11. مَن جَفُلت مِنه الحروف .

5.2K 406 174
                                    

لهَث كل مِنهما أنفاسه كي يتخلصاَ من هَواءٍ بَارد تخلل حويِصلاتِ رئتيهما ، قعَد كَبير الهيئة أسفل شجرة، واخذ يَلعق ذراعه؛ دنَى جونغكوك مِنهُ و لا تَزال الدهشة و شيء من عَدم التصديق تحتلان ركناً من فؤاده، تتحرك حَدقتيه متفحصةً كل إنش مِنهُ وكأنه يلتهمه بهما.

"تُذهلني كَيف تبدو فَاتناً بكل هيئةٍ لك؟،
بدَأتُ اُفكر بأنَك تحتكر فِتنة العالم و جَمالهُ بداخلك" كَوب وجهه بين يَديه و قَد تلألأت حَدقتيه بِبَريق آسر، كَيف له أن يَشعُر بكل ذلكَ الدفيء في برودةٍ كَتلكَ، قَلبهُ يعزف لحناً ينَتشي به جَسده و يخذره.

"لن أتخلى عنكَ،
انتَ لي و انا لكَ، و لتشهد تِلك النَجماتُ الفُضولية على عَهدي لكَ تايهيونغ".

اركى جونغكوك ظهرهُ على جزءٍ من كتفِ الكَبير يشعر بنعومة شعره، تفرقت شفتاه تفرج عن ابتسامة لا يَقوى على كَبتها لوقت أطول ثم مد يده للخلف حتى لامست جَسد تايهيونغ و اخذ يمسده .

" ألا تمانع ان ابقى هكذا؟، لقد احببتُ الشعور بذلك الدفيء الزغبي و اعتقد إني مدمنه" .

ما إن أنهى حديثه حتى حصل على نصيبه من اللعق بقوة زحزحته قليلاً للجانب مُطلقاً قهقه عالية، و كانت تِلك اجابة تايهيونغ بِنعم.

" توقف عن لعقي! " صاح ثم اردف ينظف سترته الصَفراء الفاقعة ثم استرسل يحنى اطراف شفتيه.
" الهواء بارد. إن استمررت بتحميمي هكذا سأصاب بنزلة برد".

خَيم صمتٌ جَميل،
مَكَّن كلاهماَ من الإنصات لزكرشات الورق، اهزوجة لحَن هادئة مِن عزف نَسمات باردة.

أرخى جُفنيهِ مستسلماً لنعَاس تَسلل عَبر اطرافة حتى مقلتيه يُثْقلهَا، لَاحظ تَايهيونغ أن صاحبة قد غفىَ لذاَ حاوطهُ بذيله المشعر يسترهُ عَن قرصات الهواء، وقرَبّ رأسه ينام بدوره.

-

جَال بعينيه المَكان الذي حُبسَ به مقيد اليَدين خَلف ظهرهِ، صاح بقَهر تجَلى على ملامحهِ، يستذكر بأن هاتفه باتَ بصحبة بِيون الآن وماهي إلا سَويعات قليلة حتى يُبقض على جونغكوك بسببهِ ؛ ماَ عساهُ فاعل الآن؟، لو لم يولي كل تِلك الثقة ليونغي لمكان ما يَكون الآن.

"اللعنةُ عليَّ انا!" شتم نفسه، اشاح ببصره حتى لاح له يونغي من مكانه يفعل شيئاً ما، مالذي يفعله و هو مقيدٌ كذلك؟.

كَان ليسأله ما يقرصُ فضوله المتعطش الآن، لكنهُ لم يُكلمه منذ أن زج كلاهما هنا، ولا يرغب بفعل ذلك.

"جيمين!" ناده و قد قبَض عَليه يهدجهُ بنظراته، ارتبك الأقصر واشاح بصره للجهة المقابلة يتجاهلهُ، زَّم يونغي شفتيه وقد نفذ صبره و ازفر بحدة؛ أحقاً سيتصرف بطفولية حتى في وضع كهذا؟.

Monster™| وحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن