الحلقة 2

7K 107 2
                                    

  أنت قدري
الحلقة الثانيه

لم يكن جدي مريضا إنما خاف على وليد من كلام إيمان الذي يعلم جيدا كم تكرهني وتغار مني رغم أن أمها تحبني جدا وتغرقني بحنانها.
مرت الأيام وأنا مشغوله بالإعداد للزفاف وعمتي سكينه لا تفارقني أما إيمان التي كانت تشتعل نيران الغيرة بقلبها حتى تكاد تلتهمها كلها فكانت تخترع أسبابا حتى لا تأتي معنا. يومي كله كان مشغولا بينما ليلي كانت الأفكار تشغله وتمنع عني النوم، فكرت لم لا أتفق مع وليد على أن يكون زواجنا على الورق فقط لفتره ثم ننفصل بعدها بهدوء دون علم أحد؟؟ أعجبتني الفكره فإتصلت فورا بوليد ولم أدرك أن الساعه تجاوزت منتصف الليل فجاءني صوته نائما فقلت:-
-وليد أنا علياء إنت نايم؟؟
-فيه إيه جدي جراله حاجه؟؟
-لأ بس عايزاك في حاجه مهمه تخص جوازنا
-والحاجه دي ما تتأجلش للصبح أن تعبان جدا
-لأ متتأجلش فوق كده وإسمعني كويس، أنا وإنت مغصوبين على الجوازه دي ومش عايزينها لكن جدي عايزها ومانقدرش نخالفه ففكرت إننا نتجوز على الورق بس وبعد فتره نقول إختلفنا وهنتطلق وساعتها جدي مش هيقدر يمنعنا إيه رأيك؟؟
-رأيي إنك هايفه ومخك فاضي إنتي فاكره إن جدك هيوافق على طلاقنا بسهوله ولا بسرعه زي ما انتي متخيله ؟؟ إسمعي أنا طول النهار في الشغل ومحتاج أنام ومش قادر أتكلم أصلا
-أنا ما أسمحلكش تكلمني كده
-مش مهم تسمحي أنا أتكلم زي ما أنا عاوز ولعلمك يا تقبلي الجوازه كلها على بعضها يا ترفضيها كلها على بعضها وفي الحالتين مش فارقه معايا تصبحي على خير
أغلق الهاتف وتركني أستشيط غضبا كم هو مغرور وقاسي في كلماته لا يبالي بأحد ، كيف سأكون زوجه لمثل هذا؟؟ وكيف سأحتمله؟؟ وهل سيكون زوجي لباقي العمر؟؟ لا مستحيل سأتحدث لجدي وأطلب منه أن يوقف تلك الزيجه التي ستتعسني العمركله.في الصباح وجدت جدي يحتسي قهوته في غرفة مكتبه ويقرأ كتابا فدخلت وقبلت يده ورأسه وجلست على يد مقعده ووضعت يدي على كتفه وقلت:
- جدي عايزاك في موضوع مهم
-خير
-أناعارفه إني غلطت بس مافيش حد ما بيغلطش وخلاص إتعلمت من غلطتي فياريت تسامحني وبلاش تعاقبني بجوازي من وليد
-إنتي شايفه إن جوازك منه عقاب؟؟
-طبعا ده فظيع مغرور وقليل الذوق وماعندوش مشاعرأتجوزه إزاي ده كل ما يكلمني يقولي كلام بايخ جدا، يرضيك يا جدو أتجوز وأعيش تعيسه العمر كله؟؟
سكت جدي ولم يجب فظننت أن كلامي بدأ يؤثر فيه فقلت :
- ولو عايز تربطه بالعيله بنات العيله كتير وإيمان بنت عمتي هتموت عليه هي أنسب له مني، وحياتي عندك يا جدو بلاش الجوازه دي
نهض جدي من مكانه وظل واقفا للحظات وأنا أنتظر قراره ثم قال:
-أنا مش باعاقبك بالعكس أنا أكتر واحد بيحبك وعاوز مصلحتك وجوازك من وليد فيه مصلحتكم إنتم الإتنين إرضي بنصيبك وإحمدي ربنا، قومي إجهزي عشان الحنه بالليل وكل بنات البلد هايجوا ويحتفلوا معانا
نظرت إليه والدموع في عيناي فأشاح عني بوجهه، دخلت غرفتي وبكيت كما لم أبك من قبل وشعرت بحاجتي لأمي فلو كانت على قيد الحياه لكانت وقفت في صفي وشعرت بما أشعر به. كم حلمت بزوج يحبني وأحبه ، يسود بيننا التفاهم والإنسجام والإحترام في كل شىء، فكيف سأعيش مع ذلك القاسي المغرور فاقد الإحساس؟؟ لقد حكم جدي على بالإعدام لا بالزواج. كان علي أن أجلس في المساء بكامل زينتي مع كل نساء العيله لإستقبال المهنئات ،فقررت ألا أسمح لأي واحده منهن بالشماته في سأظهر للجميع سعادتي حتى لو كانت زائفه. جاءت المرأة التي ستضع لنا الحناء فتركتها تضع للجميع أولا وسط الرقص والغناء والزغاريد وعندما إنتهت طلبت منها أن ترسم لي قلوبا بالحناء على مناطق معينه من جسدي مما أثار ضحكهن وغيظ بعضهن وغيرتهن، ثم بعد أن إنتهت قمت ورقصت وسط البنات بمنتهى السعاده ولا أحد يعلم مدى حزني وتعاستي إلا الله. إنتهت الليله وصعدت لغرفتي وبدأت في إعداد حقائبي إستعداد لترك بيت جدي لأول مره منذ جئته ، فأنا لا أذكر بيت أبي لكن كل ذكرياتي وأفراحي وأحزاني كانت في بيت جدي. تركت قميص نومي الأبيض الذي إشترته لي عمتى خصيصا لتلك الليله لأرتديه ليلة زفافي التي أصر جدي على أن أقضيها في بيته، ترى كيف ستكون تلك الليله وماذا سيفعل وليد بي؟؟ هل سيكون قاسيا كعادته؟؟ شعرت بخوف شديد ودعوت الله كثيرا أن تمر الليله على خير.
جاء اليوم الموعود والبيت كخلية النحل فكل يؤدي مهمه محدده لإخراج الفرح في أبهى صوره فقد أصر جدي على أن يقيم الفرح في حديقة البيت ورفض حجز قاعه فخمه في المنصورة أو القاهرة بحجة أن يفرح كل أهل البلد معنا وحتى يقيم ولائم تناسب قدرضيوف العائله، كما أصر على عدم ذهابي لأي مركز تجميل إنما أحضر خبيرة تجميل للبيت ، يبدو أنه يخشى هروبي منهم، لكن إلى أين أهرب وقد تخلى عني الجميع فلابد أن أستسلم لقدري.أقام جدي حفلا كبيرا حضره كل كبار البلد والقرى المجاوره، وكنت ووليد محل حسد الجميع الذين ظنوا أننا غارقين في السعاده وأن جدي إختارنا لبعضنا لأننا الأنسب لبعض. رسمت الإبتسامه المصطنعه طوال الوقت حتى إنتهى الحفل بعد منتصف الليل بقليل فصعدت لغرفتي وأبدلت ملابسي بسرعه بينما إستبقى جدي وليد ليتحدث معه وحدهما. تصنعت النوم من كثرة الإرهاق فنمت بالروب فوق القميص وأحكمته جيدا وتدثرت بغطائي ..
نجلاء لطفي


 قدري أنت بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن