-حسنًا ،انا أعود ، انني عُدت ، عدت فقط لأجل الإعتراف لنفسي أمامك أو رُبما لتبحث أنت عن الإعتراف معي ، لا أعلم هل يُعد ذلك هروبًا؟ إختلاءًا ؟ أم جُبنًا و هشاشة؟ تركتُ الكُل بطريقة حقيرة و أنعزلت مع نفسي لأشهر كان الحُزن فيها هو المُلازم الوحيد لي ، و الكآبة التي أدت إلى خواء ما بين أضلعي ، ماذا عن الألم ؟ الألم الذي أخوضه في اليوم لمئة مرة بسبب ذكرى أو أمنية كادت ان تحدث و لكنها أنهارت ؟ ، حسنًا لنكون واقعيين و نَصِف ما تنتجه مُقلتاي من لغات الإنهيار، فحقًا الدموع لم تُفارق جفناي تعبيرًا عن الإنتكاس الذي وقع بداخلي و تستمر الدموع بغزارتها و إسرافها. هناك آثارًا مهدّمة و متراكمة بداخل واقعي المهمّش ، كانت نتيجة لعب دور التغاضي و التجاهل و النسيان و اللامبالاة ، و لقد أتقنت الدور جيدًا ، و هكذا أصبحت النتيجة اليوم و الآن ، ماذا عن الآن ؟ ، بدون سبب جليّ أنا منعزل في كهف أفكاري السوداوية الموجِعة و المكتئبة ، آه من لومة لائم لا يُعرف فيها سبب الملامة ! و هكذا يستمرُ حالي ، يلومونني بذهابي دون علمهم بسكوني في عُش الوحدة ، ذلك السكون البارد و الباهت و الواهِن ، يالها من وحدة، الوحدة؟ ما الوحدة ؟ شعورٌ صعبٌ بأن يُوصف ، ليست وحدة واحدة متفردة ، بل وحدتك بين الجموع و الحشود حولك ، تعبت و هُلكت دون أن أبذل أدنى طاقة بجسدي ، بؤرة الفساد الذي ينتجها عقلي أناء الليل و الصباح أرهقتني ، لم أعد أميز بين الفناء و الحياة. أصبحت أعشق العزلة كل يوٍم أكثر فأكثر ، لا أعلم سبب التيه أو الضياع ؟ آه وددت لو أن استطيع المغادرة عن الأرض التي لا زلتُ على قيدها ، بحثًا عن الحرية ، عن عدم الإلتزام ، عن عدم التمنهج بنهج ما كان يفعلونه قبلنا ، نفس الأناس و نفس الأرواح و نفس الكوامن و نفس القرف ، آه ياللقرف ، أشمئزيت حتى لم يعد يدخل في جوفي شيئًا ، متقرفًا منهم و مما يصنعون في حياتهم ، متقرفًا من أفكارهم و نمطيتهم الشنيعة ، أكرههم و أكره ما يعيشون فيه و أكرهُ نفسي في كل يوم أكثر؛ عندما أرى نفاقي بينهم و مجاملاتي و إبتساماتي الذابلة ، أود لو أن أتلاشى لشدة كرهي لنفسي ، أريد الخلاص؟ أين أجدهُ؟ و إن لم يكن هناك طريقًا للخلاص ، فكيف أصنعه ؟ أستنجد بآخر حروفي ، دلوني على ما أريد و لن أطلب ، فمن حصل على ما ابتغى فسيكتفي ، حتى و إن كان الإكتفاء إكتفاءًا روحيًا و جسدي الثمن المُقابل ، فلن أطلب أكثر من ذلك .
-يُعدّ ذلك جبن و هشاشة ، أنت جبانًا.
-وداعًا.
-وداعًا :)
أنت تقرأ
Just someone | مجرد شخص
Novela Juvenil" -أهلًا -أهلا ؟!! -أنا مجرد شخص رأى حسابك عندما كان يبحث بعشوائية، فهل يمكنني الحديث معك؟ -و لما انا بالذات ؛) -ربما لأنك مجهول ؟ -حسنًا، لا بأس ؛ في الحقيقة أحببت كوني مجهول الهوية ." All Rights Reserved © by Bashair18