الحلقه الرابعه 4

407 15 4
                                    

الغرام المستحيل
الحلقه الرابعه

وغمزت لي بعينها وإبتسمت بمكر وإنصرفت ، جذبني من يدي حتى ننزل فشعرت بإرتعاشه تسري في يدي لا أعلم سببها فليست تلك أول مره تلمسني يد رجل ولكن تلك أول مره أشعر بتلك الرعشه، يبدو أن تأثير سحره بدأ يسري في جسدي كله أيها الساحر الغامض إلى أين تأخذني؟؟
عند نزولنا من المركب إصطدمت قدمي بأحد الأخشاب على الأرض وكدت أقع فأمسك بي فارس بقوه وحماني من السقوط فاستندت على ذراعيه القويتين حتى جلسنا في الظل كانت يدي مازالت ممسكه بذراعه فنظر في عيناي وهم أن يقول شيئا لكنه إحتمى بصمته وتركني للحظات وذهب ليحضر الحمار. أثناء عودته مر علينا أحد رجال الأمن الذي نظر إلي طويلا ربما يشبه علي وسألنا عن سبب قدومنا للمدينه فقلت له قبل أن يتكلم فارس أنني أعمل في قصر الملك لدى إحدى الأميرات ، نظر إلي فارس مبهوتا وهم أن يتكلم ولكن أمر رجال الأمن بعض الشرطيين بإيصالنا للقصر الملكي بعربه تجرها الخيول وكان عليه أن يترك الحمار مع أحد العاملين بالمكان الذي أوصاه رجل الأمن أن يرده إلى فارس عند عودته. أثناء ركوبنا العربه قلت لفارس:
-أعلم أنك تراني كاذبه ولك كل الحق فأنا لم أكن إبنة أحد التجار ولا أعمل حتى لدى الأميره إنما أنا الملكه فريده ذاتها.
تعجب فارس من جرأتها وصراحتها وصمم أن يلتزم الصمت طول الطريق فأضفت:
-نعم أنا الملكه وكنت في رحلة صيد وأردت أن أختبأ من الحرس قليلا ثم أظهر ولكنني غفوت مكاني وعندما إستيقظت كانوا إنصرفوا وتهت بين الأشجار ولم أعرف أين طريقي حتى فقدت الوعي من التعب وعندما أفقت أخفيت حقيقتي لأني أردت أن أعرف كيف يتعامل الناس مع فريده الإنسانه وهل سيحبونها وتلك كانت فرصتي الوحيده.
نظر إلي صامتا ولم يتكلم لكن في عينيه نظره ليست دهشه من معرفة الحقيقه، إنما هي نظرة حيره وقلق لا أعرف ما سرها.
أعلم من أول لحظه أنك الملكه فريده وفكرت كثيرا أن أقتلك إنتقاما من الملك الظالم ولكن قلت في نفسي أن هذا لن يحقق غرضي، فكرت أن أختطفك وأساوم عليك ليحقق مطالبي ولكن تراجعت لأنه ربما يخدعني وبعد ذلك يقتلني دون أن يدري بي أحد، لكني في النهايه قررت أن أمثل دور الجندي الشهم لأتقرب إليك وأدخل القصر الملكي وعندها سأنفذ خطتي ولن يثنيني أحد عن تنفيذها. الأن وأنا على أعتاب تنفيذ تلك الخطه أشعر بخوف لم أشعر به من قبل، خوف ليس من الفشل بل من أن تكرهيني فيما بعد، أعرف أنك بمجرد أن تتركيني ستنسيني لكنني من أول نظره لعينيك سقطت صريع هواك وهذا ليس بيدي، أنا الفتى القوي الذي لايبالي بأحد سوى أمه سقط صريع نظرة فتاه مدلله مثلك تراه مجرد خادم لها لا أكثر ولن تشعر به يوما، ذلك الهوى الذي سيعذبني ويفسد على حياتي وتفكيري ولكنه صار متعتي وشقائي في الحياه. عرفتك منذ أيام قليله لكني أشعر أني أعرفك منذ سنوات عديده، تلك النظره التي رشقت قلبي بأسهمها فلم أرغب في صدها بل إستمتعت بها وهي تصيب قلبي لتحييه بعد موت طويل، وأنا الأن أخشى لحظات الفراق التي إقتربت كثيرا. ترى هل ستسامحيني يوما على ما فكرت به قبل أن أراك؟ وهل ستغفرين لجندي بسيط وقوعه في غرام ملكته ومالكة قلبه؟ سامحيني أستطيع السيطره على كل شئ لكن لا أستطيع منع قلبي عن حبك.
بمجرد دخولنا من باب القصر رحب بنا الجميع وأسرعوا في إبلاغ والدي الملك بقدومي، فقد ظنوا جميعا أن مكروها أصابني، ترك والدي كل شئ وجاء مسرعا لرؤيتي وبمجرد أن رأيته إرتميت في حضنه فهو أبي وأخي وصديقي وكل من لي في تلك الحياه، في لمسته أماني، في حضنه أحتمي من الكون كله، فهو وطني وبر أماني، في إبتسامته سعادتي، هو أبي وكفى فكل حروف اللغات لن تفي أبي حقه . بعد أن إطمأن أبي علي عرفته بفارس وقلت:
-فارس أحد جنود المملكه الذي أنقذ حياتي دون أن يعرف من أنا إهتم بي هو ووالدته حتى أفقت من إغماءتي ورفض أن يترك خدمته كجندي نهائيا من أجلي رغم وعدي له بمكافأه ،بعد أن أنهى خدمته تكبد مشقة السفر من أجلي ولم يعلم هويتي إلا قبل بوابات القصر .
نظر إليه الملك للحظات وهو يقف منتصبا كجندي ثم مد والدي له يده وقال مبتسما:
-لقد أنقذت حياتي عندما أنقذت فريده أطلب ماتريد
صافحه فارس وهو مازال منتصبا كجندي وقال :
-حماية الملك والملكه فرض على كل جندي وعلى كل مواطن بالمملكه
فقلت لأبي هامسه:- دعه يرتاح من عناء السفر وعندها نفكر كيف سنكافئه
أمر الملك فارس بالإنصراف لجناح الضيوف بالقصر الملكي واصطحبه الخدم وهو مذهول فلم يكن يتخيل أن يعامله أبي هكذا، طلبت من والدي أن نذهب لغرفتي لأني أريد الحديث معه بمفردنا فوافق. جلست بجواره فأعاد إحتضاني وتقبيلي وقال:
-كنت أخشى أن يصيبك مكروه لكن قلبي كان يخبرني أنك ستعودين لي
-أنا أيضا كنت خائفه عليك لذا بمجرد أن حانت الفرصه عدت إليك، وعدت إليك بأخبار الناس في المملكه التي لا يخبرك بها أحد إنما رأيتها بعيني وحكوا لي معاناتهم وهم يظنون أني مجرد مواطنه مثلهم.
وبدأت في إخبار والدي بكل ما رأيته من أحوال الناس وفقرهم وما يعانونه بسبب الظلم والفساد من الحاشيه والمسئولين ويظنون أننا نعرف ذلك ونسكت عليه.سكت أبي للحظات وبدا الضيق على وجهه ثم قال:
-خذي قدرا من الراحه وفي الغد سنتكلم كثيرا
-لي رجاء عندك يا والدي، أن تجعل فارس أحد حراس القصر بذلك نكون قد كافئناه دون أن نجرح كرامته فهو جندي أمين ويستحق ذلك التكريم.
-كل طلبات مليكتي الصغيره أوامر واجبة التنفيذ، في المساء سأقيم حفلا للترحيب بعودتك فاستعدي.
إنصرف والدي فاستدعيت الخدم وطلبت منهم إعداد ملابس لائقه لفارس، فارس ذلك الفارس الذي إقتحم حياتي بلا إستئذان ورغم تجهمه إلا أن في عينيه نظره غامضه كأنها تريد أن تبوح بسرما ،كما أنه شجاع
وحنون على أمه ومطيع لها، لا أعرف ماذا يجذبني إليه أهي نظرة عينيه الحائره؟أم خوفه علي؟ أم شهامته؟
نجلاء لطفي


الغرام المستحيل بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن