الحلقة4

6.5K 108 4
                                    

  أنت قدري
الحلقه الرابعه

فابتسمت ومسحت دموعي ولوحت لجدي مودعه وركبت السيارة بجوار وليد لأبدأ معه حياتي الجديده.
إنطلقت بنا السيارة في الطريق وأنا صامته فأدار المذياع وبين الحين والأخر نتلقى إتصالات التهنئه من الأهل والأصدقاء. في منتصف الطريق توقفنا عند أحد الإستراحات وطلب لي وليد عصير ليمون بالنعناع فقلت:
-ومين قالك إني عايزه ليمون مش يمكن مش بحبه؟؟
-أنا جوزك واللي أطلبه تشربيه وكمان أنا دكتور والليمون كويس عشان الجو الحر وكمان هيهدي أعصابك
-أنا مراتك بس مش جاريتك يعني ليه رأي ولازم تسألني قبل ما تجيبلي أي حاجه
-صبرني يارب حاضر يا ست مراتي عايزة تشربي إيه؟؟
-خلاص بقى هاشرب الليمون وأمري لله
ثم نهضت من مكاني فقال:
-رايحه فين؟؟
-هاروح التواليت
-إستني هاجي معاكي
-ده بتاع ستات
-عارف هاستناكي بره إحنا في صحرا والمكان مش مضمون ومش هاسيبك لوحدك
نظرت إليه ومشيت بجواره في صمت، دخلت لإعادة ضبط زينتي التي أفسدها الجو الحار فوضعتها مره أخرى بألوان صاخبه وعند خروجي نظر إلي وليد بغضب وقال:
-إيه المولد اللي إنتي عاملاه ده؟؟
-إيه ماكياج عادي
- خشي إغسلي وشك
-لأ طبعا إنت هتتحكم فيه
-خشي إغسلي وشك بدل ما أخش وأحطه تحت الحنفيه أنا ما اسمحش لمراتي تبقى ملفته للنظر واللي رايح واللي جاي يبحلق فيها
-إنت فظيع ورجعي
-خشي عشان صبر خلص خلاص
قالها بحده أخافتني فدخلت غاضبه ومسحت كل الزينه وغسلت وجهي بالماء وخرجت وأنا أقول بغيظ:
-عاجبك كده؟؟
-يالا بينا
-إنت هتتحكم في كل حاجه باعملها كده
-إنتي ماتعرفنيش كويس أنا دمي حامي وماأحبش حد يبص على مراتي فلبسك يكون واسع ومش فاقع في ألوانه والماكياج ده في البيت وبس
-أنا هاشتكي لجدو على تحكماتك دي
-هيقولك إسمعي كلام جوزك وإقترب مني وقال بصوت منخفض:
-أنا عايز الجمال ده ليه أنا لوحدي
فنظرت إليه بغضب وقلت:- أنا هاوريك الجمال اللي على أصوله
فضحك لأول مره وقال:
-إشربي الليمون يهدي أعصابك عشان نلحق نوصل قبل المغرب
عدنا للسيارة وإنطلق وليد وإدعيت النوم لأتخلص من الكلام معه بينما أم كلثوم كانت تشدو إنت الحب فتذكرت حلمي بالحب الذي تبخر وحياتي التي سأحياها مع رجل لا أحبه فبكيت لكن سرعان ما مسحت دموعي حتى لا يلمحها وليد الذي كان غارقا في أفكاره، ترى فيم يفكر؟؟ وما الفائدة التي وعده جدي بها ليتزوجني؟؟ وهل ينوي حقا أن يكون زوجي للأبد؟؟ أفقت من أفكاري على صوت إتصال جاء لوليد فقال:
-أيوه مين حضرتك؟؟ إيمان أهلا أهلا الله يبارك فيكي عقبالك طبعا قريب إنتي قمر وألف واحد يتمناكي متشكر جدا أه طبعا هنتقابل قريب..حاضر هابلغها
ثم نظر إلي وقد رأي الغضب في عيناي فقال مبتسما بخبث:
-دي إيمان بتباركلك
- وجابت رقمك منين؟؟
-ليه بتغيري؟؟
- أغير؟؟ على مين؟؟ ومن مين ؟؟ فوق يابني أنا لولو الناس تغير مني لكن أنا ما باغيرش من حد
-إنتي مغرورة أوي بس مش فاهم على إيه؟؟ أمال لو كنتي جميله كنتي عملتي إيه؟؟
-هو أنا مش جميله؟؟ أمال منعتني أحط ماكياج ليه مش غيران عليه عشان جميله؟؟
-لأ إنتي فهمتي غلط أنا لو إتجوزت أي واحده هاعمل معاها كده برضه يعني زيك زي غيرك
صدمتني كلماته فهو أول رجل لا يراني جميله بل ويصرح بذلك أمامي ياله من وقح قليل الذوق، أنا سأجعله يعرف قدر جمالي .
وصلنا الفندق وأتممنا إجراءات الحجز ثم ذهبنا لتناول الغداء في صمت وبعد أن إنتهينا ذهبنا لغرفتنا ، كانت عبارة عن غرفه بسرير كبير وحمام . بمجرد دخولنا دخل وليد ليستحم من أثر الطريق وقمت برص الملابس في الدواليب، خرج وليد وإرتمى على السرير مرهقا من طول الطرق فأخذت موبايلي وسماعاتي وقلت:
-أنا هاخرج أقعد على البحر شويه
فامسك بيدي وقال مبتسما:- كنت فاكرك هتيجي تنامي جنبي
جذبت يدي بسرعه وقلت:
-لأ البحر أرحم وبعدين أنا مش جميله هتعذب نفسك معايا ليه؟؟
-أبدا بس نفسي حلوه عادي
-دمك تقيل
-ما تتأخريش عشان بعد العشا الفندق عامل حفله إحتفالا بجوازنا تقوليش عرسان مثلا؟؟
-نام يادكتور يمكن النوم يلم لسانك شويه
سمعت صوت ضحكته عند خروجي فلم أبالي، جلست على الشاطىء أستمتع بمنظر البحر الرائع الذي لا مثيل له وضوء الشمس يتراقص على موجاته الهادئه ، كم تمنيت لو أستيطع الذوبان في موجاته وتأخذني بعيدا عن هذا العالم الذي لم ينصفني حرمني من أبي ثم من أمي والأن ينتزعني من حضن جدي الدافىء الحنون ليلقي بي بين يدي رجل قاسي لايعرف الرحمه لأكمل معه باقي حياتي. عدت لغرفتنا فوجدته مستيقظا فقال:
- يالا إستعدي نروح نتعشى بسرعه عشان نرجع نغير هدومنا ، صحيح عندك فستان شيك ولا أشتريلك؟؟
فقلت بسخرية:
-هأدور على عباية مناسبة؟؟ إنت فاكرني إيه ؟؟ أنا بالبس أغلى لبس ومن ماركات إنت ماتعرفهاش
-طب بالراحه عليه أدينا هنشوف بس إياك ماتفضحيناش
- إياك إنت يكون عندك بدله عدله مش زي بتاعة الفرح أنا كنت مكسوفه وأنا قاعده جنبك حد يلبس يوم فرحه بدله عاديه؟؟
-ماتزعليش الفرح الجاي هاجيب بدله تناسب العروسه الجديده ماهي هتكون على ذوقي
-إنت بتعايرني إن جدي أجبرك على الجواز مني؟؟
قلتها وإنهرت باكيه على السرير ودفنت رأسي في الوساده وبكيت ،فرفعني إليه ومسح دموعي وقال بحنان:
- أنا أسف ما قصدتش أجرحك ما أنتي كمان مجبره عليه يعني خالصين خلاص بقى ماتعيطيش ولا عايزاني أصالحك أكتر
ضربته في صدره وقلت له:
-إنت قليل الأدب وغلس
إبتسم وقال:- أنا جعان جدا تعالي نتعشى وبعدين أصالحك بمزاج
خرجنا من الغرفه ومشينا معا كانت غرفتنا في أخر جزء في الفندق وكانت الإضاءة ضعيفه فشعرت بالخوف وإقتربت من وليد فأمسك بيدي وقال:- متخافيش
شعرت حقا بالأمان وأنا امسك بيده. تناولنا عشاءنا وعدنا لغرفتنا لتغيير ملابسنا فبدأ وليد في تغيير ملابسه بينما دخلت الحمام لأستحم وعند خروجي كان قد إرتدى بدلته وقال:
-إيه رأيك عندي بدله شيك ولا هأكسفك؟؟
- لا حلوه ممكن تطلع بره عشان ألبس أنا ؟؟
-ما قلنا أنا جوزك يعني الفرجه مسموحه
-طب يا جوزي إطلع بره وإلا هنتأخر على الحفله
-بس بسرعه ومن غير ماكياج ماتنسيش
-أنا مش محتاجه ماكياج أنا جمال رباني
-فعلا ده رباني أنا
-إطلع بره ياغلس
خرج وبدأت في إرتداء فستاني الأزرق المطرز ولبست طرحه بلون الفستان ووضعت الكحل الأزرق وملمع شفاه ثم إرتديت حذائي الفضي ذو الكعب العالي . بعد أن إنتهيت إتصلت بوليد وطلبت منه الحضور، فتح الباب فقلت مبتسمه:
-إيه رأيك باعرف ألبس ولا هتشتريلي فستان؟؟
نظر إلي مبتسما وقال:
-على فكره مش مهم الحفلة خلينا نحتفل هنا
دفعته في صدره برقه وقلت:
-يالا الناس مستنيانا
مد لي ذراعه لأضع ذراعي فيه مما جعلني أقترب منه كثيرا، لا أعرف لم أصابني الإضطراب بجواره
نجلاء لطفي



 قدري أنت بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن