الفصل الأول

15.2K 135 2
                                    

أوقفت سيارتها السوداء الحديثة وتنهدت تحاول استجماع قوتها .... ألقت نظرة على نفسها بمرآة السيارة و ابتسمت لنفسها بثقة
نزلت بعد أن عدلت تنورتها السوداء التي تصل للركبة وعدلت قميصها الأبيض الذي ارتدته  تحت سترتها السوداء الضيقة الخاصة بالتنورة ..... نفضت شعرها الأسود الذي ربطته على شكل زيل حصان ....وسارت مبتعدة عن سيارتها  بكل كبرياء تصنع أنغاما بكعبها العالي تلك المرأة الثلاثينية ...
دخلت بوابة المدرسة كم تكره تلك الروائح الكتب ورائحة المراهقين المزعجة لكنها اضطرت للمجيء ...
بمجرد أن دخلت الممر لاحظت تلك العيون التي أكلتها  لقد جذبت انظار استاذين يقفان امام احد الصفوف ...تعرف أنها جذابة بشكل لا يوصف وتحب ذلك ..
ابتسمت بغرور و رفعت انفها عاليا وهي تكمل سيرها حتى وصلت لمكتب المدير ..... طرقت الباب عدة طرقات ودخلت ....نهضت المديرة مرحبة ما أن رأتها.
مدت يدها صافحت المديرة بكل كبرياء وجلست تضع رجلا" فوق اخرى  …..
المديرة : أهلا سيدة خاتون تشرفت بزيارتك
خاتون بترفع : لقد طلبتم رؤيتي ...ارجو أن يكون الأمر يستحق
المديرة : بالطبع يستحق سيدة خاتون
خاتون باختصار: اذا
المديرة : بصراحة .....ابنة حضرتك....لقد ...
خاتون: ما بالها
المديرة : لقد رآها بعض الطلاب واحدى المدرسات تتبادل القبل مع شاب امام باب المدرسة
(يا له من موقف...عدلت بوضعية جلوسها  وتنفست ببطء تحاول تمالك نفسها ...لتقول بنبرة غاضبة)
خاتون : وسن ابنتي لا تخطئ فلا تزعجيني مرة أخرى .... ولا تصدقي ما يقوله الآخرون
(ارتبكت المديرة وهي ترى تلك السيدة المتعجرفة تنهض بغضب وهي تقول مهددة)
خاتون: اسمعيني جيدا سيدة بسمة إن اضطر الأمر سأخرج ابنتي من هذه المدرسة وانت ستكونين الخاسرة ....والآن سآخذ اوسن معي فمن فضلك نادها لي
(نهضت السيدة بسمة تكاد تتعثر بخطواتها ....يا لها من امرأة قوية  ((خاتون  عبد الجليل الابراهيمي)) مديرة أكبر مجلة نسائية في البلد وابنة عبد الجليل الابراهيمي مسؤول في الدولة وأمها سيدة مجتمع راقية
لكن اسمها كونته بنفسها ونجاحها لا ينسب لأحد غيرها
وقفت خاتون متأففة ....دقائق وكانت وسن تلك الفتاة الشقية ذات الثلاث عشر عاما شقراء جميلة  ناعمة المعالم طويلة كوالدها بزيها المدرسي ....تلك الفتاة المتمردة لا تذكرها سوى بزوجها السابق .... وقفت وسن بتأفف وهي تقول)
اوف امي ما الذي جاء بك الى هنا
هتفت خاتون بجدية : إمشي من امامي الآن
(تأففت الفتاة بغضب وسارت امام والدتها  بتأفف وما إن صعدتا بالسيارة  قادت خاتون بغضب ...ليست بمزاج جيد لتتحمل مراهقة ابنتها المبكرة انها الآن بأسوأ أيام تمر على المرأة خلال الشهر  ….رفعت هاتفها الحديث بع
ان ضغطت الرقم
خاتون: صليني ب رقية ...نعم رقية ..اسمعي أنا لن احضر اليوم ....خير إن شاء الله .....اهتمي انتي بتحضيرات العدد...ولا تنسي ان ترسلي هند الى الحفل وارسلي معها أحد المصورين ... ا كل شيء جاهز ...حسنا اتفقنا
( أغلقت الهاتف وأكملت قيادتها بغضب   ….ألقت نظرة على ابنتها التي لم تهتم لما يحصل حولها بل اكتفت برفع رجليها
على مقدمة السيارة و هي تكتف يديها بغضب  وكأنها هي والدة خاتون .... تأففت خاتون وأكملت طريقها

انبثاقة أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن