الحلقه الثامنة 8

1.6K 47 2
                                    

حب غيَر حياتي
الحلقه الثامنه

لكنها أفاقت على صوت طرقات على الباب فمسحت دموعها وخرجت لترى من بالباب. وجدت أمامها سيده سمراء ممتلئة الجسد ملامحها تعبر عن طيبة قلبها ، إندفعت المرأة تحتضنها وتقبلها وهي تقول:
-ألف مبروك يا عروسه ..وأطلقت عدة زغاريد لتعبر عن فرحتها بزواجها من سعد..ثم قالت:
-اللهم صلي على النبي عروسه قمر الأستاذ سعد عرف ينقي بصحيح يا زين ما أختار بس أنا زعلانه إزاي يتجوز من غير ما يقولي ده أنا مربياه والمرحومه أمه كانت زي أختي تمام حتى على الأقل كنا نرتب البيت قبل ماتيجوا
-حضرتك خالتي سيده أكيد أهلا وسهلا سعد كلمني عنك وبيعتبرك زي والدته إتفضلي
دخلت سيده وجلست معها في الصاله وراحت تتفحصها وقالت:
-سعد ده إبني اللي ما خلفتوش إسم الله عليه أدب وإحترام الناس كلها بتحلف بأخلاقه ولو لفيتي الدنيا ما تلاقي في طيبته ولا حنيته صحيح هو شديد حبتين ودماغه ناشفه لكن قلبه أبيض وبيخاف ربنا
تلفتت حولها وقالت:
-أنا هابعتلك زينب بنت أختي تنضفلك البيت وتروقهولك يا عروسه ولو عوزتي أي حاجه ماتتكسفيش إبعتيلي على طول أنا بيتي بعد بيتكم على طول من النهارده غلاوتك بقت من غلاوة الأستاذ سعد
سمعا طرقات على الباب وصوت فتاه تنادي:
-خالتي إنتي هنا؟؟
-تعالي يا زينب
فدخلت فتاه خمرية في العشرين من عمرها وتأملت العروس جيدا ثم قالت:
-ألف مبروك يا عروسه
ثم أطلقت الزغاريد المتتاليه فأجابتها سيده بزغاريد أخرى ولينا تبتسم متعجبه وخشيت أن تعلق حتى لاتغضب أحداهما.ثم قالت سيده
-يالا يا زينب مافيش وقت شوفي شغلك قبل الأستاذ سعد مايرجع وأنا يا حبيبتي هاروح اعمل حاجات وأجيلك
فقالت لينا:- شكرا يا خالتي
-صحيح قوليلي إسمك إيه؟؟
-لينا
ضحكت سيده وقالت
-بس إوعي تكوني زي لينا بتاعة مسعود ربنا يسعدك يا بنتي مش عايزه حاجه؟؟
-شكرا
خرجت سيده وانطلقت زينب في عملها وكأنها مبرمجه عليه ثم قالت للينا وهي تضحك بخبث:
-أنضف أوضة النوم يا أبله؟؟
-أه طبعا
وقفت لينا تراقبها وهي تعمل وزينب تبتسم وتقول لنفسها :
- عروسة عمله زي ممثلات الأفلام أو المسلسلات التركي والله والزهر لعب معاك يا أستاذ سعد وبايننا أخيرا هنشوفك بتضحك وتبطل تكشيرتك اللي رعبتنا سنين طويله.
إنتهت زينب من عملها سريعا بعد أن تصببت عرقا لكنها حولت البيت من خرابه لمكان يصلح للسكن، ثم قالت للينا :
-مش عايزه حاجه تانيه يا أبله؟؟
-شكرا يا زينب بس إستني
أحضرت لينا بعض النقود لزينب وحاولت أن تعطيها لها فرفضت تماما وقالت لها:
-لأ يا أبله خالتي تموتني وبعدين الأستاذ سعد ده كان أستاذي زمان وأنا صغيره صحيح كان مرعب لكن له فضل عليه إني كملت تعليمي وخدت الدبلوم وده جزء من جمايله مش عليه بس إنما على البلد كلها كان بيعلمنا من وهو طالب من غير فلوس، ربنا يباركله أشوفك بخير لو عوزتي أي حاجه خدي رقمي ورنيلي أجيلك على طول
سجلت لينا رقمها وإنصرفت زينب ودخلت لينا تتفحص الملابس وتنتقي منها ما يناسبها وتفكر كيف ستدخل عليه بعض التعديلات. سمعت طرقات على الباب ففتحت ووجدتها طفلة صغيره تحمل صينية طعام وتنظر إليها بفضول وتقول:
-ستي سيده بعتالكم الأكل ده
أشارت لها لينا بالدخول فدخلت ووضعتها على المنضده فقالت لها لينا مبتسمه:
-إسمك إيه؟؟
-فاطمه
-خالتي سيده تبقى قريبتك؟؟
-تبقى ستي أم أمي، إنتي العروسه؟؟
-أه
-بس شكلك مش زينا شكلك عامل زي بتوع التليفزيون
قالتها وضحكت ببراءه فضحكت لينا وقالت:
-طب إستني عايزاكي
تذكرت قطعة شيكولاته في حقيبتها فمنحتها لفاطمه التي لمعت عيناها من الدهشه وقالت ببراءه:
-دي من اللي بييجي إعلاناتها في التليفزيون إنتي شكلك طيبه ..ثم قالت هامسه:
-خلي بالك من نفسك أصل أخويا بيقول الأستاذ سعد بيخوف وبيشخط في الناس
ضحكت لينا لكلماتها وقالت:
-إنت تعرفيه ؟؟بيدرسلك في المدرسه؟؟
-لأ بس كان بيدرس لأخويا الكبير زمان وكان مخوفه ومخوف عيال البلد كلها بس أنا هاقوله إنك بقيتي صاحبتي فمش هيعملي حاجه صح؟؟
-صح يا حبيبتي
-طب هاسيبك عشان ستي ماتزعقليش
-إبقي خليني أشوفك يا فاطمه
فقالت هامسه بخبث:
-هابقى أجيلك وهو مش موجود ياقمر
ضحكت لينا كثيرا وهي ترى فاطمه تجري خوفا من مقابلة سعد كأنه أحد شخصيات أفلام الرعب. تعجبت من كل ما سمعته عنه من هذا الرجل؟؟لم تر مثله في حياتها؟؟ هل هناك من هو في مثل فقره ورغم ذلك يساعد الأخرين بلا مقابل؟؟ إنها تعلم أن المعلمين حالتهم الماليه جيده بسبب الدروس الخصوصيه أما سعد فيتبرع بها رغم حاجته؟؟ أهو زاهد في الدنيا؟؟ زاهد في مالها وفي أموال الناس وزاهد في جمالها؟؟ ماسر هذا الرجل؟؟
أفاقت لينا على طرقات الخاله سيده ففتحت لها وقالت:
-تعبتي نفسك ليه كده يا خالتي؟؟
-تعبك راحه يا عروستنا إن ما كنتش أتعب لإبني هاتعب لمين؟؟ دي المرحومه لو كانت عايشه ماكانتش الدنيا ساعتها من الفرح
دمعت عيون لينا وقالت:
-أنا برضه أمي لو كانت عايشه كانت هتفرح عشاني
أخذتها سيده في حضنها بحنان وقالت:
-عيني يا بنتي هو إنتي يتيمه زيه؟؟ أنا أمك يا حبيبتي وبيتي مفتوحلك في أي وقت هو سعد يبان شديد بس ده بسبب ظروفه لكن مافيش في طيبته و لا حنيته كان دايما يسأل عليه حتى ولو بالتليفون هو اللي معلم ولاد إخواتي اليتامى وولاد ولادي بس هو طبعه صعب حبتين ولازم تفهميه كويس أول حاجه كرامته في السما ومايقبلش أي إهانه ولا مساعده من حد ، شهم وجدع وصاحب واجب بس لما بيعند محدش يقدر عليه، طالما بقى جوزك لازم تطاوعيه وتعرفي طبعه وتعيشي حسب ظروفه عشان يشيلك على راسه، واللي بينك وبين جوزك ما يطلعش بره ولاحد يتدخل بينكم، ربنا يهنيكم يا بنتي ويسعدكم هو صبر كتير وربنا كافئه بعروسه قمر وإنت أكيد أمك كانت داعيالك عشان تاخدي راجل بجد زي الأستاذ سعد، أفوتك بالعافيه يا حبيبتي خشي وضبي نفسك كده ياعروسه قبل ما جوزك ييجي.
نجلاء لطفي


حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن