الحلقه السادسه 6

359 14 0
                                    


الغرام المستحيل
الحلقه السادسه

ترى أحقا لا يفكر في الزواج؟ أم أن فيه قلبه سر يخفيه؟ وماسر تلك النظرات التي أراها في عيونه والتي يخفيها عندما أنظر إليه؟ يبدو أن فارس لديه ما يخفيه ولكن ما لايخفى علي أن في قلبه شئ تجاهي، وأنا لا أعلم لم أشعر بالأمان وأنا بجواره، وأحاول أن أتحدث معه وأستمتع بنبرات صوته التي تفيض رجوله وقوه، هل تعلق به قلبي أم هو مجرد تعود؟ أفيقي يا فريده إنت الملكه وهو مجرد جندي حارس لك لا تنجرفي وراء مشاعرك لأن ذلك لا يليق بملكه؟؟ وهل للملكه سيطره على خفقات قلبها؟ نعم فلست كباقي البشر هناك حدود لمشاعرك، لكني إنسانه وأتمنى أن أحظى بالحب وأن أحب أيضا أليس من حق الملكه أن تحب؟؟ تساؤل ظل يؤرقني كثيرا ولكني تعمدت تناسيه والإنشغال بشئون المملكه فصرت أخصص يوما في الشهر للنساء لأستمع لشكاويهن وأحلها لهن وأرفع نتائج جولاتي في المملكه للملك وأصف له أحوال الرعيه بنفسي فلم يعد يثق بكلام أحد سواي وبالطبع أغضب ذلك الكثير من المسئولين الذين ظهر تقاعسهم عن عملهم مما جعل الملك يقصيهم عنها ، كذلك أثار نشاطي حقد الأمراء الذين كانوا لا يرون في سوى فتاه مدلله لا خوف منها ولابد أن يزوجها الملك لأحدهم ليكون هو الملك بعد أبي. لم أكن أبالي بتلك الأحقاد والكراهيه إنما كل ما كان يهمني أن يعيش الشعب حياه أدميه في ظل حكم والدي.
في يوم صيفي شديد الحراره شعرت بالملل من روتين حياتي وقررت عند الغروب أن أخرج في نزهه بقاربي في البحيره وطلبت من فارس أن يستعد وحده للخروج معي فأنا لا أريد حرسا يقيد حريتي إنما أريد فارس وحده معي، لكني فوجئت برفض فارس لأن ذلك فيه خطر على ولكني أصررت وقلت له:
-هل ترفض للملكه أمرا؟؟
-لا يامولاتي ولكني أؤدي واجبي وهو حماية حياتك
-ألن تحمي حياتي إن تعرضت لخطر؟؟
-أفديك بنفسي يا مولاتي
-وأنا واثقه من ذلك إذا لا مجال للخوف هيا بنا
نظر إلي نظره حائره لم أستطع تفسيرها أهي خوف أم هناك شئ أخر؟ نزلنا للقارب الصغير وبدأ فارس بالتجديف بيديه القويتين وصوت المجداف يشق مياه البحيره في هدوء وضوء الشمس البرتقالي بدأ يميل للحمره وأخذ قرص الشمس في المغيب وراء الأفق، هذا المشهد البديع يثير في قلبي السعاده ولكنه اليوم يصيبني بالإنقباض لا أعلم لم. نظرت تجاه فارس فرأيته ينظر إلي تلك النظره التي تحيرني فقلت:
-مابك يا فارس؟
-لا أعلم يا مولاتي أشعر بالخطر دعينا نعود
-هل تخاف علي حقا يا فارس أم تؤدي مهام وظيفتك؟
سكت ولم يجب إنما إتجه بالقارب للشاطىء وهو يقول :
-هذا الهدوء الشديد مريب وخلو الشاطىء من الحرس مريب أكثر
-لكني لست خائفه مادمت معي
-هل تثقين بي لتلك الدرجه؟
-نعم فأنت أنقذت حياتي بمنتهى الشهامه من قبل دون أن تعرف من أنا وأعدتني لوالدي بدون مقابل فلم لا أثق بك؟
-لكني لا أستحق ثقتك يا مولاتي لأني كنت أعرف من أنت وفكرت يومها في قتلك ولكني تراجعت وقلت ربما تكونين وسيله لأصل بها للملك وأقتلكما معا
صمت للحظات مذهوله وظهر الفزع على وجهي وأنا غير مصدقه لما يقول، تراجعت للخلف قليلا خوفا منه يبدو أنني في كابوس لكنه أكمل دون أن ينظر إلي وقال:
