حب غير حياتي
الحلقة الخامسة؟؟ إنه لايملك إمكانيات الزواج وحتى إن تزوج لن يجد إمرأه بمثل جمالها، وهي من عرضت عليه نفسها ولا ترغب في غيره لأنها شعرت في كنفه بالأمان لرجولته وشهامته، ربما تكون تعويضا من الله عن كل سنوات الحرمان. قرر أن يتزوجها ولكنه يعلم أن الزواج المشروط بمده محرم شرعا لذا قرر أن يكون زواجهما دائما ولكن ان أصرت على الطلاق فلن يقف في طريقها وربما يلين قلبها له ويجمع الحب بينهما.كان خائفا من أفكارها وسلوكها لكنه كان واثقا من نفسه ومن قدرته على كبح جماحها. وصل لمحطة الأتوبيس وظل ينتظرها فلم تأت فأدرك أنها غيرت رأيها أو وجدت حل بديل فمثلها دائم التقلب والمزاج، شعر بالضيق فقد حلم بالسعاده وتمنى أن يعيش معها. بعد عدة دقائق وجد إمرأه ترتدي عباءه سوداء وتغطي شعرها بطرحه كبيره وتختفي ملامح وجهها تحت نظارة شمس عريضه تقترب من مقعده وتجلس بجواره فتحرك محرجا ليفسح لها مكانا للجلوس فقالت:
-يا أخي دوختني عليك أنا إفتكرتك سافرت وسيبتني
أدرك أنها لينا فقال متعجبا:
-إيه التغيير الرهيب ده؟؟
-إشتريتهم عشان دادي ورجالته ما يعرفونيش
- طيب خلينا نتفق من البدايه أنا موافق نتجوز بس بشروط
-كمان هتتشرط؟؟ ماهي فرصه ولازم تستغلها
-بمجرد مانتجوز هتبقي مراتي قدام ربنا والناس لبسك هيتغير ويبقى زي اللي انتي لابساه حاليا أنا دمي حامي وما أقبلش الناس تبحلق في مراتي
-إنت هتستغل الفرصه عشان تتحكم فيه؟؟
-اللي أوله شرط أخره نور لو مش عاجبك إنت من سكه وأنا من سكه
-فيه شروط تانيه؟؟
-كلامي يتسمع بالحرف وماتخالفيش أوامري ولو خالفتيني هاكلم أبوكي ييجي ياخدك فاهمه؟؟وممنوع نهائي الخروج من غيري أو من غير إذني
-دادي عمره ما إتحكم فيه كده
- وأدي النتيجه واحده مستهتره موافقه ولا لأ؟؟
-موافقه وأمري لله
ابتسم وقال لنفسه (يبدو أن الحياه قررت أن تبتسم لي أخيرا)
جاء الأتوبيس وركبا فيه ونظرت باشمئزاز وكادت أن تتكلم معترضه فأسكتها بنظره صارمه من عينيه، وصلا إلى كرسييهما وجلسا وغرقت لينا في النوم حتى أنها نامت على كتفه ، إكتنفته مشاعر لم يعرفها من قبل خليط من الإضطراب والرغبه والسعاده والخوف، كان يتمنى أن تظل نائمه على كتفه حتى باقي عمره ولا تفارقه أبدا. ماذا فعلت به تلك الملعونه الصغيره هو العاقل التقي الذي لم يقرب الحرام يوما يقه أسيرا لهوى فتاه صغيره مستهتره لا تعرف الحرام والحلال؟؟ ترى أيستطيع تقويمها وتغييرها؟؟ هل ستقبل أن تكمل حياتها معه؟؟ هل ستتعلق به كما تعلق بها ويتمنى ألا تتركه أبدا؟؟ تعجب من نفسه فهو لم يعرفها إلا من ساعات قليله ولكنه متعلق بها كأنه يعرفها من أعوام عديده. يبدو أن الحب لايعترف بالزمن ولا الفروق الإجتماعيه إنما هو يجتاح القلوب ولا يترك لها الفرصة للمقاومه فتستسلم له طائعه راضيه حتى بعذابه،فكم يغرق الحبون في بحر الحب وتتقاذفهم أمواجه المتلاطمه ولكنهم سعداء بهذا الحب ولا يقدرون على العيش بدونه. ترى أستحبه كما يحبها وتتعلق به كما تعلق بها أم أن الأقدار تخفي لهم مفاجأت أخرى.
وصل الأتوبيس لمدينة المنصورة فأوقظهاونزلا ، ثم سأل عن أقرب مأذون وذهبا إليه وطلب منه أن يحضر للمسجد المجاور بعد صلاة العصر لعقد القران. خرجا من عنده وذهب لإمام المسجد وتركها عند باب المسجد وطلب منه أن يكون وليها عند عقد القران فوافق. خرج من المسجد فوجدها تتحدث في الموبايل فغقترب دون أن تشعر به فسمعها تقول:
-ماتخافيش عليه هو حد كويس مدرس فلاح غلبان وعلى أده وطبعا عمره ما كان يحلم يتجوز واحده زيي ويوم ما أزهق منه أخلي دادي يطلقني منه غصب عنه
نجلاء لطفي