الغرام المستحيل بقلم نجلاء لطفي

الحلقه العاشره والأخيرة

الغرام المستحيل
الحلقه العاشرة والأخيره

. طلبني والدي أنا وفارس وحدنا وكانت تلك المره الأولى التي أرى فيها فارس منذ وفاة زوجيوخفق قلبي بشده حينما تلاقت أعيننا.بدا على والدي الضعف بسبب المرض فقال بوهن:
-يافارس لقد أقسمت على حماية الملكه والمملكه ولم تتوان لحظه عن تنفيذ ذلك القسم والأن سأطلب منك شئ أخر
-فداك نفسي يا مولاي
-أن تتزوج فريده فأنا إن مُت سيتكالب عليها الضباع وأنا لاأئتمن عليها غيرك وكذلك إختبرتك في أكثر من موقف فوجدتك حكيما ومحبوبا من الناس لذا يمكنني أن أئتمنك على المملكه
-لكن يا مولاي أين أنا من الملكه؟إن كنت تخشى أن أتركها فأقسم لك أن أكون حارسها الأمين حتى الموت
-تزوجها يا فارس فلن أجد مثلك في وفائك وإخلاصك وخوفك عليها لو تركتها بدون رجل حقيقي يحميها سأظل قلقا عليها فأرحني يا فارس قبل موتي
-أمرك مطاع يا مولاي
-هذا ليس بأمر يا فارس بل هو رجاء من أب يخشى على إبنته
-أنا رهن أمرك يا مولاي
-إذا فأعلن في المملكه كلها أن الزواج سيتم خلال ثلاثة أيام وأتمنى ألا أموت قبل أن أطمأن على فريده معك ثم همس في أذنه وقال:- أنا أعلم أنك ستصونها فلقد رأيت نظرات الحب في عينيك من أول مره رأيتك فيها.
إنصرف فارس وهو ينظر إلي تلك النظره الحائره فقلت لأبي:
-لم فارس يا أبي؟
-لأنه فارس حقا ورجل مخلص وصادق في وعوده ومحبوب من الشعب والأهم أني أراه سيصونك
سكت ولم أشعر بالفرح ،كنت أتمنى أن تكون تلك رغبة فارس وليس أمرا ملكيا،كنت أتمنى أن يبوح لي بحبه ولوعته ويطلب ودي ويرجوني أن أكون زوجته، لا أن يرغمه والدي على الزواج بي خوفا علي وعلى المملكه. حتى يوم أن يتحقق حلم السعاده وأتزوج بمن أحب يكون منقوصا.
أخيرا تحقق المستحيل وستصبح فريده زوجتي، لم أتخيل يوما أن كل العوائق ستزول من طريقنا وتصبح فريدة لي، سأعترف لها بحبي وأني لم أغدر بها لأني وقعت أسير غرامها من أول لحظه، سأخبرها أن عينيها فتنتني وأن رقتها سلبتني عقلي وأن إبتسامتها الساحره كانت الشمس التي تنير دربي، سأخبرها كم تعذبت في بعدها وكم كان غضبها علي قاتلا، سأخبرها وأخبرها ولكن هل تحبني أم هي مكرهه كما كانت مع زوجها الأول؟ هل تراني فارس خادمها أم أنها تشعر بما في قلبي؟ هل ستسلمني جسدها رغما عنها كما فعلت مع زوجها الأول؟ لا لن أرغمها على شىء سأترك لها الوقت حتى تحبني وتكون لي برغبتها.
تم الزواج بلا إحتفال إلا أن فارس أصر على أن يكون يوما مميزا في المملكه فأمر كل حكام الولايات بصنع موائد طعام لإطعام الفقراء في كل المملكه بأفخر أصناف الطعام، وإقتصر الإحتفال في القصر على كبار رجال الدوله. إنتهى الحفل سريعا ودخلنا غرفتي فقال فارس دون أن ينظر في عيني:
-أنا أعلم أنك تزوجتيني لتلبية رغبة الملك وقد يكون ذلك بدون رغبة منك لذا لن أجبرك على شئ بل سنكون مجرد زوجين أمام الناس فقط
قال كلماته الصادمه وإستدار ليذهب للغرفه الأخرى فقلت له:-
-يبدو أن قدري أن كل من يتزوجني يرغبني كزوجه أمام الناس ويزهدني كزوجه بمفردنا
إلتفت إلي وقال:
-ماذا تقصدين؟
-هذه كانت أول كلمات وسيم أيضا يبدو أن كإمرأه لا أروق للرجال
-من قال لك هذا بل ربما تكونين أجمل من أن يلمسك بشر
-لكنني بشر ولي مشاعر وإحتياجات البشر فأحتاج من يحبني ويسعدني و...يفديني بنفسه لامن ينفذ مجرد الأوامر بلا مشاعر
-ومن قال لك أنني بلا مشاعر؟ أو أنني مجرد منفذ للأوامر؟
-أرى ذلك في عينيك وفي طريقة تعاملك معي
-ألا ترين أني عشقتك من أول لحظه؟ ألاترين أني رفضت أن أمسك بسوء أو أن يمسك غيري بشر؟ ألا ترين أني تعذبت في بعدي عنك؟ ألا ترين أني أذوب عشقا أمام نظرة عينيك؟ ألا ترين الفارس المغوار يتحول أمام تلك الإبتسامه الرقيقه لطفل صغير بلا حول ولا قوه؟ ألا ترين أني كنت أتمزق ألما حين تزوجتي بأخر وكنت أود أن أقتله وأخطفك منه؟ إن كنت لاترين كل هذا فإنني أعترف لك به الأن، أنا أحبك أكثر من نفسي ولا حياة لي بدونك
-فارس
-يا ملكة قلب فارس وكل كيانه هل تحبينني؟
-لا
-حقا؟؟
-نعم فأنا لا أحبك بل أنا عاشقه وكنت أعلم أن حبي مستحيل لكنه ظل سر سعادتي وبهجتي فنظراتك لي كانت تسعدني وتشقيني في أن واحد، تسعدني لأنها تحمل رسائل العشق لقلبي وتشقيني لأني أعلم أنني لن أكون لك، وعندما تحقق الحلم كنت مجبورا على الزواج مني
-هذا أجمل إجبار في حياتي وأحلى أمر ملكي، أحبك يا فريده ماتخيلت يوما أني سأنطقها
-وماتخيلت يوما أني سأسمعها منك، لقد من علينا القدر أخيرا بالسعاده فدعنا نستمتع بها ولكن عدني بشئ واحد أن تظل تحبني
-سأكون لك العمر كله الزوج والحبيب والضديق والحارس
-أن لا أريدك حارسا على نفسي بل أريدك حبيبي وملكي المتوج على عرش قلبي
توته توته وخلصت الحدوته
نجلاء لطفي