الحلقه السادسه عشر16

1.5K 20 0
                                    

حب غيَرحياتي
الحلقة السادسة عشر

ظل سعد يتأملها وهي ترحب بالجميع وتتكلم بمنتهى الثقه وفرحته برؤيتها تتصارع مع غيرته من نظرات الإعجاب التي تكاد تلتهمها.إنتهى الحفل وطلبت منه لينا أن يتناول العشاء معها في فيلتها، جلسا في الحديقة بالقرب من حمام السباحه وجاءت داده عزيزه ترحب به ثم طلبت منها لينا أن تعد العشاء لهما في الحديقة وقالت مبتسمه:
-أصل الجنينه هنا بتفكرني بجنينة بيتنا لما كنت بازرع النعناع والريحان
-لسه فاكره؟؟
-فيه حاجات في حياة الإنسان مش ممكن تتنسي أنا كمان زرعت هنا نعناع وريحان عشان كل ما أشم ريحتهم يفكروني بأيام حلوه
نظر إليها سعد وقد إشتعلت نيران الشوق في قلبه وود لو أن يضمها لصدره كما إعتاد أن يفعل لكنها لم تعد زوجته، لاحظت لينا تغير ملامحه فظنت أن إثارة ذكريات قديمة شئ يزعجه فقالت :
-عموما أنا مش جايباك هنا عشان نستعيد الذكريات أنا جايباك عشان عايزاك في شغل إيه رأيك تبقى مدير مشروعي التعليمي؟؟
-لكن ده مش تخصصي كمان ما أعرفش إزاي أتعامل مع الفئة دي من الطلبه
-دي سهل تتعلمها من خلال كورسات عن كيفية التعامل معاهم
-طب ليه تتعبي نفسك ماتجيبي حد متخصص
-أولا أنا عارفه حرصك على تعليم كل الفئات وإنك هتكون رحيم بيهم وكمان أنا عندي ثقه كبيرة في أمانتك وقدرتك على الإدارة بحزم
-إنتي فاجئتيني بطلبك ده
-قدامك أسبوع تفكر وهاستنى ردك سواء بالقبول أو الرفض
-وشغلي؟؟
-خد أجازة بدون مرتب عجبك شغلنا كمل معانا ما عجبكش إرجع لشغلك
-هافكر وأستخير ربنا وأرد عليكي، بس واضح إنك بقيتي سيدة أعمال جامده
-ورثت فلوس وشركات وكنت لوحدي ولازم أقف على رجليه وأنجح وإلا كل فلوسي هتضيع فكان لازم أقوى وأجمد مشاعري وأبقى عمليه لأني لو وقعت محدش هيشيلني
-وعمك وإبنه؟؟
-إنفصلوا عني بفلوسهم وكل واحد إنشغل بحاله
جاءت داده عزيزه بالعشاء فوجد أمامه أصناف من الطعام لم يعرفها وأصناف لم يتخيل أن يتذوقها فأكل بإستمتاع وتساءل لقد كانت بحاجه إلي لم حرمت نفسي من السعاده وحرمتها من السند؟؟ ليس عيبا أن يستمتع الرجل بمال زوجته طالما برغبتها ولا يأخذ منها شيئا رغما عنها؟؟ لم نخشى كلام الناس أكثر من خشيتنا على شقاءنا وتعاستنا؟؟
إنتهى العشاء واستأذن للرجوع للمنصورة ووعدها بالرد عليها في الموعد المحدد. ظل أسبوعا كاملا تتصارع أفكاره مع رغباته فهو يرغب بها وبحياة الرفاهيه التي حُرم منها وأُتيحت له أخيرا وبين خوفه من كلام الناس ولقب زوج الست الذي يناله كل من يتزوج بمثلها. إستخار الله كثيرا ثم أخيرا اطمئن للعمل معها وربما يمهد ذلك لرجوعهما لبعضهما.
أما هي فبعد إنتهاء العشاء صعدت لغرفتها وأخرجت حقيبه تحتفظ فيها بملابسها التي كانت ترتديها عنده واحتضنتها لأنها تذكرها به وبحبه فقد اعتادت أن تفعل ذلك كلما فاض بها الشوق إليه، ترى أمازال يحبها؟؟ أيرغب في العوده لها؟؟ لقد تحججت بالعمل لتقربه منها مجددا لكن هل يعود؟؟
بعد ثلاثة أيام إتصل بها وأخبرها بموافقته على العمل معها، وأنه حصل على أجازة بدون مرتب لمدة 6 أشهر فإن لم يعجبه العمل عاد لوظيفته، جاء للقاهرة وبحث عن شقة صغيرة قريبه من المدرسه حتى يوفر على نفسه مشقة المواصلات ويختصر الوقت. بدأ العمل وكانا كل يوم تقريبا يلتقيان أو يتحدثان عن عملهما في الموبايل، كان الراتب الذي يحصل عليه أكبر من توقعاته فبدأ يشتري ملابس جديدة تليق بمنصبه وساعدته لينا كثيرا في إنتقاء بعضها وحرصت أن تكون أنيقه ولا تكلفه الكثير من المال لأنها تعرفه جيدا يكره الإسراف.مرت الأشهر السته وقرر مد الأجازة ليستمر فيمنصبه بالإضافه إلى أن وجوده مع لينا يسعده كثيرا. أدرك كلاهما أنهما لا يستطيعان البعد عن بعضهما أكثر من هذا، لكن لينا رفضت أن تعرض نفسها عليه مرة أخرى وظلت صامته تنتظر خطوه منه ولكن يبدو أن حاجز المال والفرق الإجتماعي مازال عائقا بينهما.
فكر سعد كثيرا أن يصارحها برغبته في الزواج منها مرة أخرى لكنه خشي أن تكون محت الفكرة من رأسها وبالتالي يخسرها للأبد وقد يخسر وظيفه جيده أتاحت له أن يظهر قدراته وأن يدخر منها ويكون له حسابا في البنك، فقرر أن يتكلم مع داده عزيزه فهي الوحيده التي تعرف أسرارها. إتصل بها وأخبرها أنه مازال يحب لينا لكنه يخشى أن تظنه طامعا في مالها فطلب منها أن تجس نبضها دون تصريح
نجلاء لطفي


حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن