الحلقة الثانية عشرة12

1.7K 46 2
                                    

حب غيَر حياتي
الحلقه الثانية عشر

عادا لبيتهما ولم تتكلم معه إنما إغتسلت ودخلت غرفتها لتنام ، أما هو فجافاه النوم وبعد نصف ساعه سمع صراخها:- سعد إلحقني ياسعد
قام مسرعا وفتح الباب فوجدها تقف في منتصف الغرفه بقميص نوم أسود شفاف قصير يظهر كل مفاتنها شعر بإضطراب شديد فقال وهو يتجنب النظر إليها:- مالك في إيه
إقتربت منه حتى إلتصقت به وقالت بدلال:- فار يا سعدودي
لم يستطع الإبتعاد عنها خاصة عندما تغلغل عطرها في أنفه وإنهارت كل مقاومته وحاول أن يستجمع نفسه وهم بالخروخ فتشبثت به أكثر وقالت:- أهون عليك تسيبني مع الفار انا خايفه
إلتفت إليها وضمها إليه وقبلها وغرقا معا في بحر الحب الذي طالما حُرما منه.
إستيقظ سعد فوجد لينا تنام في حضنه فتأملها وتمنى أن تظل بجواره العمر كله ولايفرق بينهما إلا الموت، كم يحبها ويعشق زرقة عينيها التي تسحره. إستيقظت لينا فوجدته يتأملها فابتسمت وقالت:
-صباح الخير يا حبيبي
-صباح الفل يا روحي أنا كنت مجهز لك مفاجأه لكن مفاجأتك إمبارح كانت أجمل بكتير
-مفاجأة إيه؟؟
-هنروح بورسعيد 3 أيام أجازة
-أخيرا هتفرج عني وتخرجني بره البيت؟؟
إدعى الغضب وقال:- هو أنا كنت حابسك؟؟
طوقت عنقه بذراعيها وقبلته في وجنته وقالت:- أنا بحب الحبس وباموووت في السجان
إبتسم وقال:- طبعا حاجه على أدي مش نفس المستوى اللي إنتي متعوده عليه
-أولا أي مكان معاك هيبقى حلو كمان أنا عمري ماشفت بورسعيد
قبلها في وجنتها وقال:- ربنا يقدرني وأقدر أسعدك
سافرا وقضيا شهر عسل ، تمنت لينا أن تقضي باقي عمرها بجواره ولكن هل ستمن الأيام عليهم بالسعاده الدائمه أم ستعكر صفو حياتهما؟؟ كم تمنى هو أن تظل بجواره العمر كله لكن هل ستحتمل تلك العيشه للأبد؟؟ لقد إعتادت نمطا معينا من الحياه ألن تمل شظف العيش وتشعر بالضجر من بساطة الحياه؟؟ ألن تكرهه إن شعرت أن إمكانياته لن تستطيع تحقيق أمنياتها؟؟
عادا لبيتهما وهما في منتهى السعاده وعندما دخلا غرفتها قالت له لينا:
-سعد عايزاك تعرف إنك أهم حد في حياتي وعمري ماشفت حنان في حياتي زي حنانك على رأي أم كلثوم وفعلا حبيت حياتي عشانك
-يعني مش هاييجي يوم تزهقي أو تفكري تسيبيني بسبب ظروفي؟؟
-إنت ماتعرفش حياتي قبلك كانت عامله إزاي
-مش عايز أعرف
-لأ لازم تعرف عني كل حاجه،أمي كانت من عيله كبيره وغنيه لكنها كانت طيبه جدا إتجوزت جواز صالونات أو تقدر تقول مصالح يعني اتنين أغنيا جوزوا ولادهم لبعض عشان يزودوا فلوسهم ، أبويا كان كل همه يزود فلوسه ويعمل بيزنس بعيد عن نفوذ أبوه في البدايه كان بيحافظ على مشاعرها لكن لما ورث أبوه وفلوسه زادت وماعدش محتاج فلوسها ولا نفوذ أبوها عاش حياته زي ماهو عاوز وقصص مغامراته وفضايحه كانت ماليه الدنيا وأي إعتراض من أمي يضربها ويهينها ولو حاولت أدافع عنها وأنا طفله كان بيضربني أنا كمان لحد ما أمي طلبت الطلاق فرفض حالتها النفسيه إتدهورت وحاولت الإنتحار وفشلت وفي النهايه أضربت عن الطعام والدوا وكانت عايشه على المحاليل في المصحه النفسيه لحد ما ماتت وانا عمري 13 سنه ماكانش ليه حد غير داده عزيزة هي اللي كانت مهتمه بيه وبتنصحني دايما وتسمعني وتعرف عني كل حاجه، صممت إني أنتقم لأمي فانتقمت بطريقته لبس مكشوف وخروج وفسح وأصحاب وسفر وعمره ماقال ده غلط أو صح أخد الفلوس اللي عايزاها المهم أسيبه براحته، ورغم كل اللي حواليه عمري ما حبيت حد وكل اللي قالولي إنهم بيحبوني كانوا بيحبوا فلوس أبويا ونفوذه وبس. ولما صمم يجوزني إسماعيل إبن أكبر منافس له في السوق عشان يدمجوا الشركتين ويحتكروا السوق قررت أنتقم الإنتقام الكبير وأهرب منه وأفضحه زي ما كان بيعمل فينا، كل أصحابي خافوا من بابا ورفضوا يساعدوني حتى توتو اللي كان عامل إنه بيحبني، بس صممت على إنتقامي وقابلتك وكأن ربنا مرتب لي حياه تانيه وعيشه مختلفه عن عيشتي مع إنسان قلبه كبير وراجل بمعنى الكلمه.
-مالوش لزوم الكلام في الماضي
-لأ كان لازم تعرف كل حاجه وإني ماكنتش عايشه في الجنه وممكن أسيبك وأرجعلها أنا عمر ماحد بعد أمي إهتم بيه كنت باقوم من نومي مفزوعه ما ألاقيش حد جنبي يطبطب عليه، كنت أخرج وأروح وأجي عمر ماحد قالي إنتي فين، محدش فكر يعلمني حاجه مفيدة ولا يقول صح وغلط، ما أعرفش عن ديني إلا حاجات بسيطه ، عمر ماحد غار عليه،عرفت إنت بالنسبه لي إيه، إنت وطن وأهل وحبيب وصديق
-وهاكون لك أب وإبن كمان ولو تحبي أكون أمك مافيش مانع
إبتسمت لينا فضمها لصدره وقال:
-أنا كمان عايزك تعرفي عني كل حاجه، أبويا فلاح بسيط بيشتغل في أراضي الناس بالأجر وأمي فلاحه ما اتعلمتش كانوا أولاد عم وموعودين لبعض لكنهم كانوا بيحبوا بعض جدا مش بالكلام لكن بالفعل كان بيقدرها ويحترمها جدا عمره ما هانها وكل ما يجيله فلوس يشتريلها جلابيه جديده أو عقد أو مشبك من دمياط عشان كانت بتحبه، هي كمان كان هو كل دنيتها عمرها ما زعلته وإن زعل تروح تصالحه وتراضيه، ماخلفوش غيري وكل همهم كان تعليمي وإني أبقى حد مختلف عنهم وأعيش عيشة أحسن منهم،وإني أبقى متدين وأخاف ربنا عشان كده أبويا وداني الكتاب وحفظت القرأن مع دراستي، أمي كانت صحتها على أدها ماتت وأن عمري 10 سنين أبويا رفض يتجوز بعدها من حبه لها وليه خاف يجيب واحده تضايقني خالتي سيده بنت عم أمي كانت بتعدي كل فتره تنضف البيت أو تغسل هدومنا وتبعت لنا أكل أحيانا لكن لما جوزها مات أبويا منعها عشان كلام الناس كنت كبرت شوية وإتعلمت شغل البيت وبقى ده دوري أذاكر وأعمل شغل البيت وأبويا يشتغل بره، مدرسين كتير كانوا بيساعدوني بدون مقابل عشان أنا متفوق ووالدي قالي ( لازم زي الناس ما بتساعدك تساعد غيرك) بقيت أذاكر مع قرايبنا وجيراننا اللي أصغر مني وأفهمهم اللي مش فاهمينه وكل ما اعمل ده أتفوق أكتر وربنا يبعتلي اللي يساعدني.لما بقيت في ثانوي باشتغل في الأجازة في المنصورة أي شغلانه عشان أجيب كتب خارجيه وأخد دروس من غير ما أبقى حمل تقيل على أبويا وفي الجامعه كنت باشتغل مع الدراسه ولما اتخرجت إشتغلن هنا فتره ولما أبويا مات اتنقلت مصر، كل السنين دي ماعرفتش طعم الحب لأنه كان رفاهيه بالنسبة للي زيي لكن كنت دايما بادعي ربنا يرزقني بزوجه صالحه زي أمي ، لحد ما وقعتيلي من السما ولخبطتي كياني لقيتني مشدود ليكي وباعمل حاجات عمري ما تخيلت إني هاعملها عرفت ساعتها إني بحبك لكن الفروق بيننا كبيرة جدا وكنت خايف ييجي يوم وتسيبيني عشان كده مارضيتش أفرض نفسي عليكي ولا أستغل الظروف كنت عايزك تعيشي معايا برغبتك.
-ربنا حب يعوضنا أيام حرماننا وعذابنا ببعض وأوعدك اللي جاي هيكون أجمل إن شاء الله بس إوعدني إنك تحبني وتفضل حنين عليه العمر كله
-عمري بس مش كفاية عشان أحبك وهافضل أحبك بعد عمري كمان
نجلاء لطفي



حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن