الحلقة الأولى 1

1.5K 21 2
                                    

الغرام المستحيل
الحلقه الأولى

أحداث تلك القصه خياليه تماما وتصورت أنها تحدث في العصور الوسطى في بلد ما على ظهر الأرض، وليس لها أية علاقه بالواقع من قريب أو بعيد ، وليس لها علاقه بالسياسه الحديثه ولا بأي بلد حديث، هي مجرد خيال أشبه بالحواديت التي كنا نستمتع بها عندما كنا صغار وتأخذ عقلنا لعالم خيالي.
أعيش في قصر أبي في ملل تام فالروتين ذاته يتكرر يوميا يكسره أحيانا إقامة بعض الحفلات أو إستقبال الوفود الأجنبيه بنفسي لأني حاليا ملكة البلاد رغم أني لم أتجاوز الثامنة عشر، لقد صرت الملكه بعد وفاة والدتي منذ عام فحرص والدي أن يتوجني كملكه حتى ينتقل الحكم إلي بعد وفاته خوفا علي من تأمر أقرباؤه الذين يطمعون في العرش من سنوات ودبروا العديد من المكائد للإطاحه بأبي بل وحتى حاولوا إغتياله لكن في كل مره كأن أبي ينجو من كيدهم بفضل الله ورحمته حتى يظل الملك الرحيم العادل الذي يحب شعبه ويسعى دائما لتحقيق مصلحته. منصب الملكه كان قيدا يطوق عنقي فعلي أن ألتزم بسلوك معين وطريقة كلام محدده وملابس معينه، وأنا فتاه صاخبه أعشق الضحك واللهو والمغامرات وأحب الحياه بكل مسراتها فكيف أمتنع عنها وأعيش كأني أله مبرمجه على أشياء محدده؟؟ كان علي أن أتكلم بحساب وأتحرك بحساب ومحاطه بالحرس دائما لا أستطيع أن أختلي بصديقاتي لنحكي قصص الفتيات ومغامراتهن ، يبدو أني نسيت أنني ليس لدي صديقات بل كلهن إما منافقات للملكه أو راغبات في رضاها أو خائفات من بطشها. مللت تلك الحياه ومتعتي الوحيده فيها هي ركوب الخيل والصيد والمبارزه بالسيف، وغدا سأخرج في رحلة صيد مع شباب من أبناء الأمراء الوزراء – حيث أن الصيد ممنوع للفتيات لأنهن يتصنعن أنهن رقيقات وأعصابهن لاتحتمل كل ذلك العنف- أما أنا فلست مثلهن فقد تعلمت الصيد والفروسيه وفنون القتال وتعلمت منهم الكثير،فالصيد علمني الصبر والإتقان والتركيز، كما علمني كيف أستمتع بمغازلة الشباب لي وأنا أعلم أنهم كاذبون،لكن مغازلتهم ترضي غروري، فكل واحد منهم يطمع أن يكون زوجي أو بمعنى أدق ملك المستقبل، لكن لا أحد منهم يحبني لذاتي. كم تمنيت لو لم أكن ملكه لأستمتع بالحياه وأتذوق الحب وعذابه كغيري من الفتيات، كم تمنيت أن أذوب عشقا وأسهر الليل وأبكي على وسادتي وأنتظر عودة أحد ، وكم أحلم أن يحبني رجل واحد فقط لنفسي لا لأني الملكه فريده، لكن يبدو أنها ستظل مجرد أمنيات.
في اليوم التالي خرجت في رحلة الصيد وأنا ارتدي ملابس الصيد كالشباب ويحيط بي الحراس من كل ناحيه مدججين بالسيوف، وكل الشباب يتملقونني ويغمرونني بحبهم الزائف المصطنع وأنا أتسلى بأن أوهمهم أنني أهتم بكل واحد منهم فقط دون غيره حتى يتعلق بالأمل الكاذب مثل مشاعره بينما أتسلى أنا بهم. بدأنا صيد الغزلان وكل منا على فرسه ، وزين إلي شيطاني أن أربط حصاني إلى شجره وأختفي عن أنظار الجميع لعدة دقائق لأثير فزعهم وأتسلى بمشاهدة الرعب في أعينهم، إنتظرت إنشغال الحرس بإحضار الغزاله التي إصطدتها بمهاره وربطت فرسي بالشجرة وتسللت بعيدا وسط غابه من الأشجار المتشابكه ، إبتعدت كثيرا حتى غابوا عن نظري فصعدت فوق أغصان الشجره الكبيره ومددت عليها جسدي وغفوت لمده طويله حتى قاربت الشمس على المغيب، شعرت بالخوف فنزلت مسرعه وحاولت أن أجد طريقي ففشلت فالظلام أوشك ولم يكن هناك ضوء قوي ليرشدني. بدأت قواي تخور لأني لم أتناول طعاما منذ الصباح ولكني قاومت حتى أصل لمكان مفتوح يستطيعون رؤيتي فيه فلابد أن الجميع يبحث عني، وأخشى أن يكون النبأ وصل لأبي فيصيبه الفزع علي.شعرت بالدوار يزداد مع ركضي بحثا عن مخرج، حتى لم أستطع المقاومه أكثر من ذلك فسقطت مغشيا على.
لم أدرِ كم من الوقت مر علي وأنا فاقده للوعي لكني كنت أحلم أحلام لذيذه عن فارس خطفني على حصانه وسار بي في الغابه وحملني بين ذراعيه ولا أتذكر باقي الحلم ، أفقت وأنا أشعر بصداع رهيب وفتحت عيني ببطء وأنا أتعجب أين أنا، تذكرت ماحدث بالأمس فقمت من مكاني فرأيت إمرأة عجوز تبتسم في وجهي وتقول:
-حمدا لله على سلامتك يا بني
-أنا لست فتى بل أنا فتاه
ورفعت الغطاء عن رأسي وأطلقت لشعري العنان ، فقالت متعجبه:
-فتاه؟ ولم ترتدين ملابس الرجال؟
-كنت أصطاد الغزلان
-وهل تصيد الفتيات الغزلان؟ عجبا لفتيات هذا الزمن
-أين أنا؟؟
-في بيتي
-ومن أحضرني إلى هنا؟؟
-إبني هذا
وأشارت لشاب قوي البنيه ، شديد التجهم يقف في طرف الغرفه بعيدا عني، ثم أضافت:
-هو جندي في الجيش عندما رأك وهو عائد من عمله فاقده للوعي حملك على حماره وجاء بك إلى هنا، لكنك لم تقولي لنا من أنت؟
نظرت إلى المرأه وإلى ذلك المتجهم الذي ينظر إلي في صمت مريب وفكرت أن أخفي عنهم حقيقتي لأرى كيف سيعاملونني، فقلت:
-أنا إبنة أحد كبار التجار بالعاصمه وعندما يعلم أنكم أنقذتوني و ستعيدوني إليه سيمنحكم مكافأه كبيره
هنا تكلم المتجهم بعصبيه وقال:
-نحن لا نحتاج لصدقاتكم نحن أغنياء بعزة أنفسنا، إنما أنقذتك لأنني رأيت أن هذا واجبي كجندي أولا وكرجل ثانيا، ولم أكن أعرف أنك فتاه ولا يفرق معي إن كنت إبنة ثري أو متسول، نحن لسنا في حاجه لأموالكم لنعمل الخير.
-لم الغضب أنا لم أقصد إهانتكما إنما قصدت أنك إن أعدتني لوالدي حالا سيشكر لك صنيعك
- لا أستطيع إعادتك اليوم ولا غدا فلدي عمل هام أقوم به ولكنني سأحصل على أجازتي بعد غد وعندها سأذهب بك إلى والدك
-وهل سأبقى في بيتكم هذا كل ذلك الوقت؟؟
نظر إلي وهو يستشيط غضبا وقال:
-إن لم يكن بيتنا يليق بك فغادريه وإبحثي عن مكان يليق بك
نجلاء لطفي


الغرام المستحيل بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن