أنت قدري
الحلقه الثامنه
-لو دي رغبتك ماعنديش مانع، من بكره نتفق على ميعاد ونتقابل ونتكلم في كل التفاصيل شركائي أعز صديقين عندي وعشرة عمري من أول سنه كليه.
في اليوم التالي إجتمعت مع وليد ودكتور عمر ودكتور إياد في بيتنت وتناقشنا في كل ما يخص المستشفى وإتفقنا جميعا على كل التفاصيل وأعددت لهم العشاء بمناسبة هذا الإتفاق فقال عمر:
-ماشاء الله يا وليد المدام دماغ إقتصاديه هايله
فقال إياد:- ونفسها في الأكل يجنن
فقال وليد: -إنتوا جايين تاكلوا ولا تحسدونا؟؟
فقلت:- ميرسي على ذوقكم بألف هنا
بعد إنصرافهما قال وليد:
-مش معنى إننا هنكون شركا إنك هترفعي التكليف بينك وبينهم
-أنا ما رفعتش التكليف وباتكلم بمنتهى الإحترام وكلامي كله رسمي
-أنا بس بانبهك عشان تبقي عامله حسابك كلامك في حدود الشغل وبس
-فيه أوامر تانيه ولا أنام بقى
-نامي إنتي تعبتي أوي النهارده وبكره هنروح أخر النهار للمحامي عشان نخلص الإجراءات.
-تصبح على خير
نمت من شدة الإرهاق بينما هو ظل ساهرا، وفي اليوم التالي ذهبنا للمحامي وكتبنا العقود . كا ن دوري بالإضافه للحسابات فتح حساب في البنك بإسم المستشفى وإنهاء بعض الإجراءات الأخرى فأخبرتهم أنني أحتاج لشخص أخر معي لإنهاء تلك الإجراءات وإخترت جيهان زميلة الدراسه التي تركت المنصوره وجاءت للقاهره بحثا عن فرصة عمل وظلت تنتقل من عمل لأخر.عرضت عليها العمل معنا فوافقت وبدأنا إنهاء العديد من الإجراءات ، ثم حان وقت التنفيذ فعرفنا دكتور إياد على المهندس مصطفى إبن عمه صاحب شركة مقاولات فقام بعمل تصميم للمستشفى وعرضه علينا فطالبوا منه عدة تعديلات فبدأ في تنفيذها ثم بدأ البناء. خلال تلك الفترة توطدت صلتنا جميعا ببعض ولاحظت بداية قصة حب بين إياد وجيهان فسعدت بها كثيرا وتمنيت لهما السعاده ورغم أن زواجي ليس قائما على حب لكني أسعد من أجل كل المحبين.
إنشغلت بعملي عن وليد فلم أعد ألاحقه بالإتصالات إلا فيما يخص العمل فقط ، ولم أعد أشتكي الفراغ أو الوحده لأني كرست وقتي كله للعمل كما يكرس وقته كله لعمله ودراسته.لاحظ وليد إنشغالي عنه فكان كثيرا ما يسألني عن السبب فأقول له منهكه في العمل لكنني سعيده بذلك، لم نعد نلتقي في اليوم كله سوى دقائق معدوده ولم يعد بيننا حوار ولا علاقة زوجيه من يوم أن إستخدم العنف معي فقد سامحته حقا لكن لم أعد متقبله أن يلمسني مجددا، رغم مرور ثلاثة أشهر على ذلك اليوم لكني مازلت أرتجف كلما إقترب مني حتى بدون قصد. كنا نعمل ليل نهار لإنجاز أكبر قدر من العمل حتى نستطيع إفتتاح المستشفى خلال عام كما خططنا لذلك، مما أرهقنا جميعا وبينما كنا في إجتماع قال لهم وليد:
-إحنا تعبنا أوي الفتره اللي فاتت ومحتاجين أجازة عشان نجدد نشاطنا ،أنا عن نفسي هاخد مراتي ونطلع العين السخنه خميس وجمعه
فقلت له:- وليه ما نعملهاش داي يوز لنا كلنا وتبقى فرصه كلنا نغير جو؟؟إيه رأيكم يا جماعه؟؟
نظر إلي وليد معاتبا فتجاهلت نظراته وقال إياد: أنا ماعنديش مانع
وقال عمر:- الجمعه ده اليوم المخصص لخطيبتي
فقلت:- هاتها وتعالى وهتبقى فرصه حلوه عشان نتعرف عليها، وإنتي يا جيهان؟؟
فقالت:- مش عارفه هأقول لبابا؟؟
فقال وليد ساخرا:- يعني بابا هيمانع ماهو سايبك عايشه في مصر لوحدك
فقالت جيهان بغضب:- بابا مربيني كويس وثقته فيه كبيره وأنا ما باخدش خطوه من غير إذنه
فقلت لتلطيف الجو:- وليد بيهزر يا جيجي أنا هاكلم عمو بنفسي وهو مش بيرفض لي طلب من أيام الجامعه فاكره تأثيري عليه؟؟
فضحكت جيهان وقالت:- طبعا فاكره مش كنتي بترسمي تتجوزيه وتبقي مرات أبويا
فضحكت وقلت:- ما أنا قلت أرحمك عشان صاحبتي برضه
ثم قلت للجميع خلاص نتقابل كلنا عند بيتي يوم الجمعه 8 صباحا عشان ناخد اليوم من أوله
إنتهى الإجتماع وخرج الجميع من مكتبي الخشبي – الذي أقامه المهندس مصطفى مؤقتا لنمارس أعمالنا فيه حتى الإنتهاء من المباني- وبقي وليد الذي قال بغضب:
-لميتي علينا الناس كلها يوم الأجازه؟؟
-كده أحسن الفسحه لما تبقى فيها شله وعدد بيبقى دمها أخف وفرصه نقرب من بعض على المستوى الإنساني عشان نعرف نتعامل مع بعض أكتر وكمان ليه غرض في نفسي
-ياترى إيه؟؟
-سر هتعرفه بعدين، أنا هامشي عشان عندي مشوار ضروري في البنك
-أنا هاجي على الغدا
فوضعت يدي على جبينه وقلت بسخريه:
-ليه مالك إنت سخن؟؟
-لأ عاوز أتغدى من إيد مراتي حبيبتي
-لأ ده إنت بتخرف كمان، حبيبتك حته واحده؟؟بس حبيبتك ما طبختش ممكن تجيب أكل وإنت جاي؟؟
-إيه رأيك تخلصي البنك وتكلميني أجيلك ونتغدى سوا؟؟
-يابني شوفلك دكتور مخ وأعصاب كويس حالتك مش مطمناني
فإقترب مني وأمسك بيدي ووضعها على صدره وقال هامسا:
-أنا محتاج دكتور قلب مش عارف قلبي ماله
-لأ محتاج دكتور باطنه ده الجوع اللي عمل فيك كده سلام ولما أخلص هاكلمك
عندما كنت أسعى لوده وإهتمامه كان يتجاهلني والأن إكتشف فجأه أنه يحبني ووجد وقتا ليتناول طعامه معي بل ويقضي معي أجازته، عجبا لأمر الرجال ينبذون من يجرين وراءهم ويطلبن ودهم وإهتمامهم فإن تغافلن عنهم للحظات يجن جنون الرجال ويحاولون كسب ودهن مره أخرى.
لم أتصل به بعد إنتهاء مشوار البنك ولم يتذكرني أصلا وعاد للبيت في الحادية عشر مساءا منهك القوى فقلت مبتسمه:
-أنا لسه مستنيه الغدا
-سامحيني جالي شغل مهم جدا وبعدين الدكتور المشرف على الماجستير كلمني ورحت قابلته وفضلنا نتناقش لحد دلوقتي، تصدقي أنا من ساعتها ما أكلتش وهاموت من الجوع
-خمس دقايق على ماتغير هدومك هاسخن لك الأكل
-وكمان عملتي أكل؟؟
-لقيت نفسي فاضية قلت فرصه ولازم أستغلها
أعددت الطعام سريعا وخرجت لأضعه على المنضده أمامه فوجدته نائما على الكرسي من كثرة الإرهاق، أيقظته ليتناول طعامه فأكل مسرعا وقام ليستحم وخلال 10 دقائق كان غارقا في النوم مرة أخرى.
عندما إستيقظ في الصباح وبعد أن توضأ وصلى إقترب مني من الخلف وأنا أعد الإفطار وأراد أن يحتضنني فصرخت مفزوعه وأسقطت السكين فوقع على قدمي فجرحها جرحا خفيفا،إرتبك وليد وأسرع ليجلسني ويطهر الجرح وقال:
-متخافيش بسيطه أنا أسف ماقصدتش أخضك
-حصل خير
تناولنا إفطارنا وقال:
-أنا هاجي النهاردة بدري إن شاء الله عشان نستعد للسفر بكره
-وأنا ماعنديش حاجه النهارده ومش هانزل
-طب أخليني معاكي أونسك؟؟
-ليه العفريت هيطلع لي؟؟ مابخافش من العفاريت
ضحك وقال:
-ماهو باين ومن كتر شجاعتك عورتي نفسك
عاد بالفعل مبكرا وتنولنا الغداء معا وأعددنا ما سنحتاجه للغد ودخل مكتبه وأنهى بعض الأعمال حتى يعوض يوم الغد وجلست أشاهد مسلسل تركي به قصة حب جميله سرحت معها وقلت لنفسي ( كان الجميع يظن أني سأتزوج عن قصة حب ليس لها مثيل ولكن تشاء الأقدار أن أتزوج بصفقه مجرد زواج مصلحه، إن مصائرنا ليست بيدنا بل بيد القدر يشكلها كيف يشاء)، أفقت من أفكاري على صوت وليد يقول:
-مش فاهم الستات بيعجبها إيه في المسلسلات التركي؟؟
-يمكن رومانسيتهم وكلامهم الحلو ولا معاملتهم الشيك لستاتهم
-وماله المصري أبو الرومانسية كلها بس مش واخد فرصته
ضحكت وقلت:- هم المصريات مفروسات من شويه ماهو من أبو الرومانسيه
فقال وهو يغمز لي ويجلس ملتصقا بي:- هاوريكي الرومانسيه على أصولها
وبمجرد أن وضع يده على كتفي شعر بجسدي كله يرتجف فتعجب وقال:- مالك؟؟
-أرجوك إبعد عني بلاش تلمسني
-ليه؟؟إيه اللي حصل؟؟
سكت ولم أجب،فقال:- يعني الصبح ما إتخضتيش لكن مش طايقه لمستي أقدر أعرف ليه؟؟
-من أخر مره لما ضربتني كل ماتقرب مني حتى لو من غير قصد بلاقي جسمي كله بيترعش ودقات قلبي بتزيد
قال بأسى:- للدرجه دي كنت متوحش وخليتك تكرهيني؟؟
نجلاء لطفي
