الحلقه السابعة 7

1.6K 45 3
                                    

حب غيَر حياتي
الحلقه السابعه

إصطحبها بعد ذلك لغرفة النوم فتركت يده وإبتعدت قليلا عنه وهي تشعر بالخوف منه فأدرك مخاوفها وقال:
-دي أوضة نوم أمي هتنامي فيها وطبعا مافيش معاكي لبس وأنا ماعنديش فلوس حاليا أشتريلك لبس فخلي عبايتك دي للخروج اللي هيكون معايا بس والصندوق ده فيه هدوم أمي الله يرحمه ماتخافيش نضيفه أنا غسلتها كلها وكنت كل فتره أطلعها تتهوى وأدخلها تاني خدي منها اللي يناسبك لو عوزتي حاجه أنا هانام في الأوضه اللي جنبك خبطي عليه
-سعد أنا أول واحده تدخل هنا؟؟
-طبعا بيتنا ده طاهر ومش ممكن ألوثه بالحرام
- وأوضتك في مصر؟؟
- أنا باخاف ربنا وما باعملش حاجه تغضبه مش ماشي على حريتي ورا شيطاني
-على فكره أنا كمان باخاف ربنا صحيح مش زيك لكن حاولت على أد ما قدرت إني ما أكونش وحشه أوي ورغم كل الحرية اللي كانت عندي إلا إني حافظت على نفسي لحد ما أقابل الراجل اللي يستحقني
نظر إليها طويلا يتأمل زرقة عينيها التي تسلب لبه وتشعره بالإضطراب وفكر أن يكون هو من يستحقها ثم رنت في أذنه كلماتها ( ده فلاح وغلبان وعمره ما كان يحلم بيه) فتراجع مسرعا لن تكون له حتى ترغبه هي وتراه هو من يستحقها، لن يكون زوجا لإمرأه لا تقدره. إنصرف وتركها وهي تتعجب منه فتاره ترى في عينيه رغبه جامحه وبعد لحظات يتبدل لشخص أخر.ترى لماذا لم يطالبها بحقه كزوج؟؟ هل هناك ما يمنعه؟؟ أم أنها لا تعجبه؟؟ لم تكن تعلم أنه يحترق بنيران حبه ورغبته فيها لكنه يأبى أن يكون لإمرأه لاتحبه أو على الأقل تحترمه وتقدره حتى لو كان يحبها. حاول أن ينام لكن طيفها كان يحرق أعصابه حتى عندما زاره النوم رآها في أحلامه. نهض على صوت أذان الفجر فتوضأ ولم يذهب للجامع حتى يصلي بها جماعه. طرق باب غرفتها وناداها فقالت بصوت شبه نائم:
-عايز إيه سيبني أنام
-قومي عشان تصلي الفجر
-حرام عليك مش كفايه سريرك مش مريح وصوت الحشرات اللي حرمني من النوم هتكمل إنت كمان عليه
-يالا بلاش دلع قومي للصلاه قدامك 5 دقايق ولا هادخل أجيبك من السرير
قامت متكاسله تجر جسدها جرا في جلباب مزركش من ملابس والدته مما جعله يبتسم لمنظرهاوجذبها من يدها وأدخلها الحمام فخرجت له بعد دقيقتين ووقفت أمامه صامته فقال :
-إتوضيتي؟؟
-ماباعرفش أتوضا
فقال لها:
-أهلك دول إيه حتى الوضوء والصلاه ؟؟ أمال علموكي إيه؟؟ تعالي وإعملي زي ما باعمل
توضأ أمامها وهي تقلده كالأطفال ثم قال لها:
-وطبعا ماتعرفيش تصلي
-لأ كنت باشوف داده بتصلي وحفظتني الفاتحه وقل هو الله أحد ينفع أصلي بيهم
فعلمها الصلاه وماذا ستفعل في صلاة الجماعه ووقف أمامها وصلت خلفه، شعرت براحه كبيره وطمأنينه لم تشعر بها من قبل. جلس يسبح بعد الصلاه ويقرأ القرأن وهي لا تدري ماذا تفعل فجلست على الأريكه بجواره حتى غلبها النوم . تأمل ملامحها الجميله وتركها وخرج لشراء بعض إحتياجات البيت ، لم تنهض من نومها حتى عاد مرة أخرى وأيقظها برفق فتهضت مفزوعه فابتسم وربت على كتفها وقال لها:
-متخافيش قومي يالا عشان نفطر سوا
- جبتلي كورن فليكس أو كرواسون؟؟
ضحك لأول مره وقال:
-تصدقي إنك بتفكريني بلينا اللي في مسرحية المتزوجون؟؟ لأ جبتلك فول وطعمية وبطاطس وجرجير وطرشي
-إنت ما بتاكلش غيرهم؟؟أنا بطني واجعاني من أكل إمبارح لسه
زاد من ضحكه وقال:
-ماسمعتيش سمير غانم وهو بيقول كورس الفول 7 سنين يا لينا؟؟ أولا ده بروتين ورخيص وابن حلال وكمان يشبعك 7 أو8 ساعات يعني كمان هيخلينا نوفر وجبه
-ماله إسماعيل أهو كان أرحم من الفول
تغيرت ملامحه من الضحك للغضب وقال:
-ماتجيبيش سيرته على لسانك تاني هو إنت فاكره نفسك متجوزه كيس جوافه؟؟ إنت متجوزه راجل ياهانم
-خلاص ماتزعلش الفول حلو هو والبتنجان الأسود الجميل
- خلينا نتكلم في المهم أولا عايزك تصلي بإنتظام أول ما تسمعي الأذان تسيبي اللي في إيدك وتروحي تتوضي وتصلي هتتعبي شويه لكن بعد كده هتتعودي
-وثانيا يا مستر؟؟
ابتسم لمداعبتها وقال:
- أنا هاخرج أعمل كام مشوار وهارجع الضهر هابعتلك جارتنا خالتي سيده دي ست كبيره وفي مقام والدتي وتعامليها بإحترام ومن غير عجرفة فارغه واللي تقولك عليه تعمليه فاهمه؟؟ انا هافهمها إننا إتجوزنا بسرعه من غير ترتيب وإنك من بنات مصر المتدلعين وأخليها تعلمك كل حاجه، وكمان جبتلك كتاب يعلمك الطبيخ
-حاضر يا مستر بس متتأخرش عشان باخاف
-حاضر
قالها وإتجه للباب ليخرج فقالت:
-سعد هو أنا غاليه عندك أوي عشان تخليني ألبس لبس مامتك؟؟
لم يجب إنما نظر لعينيها وود أن يبقى العمر كله بجوارها ليبحر في تلك العيون، إنتزع نفسه إنتزاعا حتى لا يضعف أمام تلك العينين.
بعد خروجه دخلت غرفتها وفتحت الشباك لنور الشمس ، جذبها فضولها لفتح صندوق والدته لترى محتوياته فوجدت بعد ملابس البيت البسيطه والطرح السوداء وعقد ملون رخيص لكنه جميل في ألوانه وصوره قديمه لطفل صغير متجهم في ملابس المدرسه إنه سعد بالطبع. تأملت محتويات الصندوق وكيف أنه إحتفظ بذكرى من والدته وتذكرت والدها وهو يمزق ملابس والدتها ويحرقها ولينا تصرخ وترجوه أن يتركها لها كذكرى من والدتها ولكنه يزداد عنادا كأنه يريد معاقبتها على طلاقها منه بعد أن ملت من فضائحه ومغامراته وكتبت كل ممتلكاتها للينا حتى لا يرثها. أثارت الذكريات شجونها فإنهمرت دموعها لكنها أفاقت على صوت طرقات على الباب فمسحت دموعها وخرجت لترى من بالباب
نجلاء لطفي



حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن