: ماذا تفعل يا مهدي؟

77

- لا شيء، أوقّع حكم فصل من العمل.

- لِمن؟ 

- وصل تقرير من أحد الاتحادات أنّ الرئيس يأتي إلى العمل بلباس ومظهر استفزازي، وسلوكه مع الموظفات غير مناسب، وسمعت أنّ موقفه مخالف للثورة. كما إنّ زوجته غير محجبة.

كنت أكتب التقرير الذي اعتقدت أنّ علينا إرسال نسخة منه لشورى الثورة، عندما سألني إبراهيم: "هل يمكن أن أقرأ التقرير؟". 

خذ! هذا التقرير وهذا حكم الطرد من العمل.

حين نظر إلى التقرير، سألني: هل تكلمتَ مع هذا الرجل بنفسك؟ 

- لا! لا داعي لذلك فالكل يعرفه. 

- لا يصحّ ذلك. أوَلم تسمع: "إنّ الإنسان الكاذب يصدّق كل ما يسمعه"؟

- ولكن، هذا ما أخبرنا به شباب ذلك الاتحاد.

قطع كلامي وقال: "لنبحث عن عنوان هذا الرجل، ونذهب عصرًا إلى بيته، ونعرف من هو وماذا يقول". بعد لحظات من التفكير، وافقت على ما قاله.

عندما أنهينا عملنا، أخذت العنوان وذهبنا إلى بيت الرجل على دراجتي النارية. 

كنا نبحث عن بيته في الأحياء بعد جسر "سيد خندان"، وإذا بنا نراه يصل. عرفته من الصورة المرفقة مع ملفّه. 

ســلامٌ عـلى إبراهيــم "مكتمل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن