الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون

3.6K 74 5
                                    

وقف ساري  اسفل الدرج كانت خاتون تقف والحزن يملأ عينيها .. رفع ساري نظره نحوها كاد يتكلم لولا ظهور طفلة صغيرة كالملاك خلفها
(أمي أنا جائعة)
فتحت الصغيرة عيونها تنظر الى ذلك الغريب
(من هذا)
(ارتبكت خاتون تنظر لصغيرتها ... لكن عندما اعيد السؤال بصوت وسن  )
(من هذا ... )
توترت خاتون أكثر و دلكت رقبتها بحيرة لينطق ساري منقذا
(سيدة خاتون ... كما اخبرتك الامر ضروري)
تنهدت خاتون بارتياح ونظرت له بشكر
( حسنا سيد ساري ... بإمكاننا التكلم بالموضوع على الفطور ... ها هو جاهز )
هتف ساري( ليس لدي الكثير من الوقت )
خاتون بإصرار ( سيد ساري ها ستحرجني امام بناتي)
نظر ساري لتلك الصغيرة التي تشبه والدتها بشدة
ونظر لخاتون الراجية
(حسنا امري لله)

.....
جلس ساري على الطاولة بتوتر  .... لقد ترك والدته لوحدها طول الليل ... يشعر بالذنب ... لم يكن بوما هكذا .. يخفي أسرارا عن والدته ويكذب عليها ويبيت بعيدا عنها ... نفخ بضيق ... هتفت وسن ...)
_هل أنت منزعج من شيء
ساري: لا ابدا ... الفطور شهي
خاتون : بالهناء
تالا :  أمي ... العطلة  بعد اسبوع ... ما رأيك أن نذهب معا في رحلة
وسن : ويذهب أبي معنا
( كادت خاتون تختنق بقطعة الجبن الاي ابتلعتها للتو. ... وانتابتها نوبة من السعال.. وخصوصا حين لمحت الغضب الذي احتل معالم ساري
نهض ساري مسرعا يحاول انقاذها ... ناولها كأس الماء
لتشرب خاتون مسرعة ليهدأ السعال ولكن أنفاسها لم تهدأ بعد)
ساري: ما رأيكم ان اذهب معكم إلى النهر ...وأعلمكم الصيد في العطلة ...
(هتفت تالا بفرح ... اما وسن فلم تكن سعيدة برؤية هذا الغريب ...نهضت خاتون من مكانها )
خاتون : هيا بنا يا فتيات ستتأخرن عن مدرستكم
(نعضت وسن تحمل حقيبتها وحقيبة اختها وهي تنظر بريبة لوالدتها )
_وأنت الن تذهبي
(نظرت خاتون لنفسها فهي لا تزال ترتدي ثيابها المنزلية التي ارتدتها على وجه السرعة)
خاتون : اذهبا أنتما الآن ها قد وصلت الحافلة
(انطلقت الفتاتان ووقفت خاتون تراقبهما من نافذة المطبخ بحب )
_إنهما لطيفتان
(التفتت خاتون نحوه .. لم يبدو على وجهها الراحة وهتفت بغضب)
_لماذا... أتتقصد إهانتي
(نهض ساري من مكانه وهو ينظر لتاك الجميلة الغاضبة ...لم يفهم سؤالها حتى )
ساري: عما تتكلمين
خاتون: عن خروجك بتلك الطريقة عند الصباح ... اسمع ساري ..  انا لم اجبرك على شيء ... أدرك جيدا انك كشاب عازب ترغب بفتاة عذراء لم يمسسها غيرك ... أنا اقدر هذا ولكن  لا يعني هذا إهانتي ...
فلننفصل ويذهب كل منا في طريقه
(وقف  يرفع حاجبيه باستغراب ... لم يفكر بهذه الطريقة أبدا ... اقترب منها بحذر .. وما ان بات قريبا منها رفع يده يمسح تلك الدمعة الهاربة على وجنتها وابتسم  وهو يقول
(لم اقصد إهانتك .. بل لم افكر بهذه الطريقة ... أحسست بالذنب لترك امي المريضة  وحدها في الليل .. هذا كل مافي الأمر)
خاتون :كفاك تبريرا
(جذبها من خصرها لتلتصق به ليقبل شفتيها قبلة صغيرة ويرفع يده يلمس وجنتها بلطف ...)
ساري: اصبري علي قليلا يا ملاكي ... سأسوي اموري كلها وبعدا لن يحصل سوى الخير
(سمعت صوت الباب فابتعدت عنه مسرعة وجهها متورد وهي تقول )
_إنها امينة ... لقد أخبرتني انها ستتأخر اليوم
ساري وهو يدلك رقبته بعبث : إذا سأذهب أنا
أمنية : صباح الخير ...
(وقفت امينة باستغراب تنظر إلى ذلك الشاب الذي تردد للبيت بكثرة هذه الأيام)
      

انبثاقة أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن