الحلقة 9

6.6K 105 6
                                    

أنت قدري
الحلقه التاسعه

-من أخر مره لما ضربتني كل ماتقرب مني حتى لو من غير قصد بلاقي جسمي كله بيترعش ودقات قلبي بتزيد
قال بأسى:- للدرجه دي كنت متوحش وخليتك تكرهيني؟؟
إقترب مني وقبل رأسي وقال
-أنا أسف سامحيني وأوعدك هابذل كل جهدي عشان أغير فكرتك عني وأنسيكي الغلطه دي، تعالي معايا
دخلنا غرفة نومنا وقال:-
-أوعدك مش هاتسبب لك في أي أذى وهاحميكي من أي حد حتى من نفسي
إقترب مني وجسدي كله يرتجف فضمني لصدره بحنان ومسح بيده على شعري وقال:- متخافيش
شعرت بالإطمئنان قليلا وهدأ خوفي فأخذ بيدي للسرير ونام بجواري وهو ممسكا بيدي.
في الصباح عندما إستيقظت وجدته مازال ممسكا بيدي فسحبتها بهدوء ونهضت لإعداد الإفطار والإستعداد للسفر، كنا قد إتفقنا مع جيهان أن نمر عليها لنصطحبها معنا لكن إياد إتصل مبكرا وأيقظ وليد ليطلب منه أن ينتظره لأن سيارته معطله، إبتسمت عندما سمعت المحادثه وأدركت أن أياد يتحجج ليكون قريبا من جيهان، لكن عينا وليد فسرتا الإبتسامه على أنها سعاده بوجود إياد بقربي فاشتعل غضبا بلا مبرر واضح لي. جاء إياد في الموعد المحدد وأيضا وصل عمر مع خطيبته فنزلنا بسرعة لنمر على جيهان ثم نتجه لطريق العين السخنه.جلست أنا وجيهان في الخلف وإياد بجوار وليد الذي لم يتحدث طوال الطريق إنما يستمع لأحاديثنا وينظر إلي في مرآة السيارة.بمجرد وصولنا للقرية التي سنقضي بها يومنا إلتقينا بالمهندس مصطفى الذي جاء مع أمه وإبنته لقضاء نهاية الأسبوع في الشاليه الخاص بالأسره هناك، وأصر على أن نقضي اليوم معه ومع والدته فوافق الرجال وذهبنا معه. رحبت بنا والدته وجلسنا في شرفة الشاليه المطله على البحر مباشرة بينما نزل الرجال جميعا للسباحه في البحر، حكت لنا والدة مصطفى أنه مطلق ولا يريد الإبتعاد عن إبنته فيصطحبها في أجازة نهاية الأسبوع معه لأماكن مختلفه ليعوض لها غيابه.كانت هيا طفله غاية في الرقه وتأسر القلوب من رقتها وجمالها، سعدنا بها ولعبنا معها كثيرا ، كم كنت أتمنى طفله مثلها تملأ علي حياتي ولكن يبدو أن أقداري لا تريد لي حياة عاديه.عاد الرجال من السباحه يتضورون جوعا وكانت كل واحده منا قد أعدت نوع حلوى بإتفاق مسبق بيننا فتناولوها ولكن مصطفى قال:
-اللي عامله الكيك دي أستاذه،طعمها يجنن
فقالت أمه:- فعلا جميله من فيكم اللي عملتها ؟؟
فقالت جيهان:- علياء اللي عاملاها
فنظر إلي مصطفى وقال:- تسلم إيدك محاسبه شاطرة وكمان ست بيت هايله يا بختك يا وليد
فابتسم وليد إبتسامه صفراء وقال:- ده نظام حقد بقى
فضحك مصطفى وقال:- ماتخافش يا عم هامسك الخشب أهه
فقال وليد:- تعالي نتمشى شوية يا علياء
فقال إياد:- الله يسهلوا ياعم
فقال عمر لخطيبته داليا: تعالي نتمشى شوية إحنا كمان
فقال مصطفى تخلصوا حب قبل الساعه 4 عشان نتغدى
قمت للتمشيه مع وليد الذي ظل صامتا لكنه ممسكا بيدي ، ثم قال بعد فترة:
-تعرفي أنا عمري ما أمنت بالحب لكن شكلي هابتدي أأمن بيه
-أنا بقى كنت مؤمنه بالحب جدا لكن دلوقتي فهمت إن الحب ده مجرد وهم، بس قولي إزاي مش مؤمن بالحب ووالدتك ووالدتك كانوا متجوزين عن قصة حب كبيرة
-أنا ماشفتش بينهم قصة حب كل اللي شفته شخصين مختلفين تماما عايشين مجبرين مع بعض بسببي وقرروا ما يخلفوش تاني عشان ما يعذبوش طفل تاني بسبب غلطتهم وتهورهم، هو كان من المنصورة ومتربي على أفكار وقيم معينه، وأمي كانت قاهريه وأفكارها وطموحاتها مالهاش حدود ، هو عايزها تتحول لصورة من أمه تطبخ وتغسل وتنضف وتطيعه بلا جدال، وهي كانت بتحلم بنجاحها وبتطير معاه فوق السحاب، الحب إتكسر على صخرة الواقع والإختلاف اللي بينهم والإتنين كل واحد مصر على اللي هو عاوزه ومحدش فكر يتنازل ، ومع كل مشكله الإتنين يقولوا لبعض لولا وليد ماكنتش عشت، من يومها عرفت إن مافيش حاجه إسمها حب يمكن فيه إعجاب أو رغبه أو مصالح لكن حب من بتاع الشعر والروايات لأ، لكن يمكن كنت غلطان ويمكن الحب موجود وبيجي بالراحه مش لازم بقوه ومشاعر فياضه، يمكن بيجي من العشره والتعود والتفاهم وبيكون أكبر وأعقل وأعمق.
-الحب مش مجرد كلمتين حلوين يتقالوا وقلبين يترسموا على شجرة ولا وعود وأماني ماحدش يقدر يحققها، الحب بيكون خوف على اللي بتحبه وإهتمام بيه وبكل حاجه بيحبها حتى لو صغيره، بيكون سعيك إنك تحقق معاه أحلامه البسيطه، بيكون حنيتك عليه وانك ما تستحملش عليه الهوا الطاير، لكن للأسف الحب ده مالوش وجود في عالم كله ماديات ورغبات جسديه وبس.
-مش يمكن موجود بس إنتي لسه مش شايفاه كويس ولا حاسه بيه؟؟
-كل شىء ممكن، ماتيجي نرجع بقى
-زهقتي مني؟؟
-لأ مش قصدي
-إيه رأيك لو نخليهم يسافروا ونقضي الليله هنا؟؟
-ماينفعش أنا وإنت عندنا شغل الصبح بدري ، كمان أنا وعدت والد جيهان زي ما أخدتها من قدام بيتها أرجعها قدام بيتها ولا عايزني أطلع عيله؟؟
نظر إلي بحزن وقال:- يالا نرجع
عدنا فوجدنا إياد ومصطفى يلعبان الطاوله وهيا تلعب مع جيهان ووالدة مصطفى أما عمر وداليا فكانا يجلسان على البحر لكنهما في عالم أخر لايشعران بأحد، نظر إليهما وليد ثم نظر إلي حزينا ولم يقل شيئا. لم أكن أكرهه ولا أحبه أيضا لكني إعتدت وجوده في حياتي، لكن وحشيته معي جعلتني أخاف منه . حاولت كثيرا أن أتناسى ما فعله وحاول هو أيضا أن ينسيني لكن قلبي لم يستطع النسيان. ذهبنا لأحد المطاعم لتناول الغداء وكانت هيا وجيهان منسجمتين تماما حتى إنشغلت جيهان عن إياد الذي إستغل فرصة نزولنا من السيارة وبقاء وليد حتى يجد مكانا مناسب لها ،وقال:
-كلميها يا مدام علياء وإعرفي رأيها بسرعه
-حاضر بس إصبر إنت شويه وماتخليش حد يحس بحاجه
كان وليد قد لمحنا ونحن نتحدث بمفردنا فجاء مسرعا وسمع جملتي الأخيرة وظن أن هناك شئ بيني وبين إياد، وظل يراقبنا طوال اليوم وكل كلمه أو تصرف يفسرها حسب شكه، وما زاد الأمر سوءا أن مصطفى ظل طوال اليوم ينظر إلي نظرات تحمل الكثير من المعاني ويثني على كل قول أو فعل أقوم به مما جعل وليد يستشيط غضبا، لكنه كظم غضبه حتى أوصلنا جيهان وإياد ثم إنفجر كبركان ثائر وقال:
-إنتي إيه حكايتك بالظبط مصطفى معجب بكل حاجه تقوليها أو تعمليها وأسرار بينك وبين إياد وكلام جانبي محدش سامعه وضحك ومعايا أنا كلام جد ومحدود، ممكن أفهم إيه الحكايه؟؟هو أنا مش راجل مالي عينك؟؟ ولا شايفه إن وجودي زي قلته؟؟
-خلصت كلامك؟؟ أولا أنا مش مسئوله عن كلام مصطفى وكلامي معاه كان بحدود جدا زيه زي غيره، أما إياد فكل اللي بيننا كلام عادي جدا زي اللي بنقوله في وجودك ومن فضلك ماتزعقش في الشارع وتفرج الناس علينا زي الناس الهمج يا دكتور
-حاضر مش هاتكلم خالص عندك أوامر تانيه للهمجي يا هانم؟؟
سكت ولم أجبه وعندما دخلنا البيت أمسكني من ذراعي بقوه ونظر في عيني بحده وقال:
-للمره الأخيره بينك وبين إياد إيه؟؟
-إنت لو مش واثق فيه على الأقل لازم تكون واثق في نفسك وفي صاحبك
-أثق فيكي إزاي وإنتي خنتي ثقة جدك عشان واحد بتحبيه إيه يضمنلي إنك ما تكرريهاش تاني؟؟
-إنت إتجننت ومش عارف بتقول إيه
-لأ أنا واعي كويس وعارف باقول إيه
-تمام يبقى من حقي أحاسبك على كل كلمه قلتها وبكره الصبح إبقى إسأل إياد كان بيقولي إيه، تصبح على خير
دخلت غرفتي وأغلقت الباب بقوة خلفي وأنا أشعر بخيبة أمل فكلما إقتربت المسافات بيننا يزيدها بكلماته أو أفعاله. قدري أنه كلما إقتربت من الحب يبعده عني ويقرب مني من لا أريد مشاعره، فمصطفى كان من الجرأه بحيث يطري على كل ما أفعله أمام زوجي والجميع بينما زوجي لايفعل ذلك، حقا لم أستجب له لكن مافعله أثر في نفسي وتمنيت أن لو كان زوجي يفعل مثله، فأكثر ما يضعف المرأه رجل لا يبالي بها ولا يبادلها المشاعر مما يجعلها لقمه سائغه في فم كل ذئب جائع.إن وليد يتحدث عن الحب لكنه لا يأخذ خطوه واحده في سبيل الحب بل يبعد بخطوات واسعه، كيف يبنى حبا على أساس يخلو من الثقه؟؟
نجلاء لطفي


 قدري أنت بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن