حب غيَر حياتي
الحلقة الرابعة عشرتأملها للحظات وضمها لصدره وقال:- لحظة ماهتعوزيني هتلاقيني جنبك
-ماتغيبش عني كتير
-كل شئ بقدر الله
سافر سعد وعندما أصبح بمفرده فكر أنه لن يكون عبئا عليها تظل ملتزمه به ، كما أنها ستكون سيدة أعمال كبيره ولن يقبل أن يكون ( جوز الست)، أدرك أن طريقهما مختلفان وإن ظلت زوجته سيأتي يوم ويضيع الحب ويحل محله الغضب أو الكراهيه وهو لايريد ذلك، لذا قرر أن يطلقها ويعود كل منهما لحياته السابقه فقد كان زواجهما مجرد مكافأه مؤقته من القدر له ليتذوق معنى السعاده ويعيش على ذكراها باقي عمره.
لم يتمكن من مواجهة عينيها فبالتأكيد سيضعف أمامهما لذا أرسل لها رسالة على الواتس أب يقول فيها:
-القدر جمعنا عشان نعرف طعم السعاده لكن واقعنا وإختلاف ظروفنا هيكونوا سبب لضياع الحب والسعادة دي، إنتي بقيتي مليونيره وأنا لسه مدرس إعدادي لا هتعرفي تعيشي حياتي ولا هأقدر أعيش حياتك وأبقى جوز الست، عشان كده قررت أديكي حريتك وأنا باتألم لكن فراقنا وإحنا بنحب ونحترم بعض أفضل من فراقنا بعد ضياع الحب، الوداع يا أجمل حاجه في حياتي يا حب حياتي..ورقتك هتوصلك الأسبوع ده.
إنهارت لينا بعد قراءة الرساله فلم تتصور يوما أن يتخلى عنها سعد، فهي لم تشعره للحظه بالفارق بينهما، لم يصمم على أن يحرم نفسه ويحرمها من السعاده؟؟ ماذا سيحدث لو عاش معها وإستمتع بثروتها؟؟ليس في الحب كبرياء يا سعد..مسحت دموعها وإتصلت به وقالت:
- هونت عليك ياسعد؟؟
-ولا عمرك تهوني عليه بس عشان مصلحتك أعمل أي حاجه، أنا غلبت عقلي على مشاعري يا لينا والعقل بيقول مش هننفع لبعض
-ما كنا عايشين ومبسوطين؟؟
-كانت الظروف مختلفه
-مافيش بيننا كبرياء ياسعد تعالى وعيش معايا وهاخليك مدير على كل حاجه
-ما أقدرش وما أعرفش
-خلاص هاسيب الشركات لعمي يديرها وهاجي أعيش معاك
-ماينفعش مالك لازم إنتي اللي تديريه
-سعد ما أقدرش أعيش من غيرك
-ده قدرنا يا لينا خلي بالك من نفسك وخليكي قويه وافتكري دايما إني بحبك ومش هاحب غيرك ولو إحتجتيلي في أي وقت أنا تحت أمرك.
إنهارت لينا باكيه وظلت عدة أيام لاتخرج من غرفتها ولا تتناول الطعام حتى جاءها عمها وقال:
-أنا كنت شاكك إنه طمعان أو بيلعب عليكي بس هو أثبت إنه راجل بجد واللي عمله ده في مصلحتك خليكي قوية وإقفي على رجليكي عندنا حاجات كتير محتاجين نعملها الحياه ما بتنتهيش يا لينا
-معاك حق ياعمي أنا بقى عندي رساله ربنا بعتلي الفوس دي عشان أقوم بيها،بس ليه كل ما الدنيا تدينا حاجه تاخد مننا حاجات أجمل؟؟
قالتها وبكت فضمها عمها لصدره وقال:
-هي الدنيا كده ولازم نتعلم إن كل حاجه ممكن تروح في لحظة وبرضه نحمد ربنا على حالنا قومي يا بنتي إتوضي وصلي وادعي ربنا يفتح لك طرق الخير
تذكرت سعد وإصراره على صلاتها فقامت وتوضأت وصلت وبكت بين يدي الله ودعت أن يلهمها عمل الخير. قررت أن تستخدم ثروتها لإفادة الناس، فكانت- بعد أن قسمت الشركات بينها وبين عمها- تخصص جزء من أرباحها كل عام لمشروع خيري وأول شئ بدأت به هو تطوير مدرسة القرية التي يسكن بها سعد حتى تجد صديقتها فاطمه وغيرها مكانا أدميا للدراسه. إبتسم سعد عندما عرف بتلك الخطوة التي قامت بها وأدرك أنها تعلمت العطاء وإستغلت ثروتها لمساعدة الناس 'إذا فلم تعد كما كانت ترى أنسيته؟؟ أمازالت غاضبه منه؟؟أما هو فلم ينسها للحظه إنما يفكر فيها ليل نهارورغم أنه يقتل وقته بالعمل المستمر إلا أن عينيها وطيفها لايفارقون خياله.كان يتابع أخبارها بإستمرار حتى عرف أنها بصدد إقامة مجمع تعليمي ضخم على أحدث مستوى لذوي الإحتياجات الخاصه وخلال عام إنتهت من بناؤه وتجهيزه وأرسلت له دعوه لحضور الإفتتاح. هل يستطيع مواجهتها بعد مرور عامين على طلاقهما؟؟ أمازالت تذكره أم أنها تريده أن يرى ما وصلت إليه بمفردها دون عون من أحد؟؟ لايهم المهم أنه سيراها اليوم.
وصل سعد للمكان فوجده يكتظ بكبار المسئولين- الذين لم ير صورهم سوى في وسائل الإعلام فقط- الذين يحيطون بلينا وهي ترحب بهم وتشرح لهم فائدة ذلك الصرح التعليمي وما تهدف للوصول إليه. وقف سعد قريبا منها وتأملها لقد إزدادت عقلا وخبره وإحتفظت بحجابها وكانت ملابسها في منتهى الأناقه والحشمه لكن رغم كل النجاح والثراء هناك نظرة حزن تغشى عينيها إلا أنها زادتها جمالا وجاذبيه. وقفت تتحدث أمام المسئولين بثقه ولباقه وجديه، لقد تغيرت كثيرا وكم من خطوب الحياه وأحزانها التي تغير القلوب والنفوس. لمحته لينا بعد إنتهاء كلمتها فذهبت لترحب به وقالت مبتسمه:
-أهلا يا أستاذ سعد كنت خايفه ماتجييش
-ما أقدرش أفوت فرصة هاشوف فيها التغيير الكبير اللي حصلك ونجاحك العظيم واضح إنك عرفتي طريقك
-الأيام وتجاربها الحلوه والمره بتعلمنا وبتعلم علينا
-ياه بقيتي حكيمه كمان؟؟
-قولي أخبارك إيه؟؟
-أبدا بقيت مدرس ثانوي في المنصورة
-أنا مش هاعرف أتكلم معاك براحتي دلوقتي ممكن تستناني وماتمشيش لحدماتخلص الحفلة؟؟ عايزاك في حاجه مهمه جدا
-حاضر
نجلاء لطفي