الفصل الثاني

4.7K 85 1
                                    

انبثاقة امل

الفصل الثاني
كان لؤي يقبل نور وهما مستلقيان على السرير بنهم وجوع شديد  رن الهاتف اول مرة لكنه لم يعطه بالا فهو الآن يقوم بعمل مهم .....رن المرة الثانية ....ليبتعد قليلا عن نور ...ويرى من المتصل في مثل هذا الوقت .... بالتأكيد سيرد ويستفزها ... وكم يستمتع بذلك. .. فتح الهاتف بعد ان نهض وعدل جلسته ليسمع تلك الأنفاس اللاهثة التي لطالما استمتع  بسماعها.....قال بهدوء )
لؤي  :نعم خاتون .... تتصلين بهذا الوقت  .......ارجو ان يكون الموضوع مهما فقد عطلتني عن عمل مهم كنت اقوم به
(ابتسمت نور وهي تعرف مقصده جيدا وبدأت تداعب ظهره ومعدته بأصابعها بإغراء )
خاتون بصوت مخنوق : اريد أن أقابلك غدا
لؤي : أوف وقتي مليء بالأشياء المهمة لا أعرف إن كنت سأجد وقتا
(هتفت خاتون بغضب)
خاتون : لولا الأولاد الذين يربطوننا لحذفت رقمك من هاتفي .... الموضوع يخص وسن
(ارتبك لؤي وهو يقول بنبرة جدية )
لؤي : سأمر غدا صباحا الى البيت
خاتون : اتمنى ذلك
لم يكد يقل تصبحين على خير واذ بها تغلق الهاتف في وجهه  ... ... نظر الى نور نظرة فارغة ونهض من مكانه متجاهلا مناداتها ....ليجلس في الصالة عاري الصدر.....يدخن سيجارا وعقله في مكان آخر تماما )
   *****************
خلعت خاتون ثيابها  لتجلس في حوض الاستحمام المليء بالعطور والصابون  .... تمددت بالحوض تفكر بذاك الحبيب الذي غدر بها ذات يوم .....
حين أخبرتها رقية بأنها رأته مع فتاة لم تصدقها وقالت لها لا بد وأنه اجتماع عمل فهي تعرف تماما ان عمله كمسؤول علاقات عامة في شركة والدها يجبره على الخروج في اجتماعات كهذه. ....لم تسأله او تدقق بالموضوع فهي لم تسمح يوما للشك بأن يدخل الى علاقتهم ..... لا تعرف ما الذي دفعه لخيانتها لم تقصر معه يوما بشيء ولم تهمل واجباتها تجاه منزلها لم تسمح يوما لعملها ان يسلبها من عائلتها ولكن الآن عملها هو الدواء الذي يسكن ألمها ..... ابتسمت بألم وهي تذكر ذاك اليوم المشؤوم
أغمضت عينيها ....من يراها يعتقد بأن لا شيء يؤثر بها ....لكن لؤي قد أثر بها بشكل ما  هشم مكانا كبيرا في قلبها .... لن تثق برجل بعد الآن فحبيب الروح الذي لطالما أحبته ووثقت به خانها  )

أنهت استحمامها لترتدي احدى أثوابها الفاضحة وعدلت طلاء أظافر ...لا يعني عدم وجود رجل في حياتها أن لا تهتم بنفسها فلا شيء أهم من نفسها وبناتها ....)
              ***********
    في الصباح
فتح الباب بهدوء وتنهد بعمق يشتم تلك الروائح الأنثوية التي تملأ المنزل  .... لطالما كان هذا المنزل مصدر راحة واطمئنان ...مليء بالدفء والحب
صعد الدرج بخطوات بطيئة .... لم يستيقظ أحد بعد يعرف هذا من هدوء المنزل ...
(وصل لغرفة تالا الصغيرة ولكن وقعت عينه على باب غرفتهما ....لم يدخل اليها بعد أن انفصلا ..مرت الآن ثلاث شهور على انفصالهما.... لن يضر شيء إن ألقى نظرة صغيرة واحدة   ..... شق الباب ببطء
كانت الغرفة كما هي على حالها ....ابتسم وهو يشتم رائحتها الطيبة منتشرة في الغرفة ....وقع نظره على السرير ليراها نائمة كالملاك ...... لم يكن ينوي الدخول حين دخل واقترب من السرير يتأمل ذلك الجسد المثير ...لا تغير عادتها ترتدي كل يوم ثوب مثير اكثر من الآخر ..... كان الثوب حريري قصير  يظهر اكثر مما يخفي 
جلس على طرف السرير  ... ورفع يده يلمس بشرة  يدها بلطف
ابتسمت أثناء نومها وتحركت بخفة أكمل مداعبته لبشرتها وانخفض يقبل كتفها برقة لمسها وجهها بكفه..... فتحت عينيها بكسل فلم تكن ليلتها سهلة ...نظرت بوجهه عدة ثوان لتنتفض خائفة من مكانها
وقفت في الجهة الأخرى تصرخ به :
ماذا تفعل في غرفتي
(ابتسم وهو يستلقي براحة على السرير)
لؤي : عزيزتي خاتون أنسيتي انها كانت غرفتنا
(رفعت حاجبيها باستنكار وهي تصرخ)
يا لوقاحتك  اخرج من هنا اذهب الى عود الأسنان الخاص بك
(نهض ليسير نحوها  بهدوء كالذئب المفترس وهي تتراجع للخلف حتى اصطدمت بالحائط البارد خلفها )
خاتون : ارحل من هنا
ابتسم بشر وهو يقول )
لؤي : تبدين جميلة
(ابتسمت بغرور لتقول )
أعرف
(لم ارى هذا الثوب يوما عليكي)
صحت لنفسها وهي تتذكر انها ترتدي ثوبا فاضحا  حاولت ان تغطي نفسها ولكنه حاصرها بخبث وهو يقول )
لمن ترتدين هذا
قالت بثقة : لنفسي
(ابتسم ساخرا وقال بنبرة متهكمة)
لؤي: حين تفكرين بالارتباط تأكدي أن الأولاد سيعيشون معي
خاتون : من تظن نفسك
(دفعته بغضب فابتعد وهو يقول ): سأنتظرك بالأسفل غيري هذه المهزلة التي ترتدينها والحقيني
(ما أن خرج من الغرفة نظرت الى نفسها ....هو المهزلة بحد ذاتها من يظن نفسه حتى يدخل الى غرفتها بهذا الشكل ويكلمها بهذه الطريقة .... ..فتحت خزانتها وأخرجت رداءا  طويلا  فوق ذلك الثوب ....مادام يزعجه فستبقى به ...ابتسمت وهي تنظر الى نفسها ....تدرك جيدا أنها جملية ومثيرة  .. شعرها الأسود وعيونها الذابلة  ذات اللون الأسود شفتيها المكتنزتين ....أنفها الناعم وجسدها ...كل شيء فيها يضعف أمامها أقوى الرجال ..... لم تستغل جمالها يوما ...ولكن لؤي وضع خاص .... تركها لأجل عود أسنان سيندم كل يوم على خيانتها
نفضت شعرها ورشت القليل من العطر وخرجت من غرفتها حافية القدمين ......
كان لؤي جالسا على الأريكة حين  رفع نظره وقع عليها .... أوف لم تبدل ثوبها المثير انها تتقصد ذلك سيحاول الا يفكر بها الآن ...خفض نظره أرضا ....أحس بها باتت امامه رفع نظره من جديد يراها قد مدت يدها نحوه وكأنها تريد شيئا )
لؤي باستغراب : ماذا
خاتون : المفتاح
لؤي: اي مفتاح
خاتون : مفتاح هذا البيت
لؤي: لا لن أعطيكي اياه
(جلست خاتون على الاريكة المقابلة وهي تقول )
_اذا غدا سأغير القفل
لؤي: اتصلت بي البارحة أم أنك نسيتي
(ارتبكت خاتون وهي تتذكر موضوع وسن لتقول بتوتر)
خاتون: ابنتك يا لؤي ...وسن إنها ترهقني بصراحة
(لف لؤي رجلا فوق أخرى وابتسم ساخرا)
لؤي: اهذا هو الموضوع
خاتون: لا ...لقد رأتها احدى الآنسات مع شاب خارج المدرسة
لؤي : ربما يكون صديقها
خاتون : كانا يتبادلان القبل
(نهض لؤي غاضبا يصرخ في وجهها )
_أنت السبب في كل هذا .. لم تجيدي تربيتها
خاتون بسخرية : اعذرني ....فأنا لا اقوم بواجباتي على اتم وجه .... لقد قصرت بتربيتها ...لأني ومنذ أن ولدت كنت أمها وأباها معا ...  ما وظيفتك انت ....أن تتهمني فحسب
لؤي : بصراخ : لطالما كنتي زوجة فاشلة وأما فاشلة
_كفى (صرخة أتت من الأعلى ....كانت وسن وتالا تقفان في اعلى السلالم  ...صمتت خاتون بعد أن رأت بناتها بهذا الحال ....أما لؤي فنظر بعتاب لخاتون وخرج غاضبا)
        ******************
يبدو اليوم من اوله سيئا ...نفخت خاتون بضيق ورمت الصور على الطاولة كانت هند تقف بتوتر تفرك بيديها ..... نهضت خاتون من خلف مكتبها واستندت بيديها لتصرخ غاضبة )
_بالله عليكم ما هذا
(ارتجفت هند بخوف  .. ..لتصرخ خاتون من جديد  وهي تمسك الصور لترميهم ارضا )
_أخبروني فقط هل هذه الصور تليق بمجلتنا .... اهكذا نغطي عرض زياء ضخم
ماذا أفعل بك يا هند
(دخلت رقية مجرد ان سمعت صراخ خاتون .... لا بد وأن مشكلة كبيرة قد حصلت ...اسنتجدت خاتون بصديقتها و معاونتها  فهي المديرية التنفيذية في المجلة)
_أنجديني يا رقية ...لقد أسود وجهي
رقية : ماذا حصل
خاتون : بحق الآلهة انظري الى تلك الصور هل تليق بمستوى مجلتنا
(تفحصت رقية الصورة التي انتشلتها عن الارض ...لم تكن الصورة واضحة حقا ...نظرت رقية الى هند التي لطالما كانت اعلامية نشيطة بهذه المواضيع ....سألتها بلطف)
رقية: هند من المصور الذ كان معك
تكلمت هند بتلعثم : سمير
رقية : ولكن سمير ليس مصورا
هند: أعرف ولكن لدينا ثلاث مصورين في المجلة ...أحدهم في اجازة والآخر في مهمة والثالث كان مع زوجته في المستشفى ...لذلك تبرع سمير بالقدوم معي
(ضربت خاتون الطاولة بغضب وهي تقول بصوت عال )
خاتون: سمير مراسل يا هند مراسل
(نظرت هند أرضا بخجل .....أما خاتون فكانت ترتجف غضبا ...حاولت رقية تهدئتها وهي تقول)
رقية : هند اخرجي الآن  لا داعي لبقائك
(خرجت هند مسرعة سعيدة بالإفراج عنها .... مسدت رقية ظهر خاتون بلطف وهي تقول بصوت رقيق)
رقية : اهدأي يا صديقتي ....الأمر لا يستحق كل هذا الغضب
(رق قلب  رقية حين رأت دمعة هاربة على خد خاتون التي لم تبكي يوما ....مسحت خاتون دمعتها مسرعة وجلست على الاريكة وهي تتنفس بصعوبة ...... أدركت رقية أن المشكلة تتخطى هند والصور ...بل المشكلة اكبر من هذا جلست بقربها وحضنتها بلطف  وكأن الأخيرة كانت بحاجة للدعم لا اكثر ...تباطأت انفاسها السريعة بالتدريج حتى سكنت  وهدأت تماما
رفعت خاتون رأسها عن كتف صديقتها لتقول دون توقع)
خاتون: رقية اطلبي عاملا أمينا لتغيير قفل بيتي وأخبري امينة بذلك
رقية : حاضر
(ابتسمت رقية لصديقتها الجبارة التي خرجت للتو من انهيار كادت تعانيه ...قالت خاتون بتفكير)
خاتون؛ واطلبي من احد الموظفين الخبيرين بالحاسوب ....تعديل هذه الصور قدر الإمكان ....رقية لا أثق إلا بك اختاري مجموعة من الصور الواضحة اما الباقي ارميه ...
رقية : حاضر
خاتون وقد جلست خلف مكتبها حركت رقبتها بحركة دائرية وابتسمت
رقية : اشعر انك مسكونة يا فتاة
خاتون بمزاح :  لا تشعري بل كوني متأكدة .... اعملي ما طلبته منك
(ابتسمت رقية لتقول بمزاح )
لكن لدينا جلسة مطولة معا
خاتون : تعالي الليلة الى البيت عندي نشاهد فيلما ونثرثر
(اتسعت ابتسامة رقية فقد اعجبتها الفكرة لتهتف بحماس)
رقية : واطلبي من الخالة أمينة صناعة المعجنات أو البيتزا ...كم هي ماهرة
(ابتسمت خاتون وقالت بمزاح)
خاتون : لقد دعوتك على المبيت لا على العشاء
رقية : كلاهما معا لا فرق
(خرجت رقية مسرعة ....لتصطدم بشاب وسيم ...ربما هو ليس كامل الصفات لكنه بنظرها وسيم ...فقد كان نحيفا  متوسط الطول يرتدي نظارات طبية ....ابتسم لها وهو يقول بلطفه المعتاد)
_آنسة رقية
رقية : أمجد....اقصد سيد أمجد
(ابتسم أمجد بلطف وهو يقول )
امجد: اريد ان ارى السيدة خاتون
رقية : تفضل  انها  في مكتبها
(دخل أمجد مارا بقرب رقية  التي كادت تقع أرضا من رائحة عطره الرجولية .....أمجد هو رجل أحلامها .....ابتسمت بغباء وهي غائبة عن العالم الواقعي)
.......
دخل أمجد بعد استئذان خاتون ليجلس برزانة)
خاتون: نعم أمجد هل هناك أمر مهم
أمجد بهدوء: سيدة خاتون ....بصراحة لدي طلب صغير
خاتون: ماهو
أمجد: بصراحة اعرف ان هناك نقصا بمصوري المجلة ...ولدي اقتراح صغير
خاتون باهتمام : تفضل
أمجد: بصراحة ابن خالتي مصور محترف لن تندمي إن عمل معك
خاتون: لكني لم اقل اني بحاجة مصور
امجد: كل المجلة تدرك ذلك .....سيظة خاتون لدي عينة من بعض الصور التي التقطها
(اعطاها مغلف صغير فتخته بفضول وهي ترى صورا اخذت بدقة عالية ومن اماكن مختارة بعناية ....صور عفوية بدقة عالية...... لم ترى يوما بمثل هذه الدقة
رفعت نظرها نحو امجد الذي تعلو وجهه ابتسامة انتصار ...فالذهول الذي رآه على وجهها أعطاه الجواب ...ابتسمت وهي تقول )
خاتون: فليأتي غدا ليستلم عمله
(نهض امجد فرحا  وهو يهتف بسعادة واضحة ..... )
سيكون مزروعا هنا في الغد
             *******************
جلس ساري قرب سرير والدته المريضة ....يعطيها الدواء
ابتسمت له وقالت : فليبارك الله بك يا بني .... لقد اتعبتك
(قبل ساري يدها بحب لتلمس وجنته بلطف)
(ابتسم ساري وهو يلتقط هاتفه ليرى من الذي يتصل به (
هتف ساري بفرح: أمجد كيف حالك يارجل
أمجد بلهفة: بخير ....حضر نفسك يا ولد فغدا اول يوم عمل لك
ساري باستغراب: عمل ماذا

**********
انشاء الله الفصل يعجبكم
بتمنالكن قراءة ممتعة
بانتظار آرائكن  وتعليقاتكن
❤❤❤❤❤❤❤❤❤

انبثاقة أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن