الفصل الثاني عشر

3.4K 75 3
                                    

نزلت خاتون من سيارتها بثوب أبيض ضيق يصل الى ركبتيها....كان ساري متكئا على الحائط ... ابتسم حين رآها  ...تلمع كالقمر بين النجوم ... تركت شعرها الحريري الأسود منسدلا على أكتافها .... إنها المرة الأولى التي يرى شعرها الأسود الطويل الذي يصل لخصرها
نزعت نظاراتها الشمسية  لتقول : أهلا سيد ساري
(ابتسم ساري ابتسامة جانبية وهو يقول )
أهلا بعروسي
(رفعت خاتون شفتها بامتعاض ...كان ساري يبدو جذابا أكثى من قبل قالت بغرور)
خاتون:  أنت أكثر الرجال حظا اليوم
(ضحك ساري بسخرية ..رفعت خاتون حاجبيها متفاجئة ونظرت حولها بخجل)ه
هتفت خاتون من بين أسنانها:  كفاك ضحكا سيسمعك الناس
توقف عن الضحك وقال بجدية: اذا هل أنت مستعدة .... أرى أنك ارتديت الأبيض
(نظرت خاتون الى نفسها بثقة وهي تقول بغرور أنثوي)
خانون: الأبيض يليق بي أعرف ذلك.... أوتعرف ايضا يليق بي كل شيء أرتديه
(قالت كلماتها المغرورة وهي تدفع بالخصلات الهاربة خلف ظهرها .... ابتسم ساري ابتسامة جانبية ....لا بأس يا خاتون .... تمردي كما تريدين ولكن نهايتك عندي بين ذراعي)
هاقد وقفت خاتون أمام المأذون لم تستطع أن تخفي خجلها فهذه طبيعتها الفطرية كأنثى يعقد قرانها ....ابتسم ساري وهو يرى خجلا ...لا يدري بما ستفاجئه أيضا ... سألها المأذون إن كانت موافقة ...نظرت حولها ونظرت للمأذون الذي ينتظر جوابها وأخيرا التقت عينيها بعينيه ....ابتسم مشجعا .... هو متأكد أنه سيندم لاحقا على هذا القرار ولكنها خاتون هي من أهانت رجولته بطلبها .. زواج باتفاقية ....سيريها معنى الزواج ...فمن تظن نفسها ......
ابتسم حين سمع اجابتها المترددة  ...ها قد أتى دوره وسأله المأذون ذات السؤال ليجيب بصوته القوي )
نعم موافق
(أكمل المأذون طقوس الزواج ليعلنهما زوجا وزوجة ...مدت خاتون يدها ولكنه اقترب وطبع قبلة على جبينها .... كانت شفتيه حارتين كالنار قال بهمس )
_مبارك يا زوجتي
(لا تدري لما ارتجفت حين سمعت تلك الكلمة ....حتى أنها لا تدري لما لم تشعر بزواجها الأول كالآن ...... لم تدري بنفسها إلا وهي تسير خلفه ويده تمسك بيدها نظرت إلى طوله الذي تلاحظة لأول مرة ... رغم طولها هي الا أنه اطول منها ببضع سنتيمترات  اكتافه العريضة وظهره يا له من شاب وسيم...
  توقف ساري ينظر اليها كانت تبتسم كالبلهاء ... وقف بغرور وهو ينتظر أن تستعيد وعيها ...قال بصوته هامسا قرب أذنها)
ساري : خاتون
( بمكانها وهي تنظر حولها لتقول بخجل )
_لقد ارعبتني
ساري: اذا لقد حجزت بالفندق لنا هل نذهب
(نظرت خاتون ببلاهة ...لتستوعب كلماته وتقول  بفزع مستنكرة)
خاتون: ماذا هل صدقت نفسك
(لم تدري الا بذراعها تكاد تخلع من مكانها وهو يدفعها نحو السيارة  .. كادت تقع حين انكسر كعب حذائها ولكنه لم يأبه حتى وصل الى السيارة...فتح الباب ليدفعها ويغلقه ويركب هو من الجهة الأخرى)
(هتفت خاتون بغضب )
خاتون: اسمع سيد ساري انا لا اسمح لك .... أنا
(صمتت حين انطلقت السيارة بقوة حتى كادت تصطدم بالزجاج الامامي )
هتفت خاتون بغضب: ساري توقف
(ولكن عبثا ... مالذي ارتكبته بحق نفسها  هربت من النار لتقع بقعر الجحيم ...)
     ***************
(وقفت نور بغضب  تهز برجلها تنتظر الفتاتان  .لقد تعبت منهما فلا تتوقف تالا عن البكاء ووسن تتصرف بوقاحة غير طبيعية معها ولا تسمع كلامها ووالدهما ليس موجود دائما ....أوف كم أن الأولاد متعبون ...قالت وسن بفظاظة)
_لا تكلفي نفسك بالنزول معنا  ....الحافلة ستأتي إلى هنا ....تعالي يا تالا
(أمسكت وسن بيد تالا وجرتها خلفها دون حتى ان تنتظر جوابا من نور  )
تأففت نور ما أن خرجت الفتاتانلم تعد تطيق حياتها ...نظرت للمنزل الذي تعمه الفوضى .... ليس لديها  الوقت للتنظيف الآن  ستنظف ما ان تعود من عملها  .... أمسكت بالحقيبة وخرجت ......
وقفت أسفل المبنى الذي يعيشون فيه ...انتظرت الحافلة ... ولكنها لم تأتي ...تأففت بضيق وهي تنظر للوقت .... أجفلتها السيارة الضخمة التي توقفت أمامها ... فتح الباب ونزل منه رجل وسيم ذو طلة بهية ولكنه مخيف ببدلته السوداء وضخامته بالنسبة لها مد يده قائلا )
_كنان القاضي
(ارتجفت وهي تسمع هذا الإسم الكبير في عالم الأزياء ودورها ...أسرعت تصافحه بكل مودة ...مرحبة به وهي تقول)نور: شرف لي لقائك كنان بيك ....بصراحة أشك بأني أحلم
(نزع نظاراته وابتسم )
كنان : بالتأكيد أنتي لا تحلمين
(احر خداها بخجل كم تبدو غبية الآن ..)
كنان: هل هناك مجال ان نتكلم معا قليلا
(نظرت نور الى جوالها وهي تقول)
نور: شرف لي ...ولكن تأخرت
كنان: آنسة نور لا تقلقي سأوصلك ...فأنا لدي عرض أهم بكثر من عملك ...تفضلي
(فتح باب السيارة وانتظر نور ان تصعد .... ماالذي يريده منها يا ترى .... وكيف يعرف  اسمها    لا بل كيف وصل الى عنوانها ... لا يهم هذا الآن  .... إنها فرصة لا تفوت.   ...صعدت نور سيارة كنان الفارهة ليصعد كنان بعدها مبتسما بخبث وهو يغلق الباب ))
                   *****************

انبثاقة أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن