الحلقة الثالثة 3

2.1K 51 3
                                    

حب غير حياتي
الحلقه الثالثه

نظر إليها بإعجاب فقد أضاءت الإبتسامه وجهها وقال:- تصبحي على خير
لم يذق طعم النوم ،ظلت الأفكار تتوارد على رأسه والشيطان يوسوس له (لم لا تستغل هذا الموقف فتاه لم تر في جمالها تنام معك في بيتك ولن ترفضك لأنها سهله؟ هذه فرصه لن تتكرر ) . إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم تلا بعض أيات القرأن حتى نام. سمع صوت أذان الفجر فنهض وتوضأ وصلى وطلب من الله أن يعينه ويهديه ويعصمه من الفتن ويجنبه الحرام. جلس يقرأ القرأن وتذكر ما كان يحفظه في كُتاب قريتهم حيث كان والده رغم فقره وجهله حريص على تعليمه،فكان يعمل أجيرا في الحقول ليوفر لسعدإحتياجاته وخاصة انه طفله الوحيد الذي بقي على قيد الحياه بعد وفاة 3 أبناء له وهم صغار بسبب الفقر والجهل والمرض.حرم نفسه من كل متع الحياه لكي يعلم سعد ويجعله رجلا مختلفا عنه حتى بعد أن ماتت زوجته وسعد في مرحلة المراهقه لم يتزوج غيرها وكيف له ذلك وهي شريكة العمر المخلصه التي أحبته منذ صباها وتزوجته رغم فقره وإحتملت معه كل ظروفه وهي راضيه ، ولم يرد أن يشارك أحد سعد في حبه وإهتمامه، فتعلم سعد أعمال البيت من طهي وتنظيف ليخفف عن والده عبء كبير، كما عمل أيضا في أجازات الدراسة لكي يدخر بعض المال ليشتري به بعض الإحتياجات لمن هم في مثل سنه ولا يكلف والده مالايطيق. تخرج سعد معلما للعلوم وعندها شعر والده أنه أكمل رسالته في الحياه فاستسلم جسده الذي أنهكته الحياه للموت وذهب إلى حيث الراحه الأبديه. صار سعد وحيدا في الدنيا فكره العيش في البيت وحده فظل في القاهرة حتى تم تعيينه بإحدى المدارس هناك ولكن تأبى الأقدار أن يبقى بتلك المدينة الصاخبه وتجبره على العوده لموطنه الهادئ.
أفاق سعد من ذكرياته على صوت لينا وهي تتثاءب في كسل وتقول:
-إيه الدوشه اللي إنت عاملها من بدري دي؟؟ مش كفاية سريرك مش مريح وبيعمل أصوات عجيبه؟؟ ده غير سيمفونية الحشرات اللي مانيمتنيش طول الليل
-والله ده اللي عندنا ويالا قومي عشان تمشي قبل الناس ماتصحى وتشوفك لأني كمان مسافر ولازم أسلم الشقه لصاحبة البيت
-اوو هامشي أروح فين؟؟
-روحي زي ما أنتي عايزة أنا وفيت بوعدي خليكي إنتي كمان أد كلمتك ، يالا بسرعه عشان ألحق الأتوبيس
-وهتسافر فين؟؟
-المنصورة
-ليه؟؟
-لأن شغلي اتنقل هناك
-تصور نسيت أسألك إسمك إيه وبتشتغل إيه
-إسمي سعد مدرس علوم لإعدادي
- طب يا مستر يهون عليك أمشي وأنا ميته من الجوع؟؟
قالتها بدلال جعل جسده يرتجف فأشاح بنظره عنها وزفر قائلا:
-ياصبر أيوب حاضر هاجيبلك لقمه تاكليها
-طب وأخد الشاور بتاعي فين؟؟
-الحمام عندك أهه إدخلي على ما أروح أجيبلك الفطار
دخلت لينا الحمام وكادت تصرخ من الصدمه فكان الحمام من طراز قديم يسمونه (بلدي) وضيقا جدا به حوض متهالك ودُش يربطه سعد بحبل حتى يبقى ثابتا، لم تتخيل يوما أنها ستدخل مثل هذا الحمام، ولم تتصور للحظه أن هناك بشر يعيشون بهذا المستوى المتدني من المعيشه. إغتسلت وخرجت بسرعه فوجدت سعد يعد الطعام فنظرت له بإشمئزاز وقالت :
-إيه ده؟؟ إنت بتسمي ده حمام؟؟ده خرابه إنت عايش كده إزاي؟؟
-أصل ماعنديش دادي يعيشني في فيلا ولا مامي تدلعني فعايش على أدي والفقر مش عيب العيب إن الإنسان يعاير الناس بفقرهم
-إنت زعلت مش قصدي نعالى ناكل
ثم نظرت للمنضده الصغيرة والطعام فوقها وقالت:
-فين الفطار؟؟
-أهو قدامك فول وطعميه وبتنجان وطرشي وجرجير والبراد مليان شاي
-أنا عايزه كرواسون وهوت شوكليت
-ده اللي عندي لو مش عايزه براحتك
جلس يتناول طعامه دون أن ينظر لها فلما شعرت بقرصة الجوع جلست وقالت:
-أنا ممكن أدوق أكلك بس عشان ماتزعلش
لم يرد عليها وبدأت تأكل بنهم شديد فابتسم لأول مره وقال:
-أمال لو ماكنتيش قرفانه كنتي هتاكليني أنا شخصيا؟؟
-أصلي جعانه أوي والأكل ده طعمه ألذ من الفول والطعميه بتوع المحلات الكبيره ممكن تصب لي الشاي؟؟
-حاضر ياصبر أيوب
-إنت زهقت مني ياسعد؟؟
-ياستي هاتأخر على الأتوبيس وصاحبة البيت والجيران لو شافوكي تبقى فضيحه وأنا راجل محترم وسمعتي زي الجنيه الدهب
-قولهم صاحبتي
-إنت فاكره نفسك في التجمع إحنا في المنيب
شربت الشاي وهي صامته ثم قالت:
-إسمع يا سعد إنت راجل كويس حمتني وعرضت نفسك للخطر عشاني ومافكرتش تستغل وجودي في بيتك بشكل وحش عشان كده عايزة منك خدمه أخيره
- خير
-تتجوزني
نجلاء لطفي

حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن