أنت قدري
الحلقه الحادية عشرتركته وخرجت وأنا أتساءل هل ألمني عنفه معي أم شكه في أم أنني لم أجد الحب الذي طالما حلمت به؟؟ لم أجد إجابه في نفسي.
مضت بنا الأيام على وتيره واحده نلتقي في الصباح على الإفطار ويذهب كلانا لعمله وإن عاد وليد مبكرا ينغمس في مذاكرته أو قد يتأخر إن كان لديه عمل .ذات يوم تأخرت في عملي وعاد وليد مبكرا وعند عودتي قال:
-إتأخرتي ليه؟؟
-كنت مع جيهان بنشتري فستان لخطوبتها
-هي هتتخطب لمين؟؟
هنا دق جرس موبايله فإذا به إياد يخبره بنبأ خطبته على جيهان الخميس القادم ويحكي له أنني كنت الوسيط بينهما وأنه سيظل مدين لي بتلك السعاده، إنتهت المكالمه وقال وليد:
-إياد كان بيكلمك على جيهان؟؟
لم أجب فقال بأسى:- وماقولتيش ليه ساعتها؟؟
-إنت كنت ثاير ومش هتصدق غير اللي في دماغك كمان المفروض إنك واثق فيه وإلا ما كنتش تأمني على إسمك وشرفك ولا إيه يا دكتور؟؟
إقترب مني وأمسك بذراعي برقه وقال:
- ولو قلت لك الغيرة عمتني هتسامحيني؟؟ أيوه بحبك وباغير عليكي وكنت هاتجنن من إهتمام مصطفى بيكي وبعدها لقيتك بتتكلمي مع إياد وبتضحكوا الغيره طيرت عقلي، ياترى ده يخليكي تسامحيني؟؟
-الحب مش مجرد كلام حلو الحب أفعال حلوه إثبت حبك عشان تقدر تكسب أي قلب، سيبني بقى عشان أثبتلك إني ست بيت شاطره وأحضر الغدا
تركته وأنا أشعر بسعاده فإعترافه بحبي أرضى غروري إلى حد كبير، بينما أنا سارحه في أفكاري شعرت بألم رهيب ونظرت ليدي فوجدتها غارقه في الدماء يبدو أن السكين قطعت يدي، صرخت من شدة الألم ومن خوفي من تدفق الدماء فجاء وليد مسرعا و وغسل يدي بالماء ثم كتم الدماء التي لم تتوقف فأخذني للصاله وأجلسني على أحد المقاعد وأحضر من غرفته حقيبه طبيه وأخرج بعض المعدات وطهرها وطهر يدي ثم بدأ يخيط الجرح وأنا أبكي من شدة الألم فمسح دموعي بعد أن إنتهى وأعطاني مسكن ثم أعد الطعام لكلينا وطلب مني بعد الطعام أن أنام قليلا ليهدأ الألم.نمت عندما هدأ الألم ثم إستيقظت عندما إنتهى مفعول المسكن وعاد الألم مره أخرى، كانت الساعه تجاوزت التاسعه ففكرت أن أعد العشاء لوليد لكني لم أستطع لأن إصابتي كانت في يدي اليمنى فسمع وليد صوت حركتي فجاء إلي وقال مبتسما
-بتعملي إيه يا مصابه؟؟
-حاولت أحضر العشا وفشلت
-خليكي مرتاحه قدام التليفزيون والعشا هيكون جاهز
أعد بعض الساندويتشات والشاي وجلس بجواري فأكلت وقلت ضاحكه:
-ما إنت شاطر أهه أنا هاستغلك بعد كده
-ماتنسيش إني بقالي سنين عايش لوحدي
-ممكن أسألك ليه مش عايش مع والدك؟؟
-بعد والدتي ما ماتت والدي إتجوز وما إرتحناش مع بعض لا أنا حبيتها ولا هي كانت طايقاني وحصلت بيننا مشاكل كتير ولأنها كانت قريبة جدي وراضي عنها قام إداني الشقه دي كانت بتاعته عشان لما ينزل مصر لمصالحه يبقى له مكان، قضيت أيام الدراسه فيها وكملت حياتي فيها وكنت باخدم نفسي
-أنا مستغربه علاقتك بوالدك
-والدتي الله يرحمها كانت متحرره في علاقتها بزملاءها في الشغل وده كان مخلي والدي دايما بيشك فيها وده كان من أسباب خلافاتهم لدرجة إنه مره قالها إنه شاكك إني إبنه أصلا هنا والدتي ثارت وطلبت الطلاق وصممت عليه لكن جاتلها أزمه قلبيه من كتر إنفعالها وهي في المستشفى والدي حلفها تقوله الحقيقه حلفت إن مافيش راجل لمسها غيره وبعد كام يوم ماتت فضلت الحكايه دي عامله فجوه بيني وبينه وخاصة إنها إتسببت في موت أمي.
-يعني إنت إتكويت بنار الشك المفروض ماتحرقش غيرك بيها وما تخليهوش يدمر علاقتك باللي حواليك
-معاكي حق سامحيني
-تعرف بابا وماما ما إتجوزوش عن حب إنما جواز عائلي ورغم كده كنت باحس إن بينهم قصة حب وإحترام أكبر من اللي بتتحكي في الحكايات، هي بتتمنى رضاه وتزعل لما يغيب وإبتسامته أو كلمه حلوه منه بتخليها طايره في السما، وهو بيخاف عليها جدا وبيحترمها ويقدرها ، عرفت منهم إن الحب مش لازم يبتدي بقصه عنيفه إنما المهم يستمرويكبر ويقوى
كان كل يوم يحرص على العوده مبكرا ليغير لي على الجرح وفي أخر يوم قال:
-هافك الغرز خلاص عشان الحمد لله جرحك خف
بعد أن إنتهى قبل يدي مكان الجرح فدق قلبي بعنف ونظر في عيناي مما زادني إضطرابا ، حاولت أن أسحب يدي فقال:
-النهارده هنروح الخطوبه سوا من فضلك بلاش ما كياج عشان باغير عليكي جدا
إبتسمت ولم أجب إنما سحبت يدي من بين يديه ودخلت غرفتي وأنا أسأل نفسي هل بدأت أحبه أم أنه مجرد إعتياد على وجوده معي؟؟
ذهبنا للحفل معا والكل يحسدنا على سعادتنا فكم من إبتسامات مرسومه تخدع الناس وتظهر عكس مافي القلوب، سعدت جدا لسعادة جيهان وإياد وعندما عدنا للبيت قال لي وليد:
-الحب إحساس جميل بيغير الإنسان فعلا
-ربنا يسعدهم فرحانه عشانها أوي أخيرا لقيت السعاده
-وإنتي لسه بتدوري عليها؟؟ ولا لقيتيها ومش شايفاها؟؟
-مش عارفه بكره الأيام هي اللي هتقول لقيتها ولا محتاجه أدور ولا أسيبها وهي تدور عليه
تركته وأغلقت غرفتي وعدنا لروتين حياتنا لكن وليد كان يبذل جهده للتقرب لي ولتغيير صورته عندي.
نجلاء لطفي