أنت قدري
الحلقه السادسهمرت بنا أيام العسل في الغردقة بسرعه كنت خلالها أشعر بسعاده غامرة فقد عوضني الله بوليد رغم مشاكسته لي وغموضه أحيانا إلا أنه كان يتعامل معي برقه ويبدو أنه طيب القلب. عدنا للقاهرة حيث شقة الزوجيه وعندما دخلنا وأغلق الباب وقفت ورفعت يدي فنظر متعجبا وقال:- مالك
-شيلني
-نعم؟؟
-شيلني كل عريس لازم يشيل عروسته لحد أوضة النوم
-مش كنتي تنبهيني كنت إتمرنت في الجيم
-قصدك إني تقيله؟؟
-وأنا أقدر أقول كده
-شيل يالا
-أمري لله
حملني بين ذراعيه وأحطت رقبتها بذراعيه وقبلته في وجنته ووضعني على السرير برقه وقال:
-أنا هاحتاج شهر علاج لعمودي الفقري
-يا سلام على الرومانسيه
-يالا قومي كفاية دلع ورانا حاجات كتير رتبي الهدوم وأنا هاروح أشوف شغلي المتعطل
بمجرد عودتنا للبيت أصبح وليد إنسان مختلف ينزل مبكرا ولا يعود إلا متأخرا وأنا أقضي اليوم بمفردي ولأني ليس لي أصدقاء أو أهل بالقاهره فأظل محبوسه بين الجدران أحدث نفسي أو أقضي اليوم أمام التليفزيون أشاهد كل المسلسلات التركي والهندي التي تشعرني بوحدتي وإحتياجي للحب والإهتمام أكثر. مر على عودتنا أسبوعان ولا أراه إلاعند منتصف الليل عندما يأتي منهكا لينام فقط.لم تكن تلك الحياه التي تخيلتها، لذا قررت أن أتحدث معه فاستيقظت كعادتي في موعده صباحا وأعددت له الشاي والإفطار وقلت:
-أنا زهقانه إنت طول النهار والليل في الشغل وناسي إن لك زوجه
-بطلي دلع ده شغلي مش بالعب ولازم في شبابي أعمل إسم وأبذل جهد كبير عشان أحقق نجاح أنا جراح مش موظف حكومه
-أنا مش باتدلع أنا باطالب بحقي عايزه أخرج أشوف الدنيا أو حتى نقعد مع بعض نتكلم
-إسمعي أنا مش فاضي لشغل الستات ومخهم الفاضي ده إشغلي نفسك بأي حاجه
-إنت إتغيرت خالص بقيت واحد تاني
لم يجب إنما نهض ليكمل إرتداء ملابسه فقلت له:-
-أنا هاكلم جدو أشتكيله منك وأقوله ماتديلوش اللي وعدته بيه لأنه مش جوز كويس
نظر إلي بغضب والشرر يتطاير من عينيه وقال:
-هو أنا عيل صغير هتشتكيني لجدك عشان يأدبني؟؟
-إنت اللي مقصر معايا وكأني مش موجوده محسسني إنك عملت اللي عليك في الغردقه قصاد المكافأه اللي جدو وعدك بيها ولما جينا هنا خلاص نسيتني وغرقت في حياتك وكأني كرسي في البيت
-إفهمي عندي شغلي ودراستي اللي بياخدوا وقتي وجهدي وكل تركيزي المفروض تقفي جنبي مش تشتكي مني
-ومراتك مالهاش اي وقت عندك؟؟ ولا خلاص عملت الدور المطلوب منك وهترميها؟؟ لأ يا دكتور إنت مش قايم بدورك كويس عشان كده مش لازم تاخد مكافأتك
إشتعل وليد غضبا وجذبني بعنف وقال:
-قصدك إيه؟؟
-قصدي جدو كان فاكر إنه مجوزني لراجل يعرف حقوقه وواجباته ويقدر يراعي مراته
-يعني أنا مش راجل؟؟
وفوجئت به يصفعني بمنتهى العنف والقسوة حتى بكيت وإنهرت تماما من الألم الجسدي والنفسي فأنا لم أتعرض للإهانه في حياتي من قبل .تركني وذهب ليرتدى ملابسه وقال دون أن ينظر في عيني:
-إبقي إشتكي لجدك بقى وإحكي له اللي حصل عشان تلاقي حاجه بجد تحكيها
-إنت متوحش وماعندكش مشاعر أنا باكرهك
خرج وتركني غارقه في دموعي وقد مزقت صفعته قلبي وباعدت المسافات بيننا كثيرا. تماسكت بعد فتره فنهضت وغسلت وجهي بالماء البارد لأمحو أثار الصفعه من على وجههي ولكنها تركت أثرها على جدار روحي. شغلت نفسي في أعمال البيت وإعداد الطعام وكلما تذكرت وحشيته إنهمرت دموعي. إتصل بي في الثانيه ظهرا فلم أجبه فأرسل لي رساله على الواتس وقال:
(إجهزي عشان هنسافر لجدك الساعه 4..وإبقي إشتكيله براحتك)، قلت لنفسي تلك فرصتي لأفضحه أمام جدي ولكن إن أصر على طلاقي ماذا سأفعل؟؟ ستكون فضيحه عروسه طلقها زوجها في شهر العسل ترى ما السبب؟؟لابد أن بها عيب؟؟ من سيتزوجني بعدها؟؟قررت أن أسكت وأحتمل مده أطول حتى أتقي شر ألسنة الناس لكن لن أدعه يلمسني مرة أخرى. وصل وليد وطلب مني إعداد الطعام فأعددته له ودخلت غرفتي فتناول الطعام وطلب مني إرتداء ملابسي حتى نسافر سريعا. ساد الصمت بيننا حتى وصلت لبيت جدي الذي إستقبلنا بترحاب وسألني عن أحوالي فنظر إلي وليد بسخريه منتظرا ردي فقلت
-الحمد لله يا جدي عن إذنك هاطلع أوضتي أرتاح من المشوار
-إطلعي على ماتيجي عمتك وعمك وأولادهم كلهم عايزين يسلموا عليكم
-عن إذنكم
دخلت غرفتي وإرتميت على سريري وإحتضنت الوسادات فقد كنت أفتقد غرفتي وسريري وغرقت في النوم، إستيقظت على صوت دقات على الباب فتحت فوجدتها إيمان تنظر لي بغيظ وترسم إبتسامه صفراء وتقول:
-حمدالله على السلامه يا عروسه إيه ده هو الجواز بيحلي كده
لاحظت أن وليد يقف وراءها فابتسمت له وأمسكت بيده وهو متعجب وقلت:
-لأ مش أي جواز بس جوازي من وليد يعمل أكتر من كده
فقالت بغيظ:- جدو بيقولك إنزلي عشان العيله كلها عايزة تسلم عليكي
-حاضر هاشوف طلبات وليد ونازله وراكي على طول
بمجرد دخولنا الغرفه تركت يده وتغيرت ملامحي من السعاده للغضب في لحظات فقال:
-ما كنتي بتموتي فيه من شويه
-عايز إيه ؟؟
-هاتي هدومي هاغير وبعدين أنزل وياريت تعملي لي فنجان قهوة عشان مصدع
-هابعتهولك مع الشغاله
-لأ تعمليه بإيدك وتطلعي بيه مفهوم؟؟
فقلت بسخريه:
-حاضر يا سي السيد
خرجت من الغرفه وصفعت الباب وحمدت الله أن لا أحد يراني، كم أكرهه وأود لو أصفعه على صفاقته. صنعت له القهوه وقبل صعودي سمعت صوته يتحدث مع عمي فذهبت له بالفنجان فقلت مبتسمه:
-إتفضل يا حبيبي
فقالت عمتي:- تسلم إيدك يا حبيبتي
فقالت زوجة عمي ضاحكه:
-باين القيامه هتقوم لولو الدلوعه بتعمل قهوه
فقلت :- وماله يا طنط مش لجوزي أعمله اللي هو عاوزه
نظر لي جدي وهو غير مطمئن لكلماتي فقد كان يفهمني أكثر من نفسي ويشعر بما في قلبي دون أن أتكلم. إنصرف الجميع في العاشرة مساءا وكان التعب قد نال منا جميعا فإستأذنت لأنام وصعد وليد مع جدي لغرفته وبعد عدة دقائق سمعت صوت نقاشهما عاليا فخرجت من غرفتي وإقتربت من غرفة جدي لأسمع مايدور فوجدت وليد يقول غاضبا:
نجلاء لطفي