-كنت إنضممت لجماعه ترى أنك ووالدك وكبار البلد سبب في الفساد والفقر الذي نعانيه لذا قررنا قتلكما وتخليص البلد منكما ويوم الصيد كنت أراقبك من بعيد ورأيت تسللك وإختباءك من الجنود وإنتظرت إنصرافهم فوجدتك تائهه في الغابه ولسبب ما لم أستطع قتلك وعندما رأيتك فقدت وعيك حملتك على حصان سرقته لأهرب به بعد قتلك وعدت بك إلى بيتي وفكرت من الأفضل أن أستغلك للوصول للملك نفسه، لكن عندما دخلت القصر وإقتربت من الملك ولمست عدله وعطفه على الشعب ورغبته في الإصلاح ومعاقبة كل فاسد وعندما رأيت مدى إهتمامك بالفقراء والضعفاء ورعايتك لهم لمت نفسي كثيرا وأبلغت عن تلك الجماعه وتم القبض عليهم وها أنا أعترف لك بخطأي وأطلب عفوك ومصيري بين يديك إفعلي بي ما تشائين.
سكت للحظات وأنا مصدومه أهذا فارس الذي شغل فكري وحرك مشاعري؟ أهذا من ظننته شهما وبطلا؟ أهذا من أوليته ثقتي وأئتمنته على روحي؟ كم أنا غبيه ووالدي على حق فأنا مازلت صغيره والأيام كفيله بأن تعلمني. إنتبهت على صوت فارس يصرخ ويجذبني تجاهه وهو يقول:
-إحذري يا مولاتي
فقد فوجئنا بمجموعه من الملثمين لم نعلم من أين جاءوا ويحملون السيوف لمهاجمتنا ومن الجهه الأخرى سمعنا صوت مركب يأتي من البحيره عليه شخصان حاولا إختطافي لم يستطع فارس رغم قوته وشجاعته التصدي لهم بمفرده فتحركت تجاه سيف أُصيب صاحبه ووقفت في ظهر فارس أحتمي به وفي نفس الوقت أقاتل بشراسه فقد تدربت كمحاربه على يد أمهر قادة الجيش. إشتعل القتال بيننا وإبتعدت عن فارس قليلا فجاء أحدهم من خلفي وحاول مع أخر خطفي فرأهم فارس فأسرع نحوي وأفلتني من يد أحدهم وتلقى عني طعنه في صدره سقط على أثرها فطمع الأخران في فقفزت بسرعه بعيدا عنهما ونزعت سهما من جعبتي –حيث علمني أحد المحاربين ألا أتحرك بلا قوس وسهم كما علمني الرمايه بهما حتى أجدتهما- وخلال ثواني كنت قد رميتهما بسهمين فأصبتهما وحاول الذي يقود المركب الفرار به فأصبته بسهم في صدره . كان حراس القصر قد سمعوا الضجيج الصادر من السيوف فلحقوا بنا جميعا وتم القبض على المعتدين المصابين وتم نقل فارس للقصر وهو غائب عن الوعي تماما ، إستدعينا الطبيب الذي قال:
-إن إصابته خطيره ولكن لو مر عليه يومان سيظل على قيد الحياه ولا يجب نقله أو تحريكه وسأمر عليه بنفسي كل ثلاث ساعات
جاء والدي مسرعا للإطمئنان عليه فرويت له ماحدث لكني لم أخبره عن إعتراف فارس، طلب من الجميع الإهتمام به حتى يتم شفاؤه. خرج الجميع وبقيت وحدي بجوار فارس أبكي ولا أعلم سر بكائي أهو خوفا عليه أم ألما من غدره أم لأني خُدعت فيه. غلبني النعاس حتى أفقت على صوت الطبيب وهو يقول:
-مولاتي عفوا على إزعاجك لكني أرى في يدك جروح يجب تطهيرها كما يجب أن تبدلي ملابسك حتى لا تصابي بالبرد
وقام بتطهير جروحي ولكن جروح قلبي التي مازالت تنزف لا أحد يستطيع مداواتها. ذهبت لغرفتي إغتسلت وبدلت ملابسي ونزلت للإطمئنان على فارس الذي كان غائبا عن الوعي كما هو. إستدعاني والدي وقال أمرا
-لقد أبقيت فارس بالقصر لأن نقله خطر على حياته لقد قام بعمل بطولي حين دافع عنك وأنقذ حياتك لثاني مره لكن ليس معنى ذلك أن تبقي بجواره وتعرضي سمعتك لهمس الخدم
-يا أبي لقد تلقى الطعنة عني
-هذا واجبه وواجب كل جندي ولكني سأكافئه عندما يشفى ، الأن إذهبي لغرفتك لتنالي قدر من الراحه
قالها أبي أمرا فلم أستطع مخالفته، ذهبت لغرفتي وبكيت كثيرا ربما لأن والدي حرمني أن أكون بجوار فارس في تلك اللحظات التي يحتاجني فيها، أو لأنني مازلت ملهوفه عليه رغم خداعه لي، أو ربما لأنه فعل ذلك ليكفر عن ذنبه فقط وليس حبا في كما أظن، لا أعلم لكني كنت بحاجه للبكاء
نجلاء لطفي


الغرام المستحيل بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن