غَاب قُرص الشمس عن السماء و اتخذت العصافير مضجعاً لها و توقفت عن الزقزقة ؛ و بعكس ما تفعل الطبيعة ، كانت دايجون تعج بالأضواء و الأشخاص ، الذين استمروا بالتقاطع في شوارعها و طُرقها ، مُجتازين انتهاء ساعات النهار و غياب شمسهم .
لم يعلم إلى أيّ درب تسُوقه ساقاه ، ففي هذه اللحظة بدت كل الطرق و المباني متشابهه ؛ حدق بتايهيونغ خلفة ، و الذي كان يرتدي قناع يغطي نصف وجهه و تتضح عينيه الكبيرتين ، تتجولان بإعجاب بما يُحيطه .
دخل كلاهما الي حانة صغيرة و لكن مزدحمة بالأشخاص تحت تلك الأضواء الحمراء و الزرقاء و التي وحدها من كانت تنير ظلام الحانة ، جلس كلاهما و ازاحا عنهما ثقل الحقائب .
" اجلس هنا تايهيونغ " ربت علي الكرسي بجانبه ليجلس عليه الذي تلاحق حدقتيه زبائن النادي و أضواءه ؛ سحب جونغكوك يده ليجلس طوعاً .
" هل انت عطش ؟ ، سأحضر لك شيئا لتشربه " سأل جونغكوك فأومأ تايهيونغ موافقاً .
" من فضلك ! " لفت انتباة الساقي و الذي اقترب مع ابتسامة ترتسم على وجهه بإشراق .
" أمرك سيدي ..- " توقف عن الحديث يُمعن النظر بوجهه بينما يمسح كأساً بيده .
" انها مرتك الأولى بحانتنا ؟ " .
هزهز جونغكوك رأسه مبتسماً منكساً إياه لأسفل ، ثم عاد ينظر له و يبتسم جانبياً .
" هل تحفظ كل زبون يحظى بكأس هنا ؟ " ." و كل قصة يَسردونها ايضا " ابتسم يتفاخر ، و أضاف غامزاً بعينة اليمنى " متشوق لأسمع قصتكما " .
اتسعت حدقتي الأصغر و مَظاهر الارتباك اتضحت عليه ينفي بقوله .
" لا نحمل قصة تستحق حماسك هذا ، مجرد طالبان نتسكع بالجوار " .
قهقه الآخر و اغمض عينيه يستمد مهاراته في تحليل كل كلمة يقولها من يقابله و عاد يحدق به مستهزءاً .
" و لما سيحضر طالبان حقيبتيهما إلى حانتي عوضاً عن فتاتين جميلتين ؟ " كانت كلماته كصفعة علي خد الكاذب المبتديء امامه ، فتح ثغره يحاول جمع ما يقوله و لكنه فوجأ بصفعة اخرى اقوى من سابقتها حينما اخبره .
" و إن كنتما كذلك حقا ؛ انا مضطر لطلب الشرطة لكي يأخذوكما ، فأنتما كما تعلمان دون السن القانونية ، همم ؟ " .
زفر جونغكوك نفساً عميقا و علم بقرارة نفسه بأن الشرطة هم آخر اشخاص يرغب برؤيتهم حالياً لذا ..
" حسنا نحن لسنا طالبان ، نحن لسنا من هنا " زم شفتيه بغيض .
ابتسم الآخر بانتصار و اتكأ ذقنه علي كف يده الذي اسنده علي المنضدة ، وضع الكأس و الخرقة من يده و تنهد بطريقة حالمة قائلا .
أنت تقرأ
Monster™| وحش
Fanfiction' لقد طُرد من عالمه بعد ان كان وحشاً همجياً يدمر و يخسف كل ما يرآه ، فوقع بين يدي فتى يعاني من فوضى حياته ' . تاريخ النشر : Sat, July 21, 18