الحلقه التاسعه 9

312 10 0
                                    

الغرام المستحيل
الحلقه التاسعه

حاولت أن أتماسك أمام والدي وألا أبدو حزينه لكنه كان يقرأ أفكاري ويعلم مابقلبي قبل أن أبوح به لكن ما باليد حيله، فهذا قدرنا أن أتزوج بمن لا أحب ومن لايريده والدي.
إحتفلت المملكه كلها بزفافي وأمرت بصرف إعانه لكل الفقراء في المملكه لأدخل السعاده على قلوبهم رغم أن قلبي لايعرفها، كان كل الناس سعداء وكانت هناك ثلاث قلوب محطمه قلبي وقلب والدي وربما قلب فارس الذي تهرب من حضور زفافي بمهمه يؤديها في الجنوب.إنتهت مراسم الزفاف وشعرت بالرعب من ذلك القاسي ماذا سيفعل معي؟ كنت أرتجف كلما تخيلته زوجا لي فالموت أهون من أن أسلم نفسي له.
دخل غرفتي ونظر إلي بإشمئزاز وقال:
-لم أتزوجك حبا فيك ولكن رغبة في العرش لن تكوني زوجة لي إلا أمام الناس فقط أما زوجتي أم أولادي فهي وحدها زوجتي التي أحب وعندما أتخلص منك ومن والدك ستكون هي الملكه وولدي هو ولي العهد وسينساكما الجميع .
ضحك ضحكته السمجه ثم نظر إلي بإشمئزاز وتركني ودخل الغرفه الملحقه بغرفتي لينام فيها وبعد دقائق سمعت صوت شخيره. حمدت الله أنه نجاني منه ، كان يظن أنه بكلماته تلك يهينيني ولا يعلم كم أسعدني ببعده عني،يبدو أن القدر لايعاندني كثيرا. رغم سعادتي ببعده عني إلا أني شعرت بالرعب مما يفكر به، إنه يجاهر بغدره وبما ينزي فعله لابد أنه دبر الأمر جيدا وله من يسانده في الداخل والخارج. لم أخبر والدي بما حدث إنما إنتظرت عودة فارس لأخبره لكن زوجي لم يدع لي فرصه لأكون بمفردي مع فارس إنما كان يحضر معي ومع والدي كل الإجتماعات ويتدخل في كل القرارات. عاد فارس بعد زواجي بعدة أيام فأرسلت له خادمتي برساله شفويه قلت فيها:( إحذر فإنهم ينوون قتل الملك والتخلص من الملكه) فقال لها :
-أبلغي الملكه ألا تخاف في وجود فارس بجوارها.
كان وسيم حاكما للمنطقه الشماليه وكان متحالفا مع جيراننا من جهة الشمال لكن عندما مات ملكهم تولى أخوه الحكم وهو كان كارها لوسيم بسبب زوجته الأولى إبنة عم ذلك الملك التي تزوجها وسيم رغم حب الملك لها، فكان أول قرار له بعد تولي الحكم أن يجتاح الجزء الشمالي من مملكتنا إنتقاما من وسيم. ثار زوجي ثورة عارمه وأخذ الموضوع بشكل شخصي وخرج على رأس جيش لينتقم لكرامته دون تجهيزات عسكريه أو خطه محكمه أو إستعداد كافي رافضا الإستجابه لأوامر والدي ولمشورة كبار قادة الجيش، إنما إندفع كثور هائج يطيح بكل من يقف في طريقه. دخل المعركه بإندفاع وغضب وبدون حكمه أو تعقل فخسرها سريعا وأُصيب إصابه بالغه ودخلت قوات العدو لحدودنا الشماليه فأرسل والدي فارس على رأس جيش بعد وضع خطه محكمه فأبدى بساله أمام قوات العدو التي تفوق قواتنا عددا لكنه إستطاع التغلب عليها بخدعه عسكريه ودهاء من القائد الذي إدعى الإنسحاب والتراجع وعند إندفاع كل قواتهم إنهالت سهامنا عليهم كالمطر فحصدت معظم الأرواح ومن تبقى حصدته سيوف الجنود. تحقق النصر لجيشنا وقبل عودة الملك لبلاده مهزوما كتب فارس معه معاهدة سلام - بصفته نائبا للملك- تنص على إحترام الطرفين للحدود بينهما وعدم اعتداء طرف على الأخر وفتح الحدود للتبادل التجاري والتحالف معا ضد أي إعتداء على أي من المملكتين. بتلك المعاهده أمن فارس حدودنا الشماليه وكسب ود الملك الذي لم يعد لبلاده مهزوما حاقدا علينا وربما يعاود هجومه مرة أخرى، وحقق نفعا ماديا للمملكه. بعد أن تحقق النصر مات وسيم متأثرا بجراحه ، لم أشعر لا بالحزن ولا بالسعاده إنما شعرت بالراحه للتخلص من تلك الزيجه التي كانت كصخره تجثم على صدري.
أقيمت جنازه ضخمه لوسيم وحضرها الملك وكبار رجال الدوله وكان علي أن ألتزم بالحداد لوفاة زوجي المزعوم الذي لم يكن لي يوما زوجا. لم أستطع الخروج لممارسة نشاطي كملكه لأني مازلت في فترة الحداد فكانت أيامي طويله ممله كئيبه فذلك الزوج المزعوم كان شخصا مزعجا في حياته وبعد موته. .ظل فارس في الشمال يعيد تنظيم المنطقه ويمهد الطرق لتنفيذ الإتفاقية التجاريه مع المملكه المجاوره، كنت أنتظر عودته بفارغ الصبر ففجأه كل العوائق زالت من بيننا وكل المسافات تم إختصارها في عدة أشهر فهل يتحرك أو سيظل ملتحفا بالصمت والنظرات الحائرة؟هل يحبني حقا أم أني واهمه؟هل سيكون فارسا مغوارا في حبي ويحطم كل الحواجز ويخطفني على فرسه أم سيظل مكتفيا بدور الحارس؟؟
عاد فارس وأقيم حفل تكريم بسيط لبطل المملكه الفارس المغوار ورغم لهفتي لرؤياه لم أستطع الحضور لأني في فترة الحداد، ولم يطلب هو لقائي ولا حتى لعزائي. كدت أجن من تجمده وقلة شجاعته فهو فارس مغوار في الحرب ، ومتخاذل في الحب، فكرت كثيرا في شن هجوم مباغت على قلبه وإقتحام حصونه لكني تراجعت فإن لم يقم هو بتلك الخطوه فلن أتنازل عن كرامتي من أجله. إنشغلت عن فارس بمرض شديد أصاب والدي وبذل الأطباء جهدهم بلا جدوى فحزنت كثيرا فما أن تمنحني الدنيا شئ فسرعان ما تأخذ مني أخر فقد منحتني سعاده لعودة فارس وقربه مني والأن تصيبني بالحزن لمرض والدي. طلبني والدي أنا وفارس وحدنا وكانت تلك المره الأولى التي أرى فيها فارس منذ وفاة زوجيوخفق قلبي بشده حينما تلاقت أعيننا.بدا على والدي الضعف بسبب المرض فقال بوهن:
-يافارس لقد أقسمت على حماية الملكه والمملكه ولم تتوان لحظه عن تنفيذ ذلك القسم والأن سأطلب منك شئ أخر
-فداك نفسي يا مولاي
نجلاء لطفي


الغرام المستحيل بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن