حب غيَر حياتي
الحلقه السابعة عشر، فقرر أن يتكلم مع داده عزيزه فهي الوحيده التي تعرف أسرارها. إتصل بها وأخبرها أنه مازال يحب لينا لكنه يخشى أن تظنه طامعا في مالها فطلب منها أن تجس نبضها دون تصريح. وافقت داده عزيزه وبعد يومين أخبرته أنها تحبه مثلما يحبها لكنها تخشى أن تفرض نفسها عليه كما فعلت من قبل. طار سعد من الفرحه وقرر أن يفاتحها في الزواج، وفي نهاية الأسبوع طلب منها أن يتقابلا ليناقشا بعض أمور المدرسه فوعدته بزيارة للمدرسه لتستمع له فقال لها:
-لأ بلاش المدرسه خلينا نتغدى في أي مكان بره
-مافيش مشكله أي مكان يناسبك
-فيه مكان شفته على النيل وعجبني هابعتلك إسمه وعنوانه على الواتس وإسمحيلي أعزمك على الغدا هناك
-موافقه هاكون عندك الساعه 5 كويس؟؟
-مستنيكي
تعجبت لينا من طلبه ورغبته لكنها قالت لنفسها يبدو أنه تغير كثيرا بعد المعيشه في القاهرة.
رغم أنها تقابله كثيرا لكنها شعرت بإضطراب تلك المره ولا تدري لماذا؟؟ ربما لأن نبرة صوته مختلفه؟؟ ربما لأن كلماته تحمل الكثير من الشوق والحنين؟؟ وربما هي واهمه لأنها تحبه وتنتظر منه كلمة حب واحده. دخلت لينا للمطعم فوجدته في إنتظارها مبتسما ، رحب بها وطلبا الطعام وأثناء تناولهما الطعام تحدثا في كل ما يخص المدرسه وبعد إنتهاء الأكل قال:- تصدقي أنا نفسي كنت أكل كشري؟؟ ثم إبتسم وقال:
-فاكره الكشري بتاع يوم جوازنا؟؟
فابتسمت وقالت:- ودي حاجه تتنسي فضل المغص مموتني بعدها يومين بس كان لذيذ
-تعرفي إني أحيانا بافتكر الأيام دي رغم بساطتها وأقول ياريتها دامت؟؟
-أنا كمان كنت عايشه ببساطه ومش شايله هم رغم إنها كانت حياه صعبه وجديده عليه تماما
-يعني كنتي مبسوطه؟؟
-لو ماكنتش مبسوطه كنت سبتك ورجعت بيتنا
-ولو قلت لك عايز أرجع الأيام دي؟؟
-مش فاهمه هترجعها إزاي؟؟
-نتجوز
قالها هامسا وهو ينظر في عينيها ويري الدم يتصاعد لوجنتيها وينتظر ما ستنطقه شفتاها، وبعد لحظات صمت مرت عليه كأنها عمر قالت:- موافقه
تم الزواج خلال أسبوع في حفل عائلي هادىء حضره عمها وإبنه – رغم رفض عمها لتلك الزيجه- وبعض الأقارب والأصدقاء بينما لم يحضر أحدا من طرف سعد.رفضا أن يحصلا على شهر عسل حتى لا تتأثر أحوال المدرسه واكتفيا بأجازة نهاية الأسبوع ووعدها بشهر عسل بعد إنتهاء العام الدراسي.نهلا معا من بحر العشق وذابا معا وإعترف كل منهما للأخر بعدم قدرته على البعد أكثر من ذلك وأنهما كانا يتعذبان طوال هذه المده التي إفترقا فيها.عاشا في سعاده ولم يعكر صفوها سوى مرور عام على زواجهما بدون إنجاب، طافت لينا على كل الأطباء لأنها كانت مشتاقه لوجود طفل يربط بينهما للأبد ويكلل سعادتهما ،بلا جدوى سوى تلك الإجابه المتكرره ( كلاكما قادر على الإنجاب لكنها إرادة الله). كان سعد غير ملهوف على الإنجاب بل يطلب منها التمهل والإنتظار فمازال العمر أمامهما طويل ومازالا في عز شبابهما، فكانت تغضب وتقول:- عايزة طفل منك يملا حياتي وقلبي
-هو أنا مش كفايه ولا مش مالي حياتك؟؟
-أنا طماعه وعايزه منك إتنين
قبلها وضمها لصدره وقال:- أصبري كل شىء بقدر
تأخر حملها زادها عصبية وتوترا فصارت تغضب لأي سبب وتتشاجر معه دائما متهمه إياه أنه لايبالي ولايريد الإنجاب منها ، حتى تركها وهو غاضب وسافر لقريته-كعادته منذ زواجهما يسافر الخميس مساءا ويعود السبت مساءا-فشعرت بتأنيب الضمير وحزنت لم آل إليه حالها فهو لم يشتكي بل يدعي أنه لايرغب في الإنجاب حتى لا يجرح مشاعرها وهي تغضبه. قررت أن تسافر له القرية وتقصي الليله معه ربما إستعادة الذكريات القديمه والحب الذي جمع بينهما يكسر روتين الحياه ويجدد الشوق.
وصلت لينا لبيته في حوالي العاشرة مساءا ودقت الباب وكانت في إنتظارها مفاجأه غير متوقعه
نجلاء لطفي