الحلقه العاشره 10

1.7K 48 2
                                    


حب غيَر حياتي
الحلقه العاشرة

تركها وهي منهكه من مجهود اليوم فاستغرقت في النوم سريعا ولكنها قامت بعد منتصف الليل مفزوعه وتصرخ بهيستيريا فدخل سعد مسرعا وقال لها:
-مالك يا لينا؟؟
-ما إن رأته حتى إرتمت بين ذراعيه وقالت باكيه:
-شفته في الحلم برضه بيضربها وأنا بحاول أحوشه عنها قام ضربني وزقني بعيد عنها وفضل يضربها
-مين دول؟؟
-دادي ومامي كان دايما قاسي معاها وبيضربها لحد ما طلبت الطلاق ورفض لحد ماتعبت نفسيا وحاولت تنتحر أكتر من مره وفي الأخر ماتت في مصحه نفسيه بسببه
إنهارت باكيه فضمها لحضنه ومسح على رأسها وظل يقرأ لها القرأن حتى تهدأ، شعرت بالأمان في حضنه كما لم تشعر من قبل وهدأت قليلا فوضعها في السرير وقال لها وهو يمسح على رأسها:
-إنسي اللي فات وفكري في اللي جاي الماضي ما نقدرش نغيره لكن نقدر ننساه ونعيش واقع أحلى ونرسم مستقبل أجمل.
إبتسمت له وأراد أن يخرج فأمسكت بيده وقالت:
-ماتسيبنيش يا سعد خليك جنبي لحد ما أنام
شعر بوجيب قلبه ويدها بين يده وهي قريبه منه فلم لا يستمتع بها ؟؟ لكنه رفض أن يستغل ضعفها إن لم تكن له برغبتها فلا يريدها.نظر إليها فوجدها نامت كطفله صغيره تمسك بيد والدها أتشعر بالأمان معه؟؟
خرج وتركها حتى لايضعف أمام فتنتها فهو لاقدره له على مقاومة ذلك الجمال الطاغي ، لم يتصور يوما أن يحب فهو لم يكن يؤمن بالحب ولكنه أدرك أنه مخطئ، ولم يتصور يوما أن يحب ويتزوج إمرأه بكل هذا الجمال والأسوأ أنه يأبى أن يلمسها حفاظا على كرامته ، عاش صراعا رهيبا بين قلبه وكبرياؤه.
في الأيام التاليه زارتها بعض النسو ه أيضا وكانت معها سيده التي علمتها الكثير ، بعد إنقطاع الزوار قالت له:
-سعد بقى معايا فلوس كتير وعايزه أجيب حاجه
-عايزه إيه؟؟
-تلاجه
-ما إحنا عندنا واحده
- يابني دي تلاجه موديل 1720 لا بتسقع ميه ولا بتحافظ على الأكل ولا حتى بتجمد دي أخرها تبقى زير
- خلاص اصبري لما يجيلي فلوس أشتري واحده جديده
-طب خد الفلوس دي إدفعهم مقدم وقسط الباقي ولما يجيلك فلوس رجعهم الستات هنا كلهم بيشتروا حاجتهم بالقسط
-إنتي لحقتي يبرمجوكي زيهم؟؟
-عشان خاطري ياسعد هاموت من الميه السخنه
إقتربت منه وقالت بدلال :- أهون عليك يا سعدودي؟؟
ابتسم وقال:- لأ ما تهونيش حاضر هاتصرف
في اليوم التالي أحضر التلاجه وجاء رجل و حمل الأخرى ثم قال لها سعد مبتسما:
-مبسوطه بعت التلاجه الزير ودفعت تمنها مقدم وهاقسط الباقي هي صحيح صغيره لكن كويسه
لم تتمالك نفسها من السعاده فلفت يديها حول عنقه وقبلته وشعر بجسدها قريب من جسده فاضطرب كثيرا فابتعدت وقالت:
-ماتخافش مش هاخطفك أنا بس مبسوطه أوي ، تعرف إنت حد جميل بس عيبك إنك مبوز على طول ومش عارفه ليه خايف مني هو أنا هاعضك؟؟
-بلاش لماضه وغديني يالا عشان أن ميت من الجوع
-بسسس أنا ماعملتش أكل؟؟
-ليه ياهانم؟؟
-مش انت قلت ماتخرجيش وفيه رجاله هاطبخ إزاي؟؟
-ياصبر أيوب طب إعملي لي أي حاجه بسرعه أكلها
- زي إيه؟؟
- ولا حاجه هاقوم أنا احمر شوية بطاطس وبتنجان وأكل
- طب إعملي معاك بقى
-قومي قطعيهم
-شوف صباعي إتعور إزاي من السكينه وإيدي التانيه إتحرقت من الزيت إمبارح أهون عليك يا سعدودي؟؟
قالتها بدلال وإقتربت منه وقربت يديها من عينيه فامسك بهما برقه وقبل مكان الجرح ثم تمالك نفسه وقال:
-ياغلبك يا سعدودي إرجع أطبخ تاني زي زمان
ضحكت بدلال وبدأ في إعداد الطعام وهي تجلس بالقرب منه وتقول:
-تعرف يا سعد أنا معاك عيشت حياه عمري ماتخيلت إني هاعيشها وعملت حاجات عمري ماعملتها
-يعني مازهقتيش وعايزه ترجعي بيتكم؟؟
-أرجع لمين؟؟لأب كل همه فلوسه ولا لجدران بارده كل ذكرياتي معاها كئيبه؟؟
-وأصحابك وحياتك؟؟
-أصحابي اللي كان بيستنفعوا مني ولما إحتجتهم كلهم إتهربوا مني، وإنت الغريب اللي ماتعرفنيش حمتني ووقفت معايا أكتر من أي حد أعرفه، صحيح يا سعدودي لو كانت واحده غيري كنت هتعمل معاها كده؟؟
-كنت هاحميها أه لكن أتجوزها لأ
-إقتربت منه وقالت:- إنت هتتبل عليه هو إنت إتجوزتني بجد؟؟
تعمد ألا ينظر إليها وقال:- يالا هاتي الأطباق وبطلي رغي أنا جعان
جلسا يأكلان وهو يدعي أنه مهتم بالأكل ولم يرفع نظره عن الأطباق فقالت له:
-ممكن أعرف ليه وافقت تتجوزني؟؟
-عشان ده كان طلبك
-يعني لو أي واحده تانيه طلبت تتجوزك كنت وافقت؟؟
- مش عارف ماجربتش إنتي أول واحده تطلب تتجوزني
-عارف أنا طلبت منك تتجوزني ليه؟؟ عشان حسيت إني مطمنه وأنا معاك رغم وجودنا مع بعض مافكرتش تستغل ده وتبتزني أنا أو والدي ولا حتى تستغل وجودي في بيتك لوحدنا
سكت ولم يجب فقالت:
-كنت فاكره إني عجبتك عشان كده إتجوزتني
-على فكره من بكره هيبتدي الأولاد اللي عندهم ملاحق ييجولي عشان أذاكر لهم وعشان محدش يخش البيت ولا يضايقوكي بدوشتهم هاوضب مكان في البلكونه يبقى للدروس، أول ما أخلص غدا هاقوم أوضب المكان ولو عايزه تسلي نفسك ممكن تذاكري للبنات أو الأولاد الصغيرين
-بس أنا ما باعرفش عربي كويس
-تعرفي إنجليزي؟؟
-طبعا انا كنت في مدارس لغات
-خلاص الإنجليزي بالنسبه لهم كارثه لو تحبي تساعديهم يبقى كويس وحاجه تشغل وقتك
-هيدوني فلوس؟؟
-إنتي حره عايزه تاخدي فلوس خدي بس هم غلابه أوي
- لأ خلاص مش عايزه
-تمام خلي الصاله هنا مكان لتلاميذك
- دي حاجه عمري ما تخيلت إني هاعملها
-كل إنسان في الدنيا لازم يكون له دور يقوم بيه ويفيد بيه الناس اللي حواليه
تركها وقام وهي سارحه في حياتها الجديده هل حقا ستتطوع بتعليم تلاميذ فقراء؟؟ لم تفكر يوما أن تفعل شيئا يفيد الأخرين كل همها كان نفسها ومتعتها فقط، حتى أبوها لم تره يوما رغم ثراؤه الفاحش يتبرع يوما للفقراء إلا لعمل دعاية فقط لشركاته وليظهر كرجل الخير،أما هذا الرجل الذي يعمل في صمت فهو كائن من نوع أخر.
نجلاء لطفي


حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن