الحلقة1

13K 146 7
                                    


  #أنت_قدري
الحلقه الأولى

قرر جدي اليوم زواجي من إبن عمي الذي لا أعرفه ولم أره في حياتي فقد تربى مع عمي في مصر ولم يأت لزيارتنا في قريتنا القريبة من المنصوره أبدا، وذلك لأن جدي قاطع عمي سمير عندما خالف رغبته بالزواج من إبنة عمه وتزوج من زميلته القاهريه التي أحبها،بينما تزوج أبي منها ليمحو أثار ما فعله عمي وينال رضا جدي. عاش أبي وأمي حياه سعيده يسودها الإحترام والتفاهم رغم الزواج التقليدي لكن أبي مات في حادث وأنا طفله لم أتجاوز العاشره فضمني جدي لبيته أنا وأمي لنكون تحت رعايته، ثم ماتت أمي بالسرطان قبل حصولي على الثانوية العامه فغمرني جدي بالحب وخصني بتدليله دوناً عن باقي بنات العائله. ظل جدي يدللني حتى إكتشف قصة حبي بتامر زميلي في الجامعه عندما وشت بي إحدى فتيات القرية لأن تامر فضلني عليها لجمالي بالطبع، فثارت ثائرة جدي وتحول لشخص أخر لا أعرفه فمنعني من الذهاب للجامعه وأخذ مني الموبايل وسمح لي فقط بالذهاب وقت الإمتحانات مع أحد أبناء العائلة الذي ينتظرني حتى يعود بي دون أن أتحدث مع أحد، لكني إستطعت الإلتقاء بإحدى زميلاتي في حمام الفتيات بالجامعه وطلبت منها إجراء مكالمه من موبايلها وإتصلت بحاتم وأخبرته بما حدث فقال لي:
-أنا مش أد عيلتك ولا أقدر أواجههم وكمان ماعنديش إستعداد أتجوز دلوقتي ،إسمعي كلام جدك وإنسيني
-هو ده الحب اللي كنت مصدعني بيه ليل نهار؟؟ فين وعودك إنك مش هتسيبني أبدا؟؟ وإنك هتموت لو بعدت عنك؟؟أنا أسفه اللي كلمتك كنت فاكراك راجل وهتقف جنبي ما كنتش أعرف إنك عيل.
أغلقت الهاتف وبكيت ثم مسحت دموعي وشكرت زميلتي وعدت لحارسي وقررت بيني وبين نفسي أن جدي كان على حق أنني أستحق رجل متميز وليس أي شاب طائش. عند عودتي للبيت بعد الإمتحان الأخير لي وجدت جدي قد تحدث مع عمي سمير ليأمره بأن يزوجني إبنه حتى ينال رضا جدي مجددا. حضر عمي مسرعا في اليوم التالي ومعه إبنه وليد- ذلك الطبيب المغرور المتجهم دائما – وفقا لرغبة جدي لمناقشة تفاصيل الزواج، وعندما رأيته وجدته متكبرا في حديثه متعاليا في نظراته حتى أنه لم يظهر عليه الإعجاب بجمالي- كعادة كل الرجال معي- عندها قررت أن أتزوجه لأكسر غروره وأجعله يركع تحت قدمي يطلب مني مسامحته على غطرسته معي وأن أفيض عليه من حبي وسأرفض طبعا وإن لم يفعل سأنغص عليه حياته ولن أدعه حتى يطلقني عندها أستطيع نيل حريتي وفي نفس الوقت سأكون أمام جدي مظلومه وسيعود معي كما كان سابقا.كنت غارقه في تفاصيل خطتي حتى دخلت الخادمه لتخبرني أن جدي يريدني أن أجلس مع الكتور وليد، سأبدأ في تنفيذ خطتي وربما يرفض الزواج أصلا ويرحمني من سخافته.نزلت لأجلس مع وليد بملابس قديمه وبلا زينه وسلمت بلا مبالاه وجلست صامته فقال جدي وهو ينظر لي بحده:
-الخميس الجاي فرحكم هنا وشقتكم في مصر جاهزه من كل حاجه لحد ما أبني البيت الكبير اللي هيجمع كل أولادي وأحفادي وهيكون لكم فيه شقه، جهزي نفسك يا علياء
عرفت أن جدي مازال غاضبا مني لأنه لم يناديني بإسم تدليلي (لولو) كما إعتاد، تركنا جدي وإنصرف وساد بيننا الصمت لفترة ثم إستجمعت نفسي وقلت:-
-هو إنت مابتعرفش تتكلم؟؟
فنظر إلي بتكبر وقال:- لأ عشان ماعنديش حاجه أقولها
-لكن أن عايزه أقولك إني مجبره على الجوازه دي أو بمعنى أوضح الجوازه دي عقاب ليه لأني فكرت أعمل زي عمي وأحب وأتجوز من بره العيله، وأنا لو هاختار حد يشاركني حياتي بالتأكيد مش هيكون إنت
نظر إلي بغضب مكتوم وقال:- وأنا مش دايب في حبك ولا مهووس بجمالك أنا كمان مجبر على الجوازه دي، بس مضطر لها لأنها هتحقق أحلامي ولأنها الطريقه الوحيده اللي نصالح بيها جدي ولولا كده ما كنتش فكرت في الجواز ، بس أهي جوازه والسلام وإنتي زي غيرك مش فارقه.
نظرت إليه بغضب وكدت أتفوه بكلمات غاصبه ولكن أسكتني دخول عمتي سكينه وإبنتها إيمان- التي تغار مني وتعتبرني منافستها رغم أني أفوقها جمالا- فقالت عمتي:
-ألف مبروك يا لولو والله لما جدك قالي فرحت عشانك أوي ، مبروك يا دكتور أيوه كده خلينا نلم شمل العيله زي زمان
نظرت إيمان لوليد نظرات متفحصه وظهر الإعجاب في عينيها فمدت يدها له وقالت بمنتهى الرقه:
-مبروك يا دكتور
فقال وليد:- الله يبارك فيكم
فقالت إيمان:- وإنت بقى تخصصك إيه؟؟
-جراحه
-وااااو يعني زي جورج وسوف مابيقول طبيب جراح قلوب الناس أداويها
فابتسم وليد وقال:- حاجه زي كده بس أنا بافكر أتخصص مخ وأعصاب
فقالت إيمان بدلال وخبث:- خساره كنت هتبقى جراح قلوب تجنن
شعرت بالغضب والغيره على نفسي وليس على وليد فقلت بإبتسامه صفراء:
-بالعكس يبقى جراح مخ وأعصاب أحسن عشان يصلح العقول البايظه
فنظر إلي وليد متعجبا من ردي فابتسمت له وقلت:- عن إذنك يا بيبي عندي حاجات كتير هاعملها قبل يوم فرحنا عارفه إني هاوحشك لكن هاكلمك كل شويه، عمتي تعالي عايزه رأيك في حاجه وإنتي يا إيمان مش هتسلمي على جدو ؟؟هو في المكتب خشي له.
لم ترد إيمان إنما ظلت مكانها وقالت لوليد:
-ماتصدقش كلامها وغرامها دي كدابه وكانت بتحب تامر زميلها في الكليه ولولا إن جدي عرف الحكايه وقلب الدنيا كان زمان الخميس الجاي فرحهم
نظر إليها وليد للحظات وقال:- وليه بتقوليلي الكلام ده دلوقتي
-إنت إبن خالي وتهمني وباقولك عشان تلحق نفسك دي طول عمرها متدلعه ومغرورة ،مابتحبش غير نفسها وبس لا هتحبك ولا هتسعدك وإن كان جدي مصمم على جوازك من العيله بنات العيله كتير يا دكتور
خرج جدي من غرفة المكتب فوجد إيمان تتحدث مع وليد بمفردهما فقال:
-إزيك يا إيمان عامله إيه؟؟
فأقبلت إيمان تقبل يده وتقول :- الحمد لله يا جدي
-تعالى يا وليد يا بني إكشف عليه مش عارف ليه حاسس بدوخه
-حاضر دقيقة واحده أجيب الشنطة من العربيه
-وإنتي يا إيمان قولي لأم حسين تحضر الغدا عشان الدكتور يلحق يرجع مصر قبل غروب الشمس
لم يكن جدي مريضا إنما خاف على وليد من كلام إيمان الذي يعلم جيدا كم تكرهني وتغار مني رغم أن أمها تحبني جدا وتغرقني بحنانها.
نجلاء لطفي

 قدري أنت بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن