تَمّهِيدْ

392 17 32
                                    


فُتِحَتْ أبواب المِصعد و تُصدِر صوتُها المُعتاد ، بينما تأخُذ خُطواتها بهدوء صَانِعة طريقها إلى مكتبه ، يكاد حِذائها ذات الكعب العالي يطقطق و يشُقْ الصمت السائد في المكان ، وبالطبع كان الطابق خالي من أي عاملين - فقد حرصت علي ذلك - وصلت للمكتب  لِتطرُق الباب و تسمع صوته يدعوها للدخول ، دخلت وَ وقفت أمام الباب بثبات ولكن ما زالت عيناه ساقِطة علي تلك الاوراق التي تغرق سطح مكتبه بالكامل، علامات الإنهاك تسعي للظهور بوضوح علي وجهه، يرتدي قميصه الأبيض، وهو غير مُرتب البتة... ربطة عنقه الزرقاء مُتحرِرة، فبدأت الحديث ثم جَريَ الخلاف بينهما مَجري الجداول بين الصخور.

أردفت بعدما ضمت ذراعيها نحو صدرها " تعمل كثيرًا تِلك الأيام سيد هارولد! "

رفع عينيه بمجرد سماع صوتها كسَماع طائر الكروان  بين اشجار الغابة " إيليانور... أهذه أنتِ! أتحتاجِ لشئ_" ارتسمت علي شفتيه إبتسامة.

ضَحِكت بسخرية " أحتاج ! أنا لست بحاجة إليك سيد. هارولد، أم يجب أن اقول هاري و لنتجنب الألقاب ؟ "

نهض من مِقعدِه فورًا آخذًا خُطواته إليها لِتتبدل ملامح الإنهاك علي وجهه و تَحِل مَحلها علامات البهجة " هذا يعني أنكِ بخير الآن ، كُنتُ مُتأكد بِشأن قُوتك و قُدرتك علي تخطي الأمر "

" لطالما كنتُ قوية بدونك عزيزي هاري ، و خصوصًا بعدما التيقت بك... أنا مُدينة لك بذلك" رفعت حاجبيها.

فاجأها بإمساك ذراعيها حتي كاد أن يعتصُرهما  " إيليانور... جئت إلى هنا من اجلكِ أنتِ ، لأبحث عنكِ ، عانيت كثيرًا لأصل لكِ ، فتشت في كل انحاء مدينة باريس في المستشفيات ، أقسام الشرطة وحتي الملاجئ كدت أن أفقد الأمل... ولكنني وجدتُك في نهاية المطاف "

نزعت يده عَنها بعنف " أوه! كم هذا مؤسف! فقد إنتهى الحفل قبل وصولك إلى هُنا ، أنتَ مُتأخر... لا عجب في ذلك لطالما كُنتَ كذلك" اصطنعت علامات الحزن و إتسع الجدول وأصبح أكثر سرعة.

" لقد احببتك إيليانور_  "

قاطعته و صرخت به " إياك و نطقها حتي ، أنت كاذب، لعين، مخادع، أنتَ جحيمي الذي رأيته وانا علي قيد الحياه، الحياة لم تفعل بي مثلما فعلت أنتْ " لمعت عيناها كالزجاج المُنكسِر ، أخذت إدراجها إلى الارض لتستند علي ركبتيها ، تُخفِض رأسها و تبدأ قُواها في التفاني... إنخفض إلى مستواها مُمُسِكًا يديها ليُقربهم من شفتيه و يطبع عليهم قبلة ، ترفع رأسها لتنظر لعينيه وكأنه يخبرها ' أنا آسف' ولكنها لن تغفر له بتلك السهولة ثم نزعت يديها عنه بشئٍ من العُنف.

"أرجوكِ انا لا استحق هذا_ "

قاطعته بضربه كف علي وجهه و من هُنا ياخذ الصمت مجراه بينهما ، تنظر الي يديها لتعود وتنظره ، هل اخطأت ، هل كان لابد من حدوث ذلك؟ هي حتي لم تخطط لفعل هذا ، أيجب معاتبتها؟ بلا... هو بلاشك يستحق ذلك ، لقد تركها مُنكسِرة في نهاية المطاف فالظلمة ولم يُبالي بأمرها قط ، تركها كمريض يحتاج العلاج لشفاؤه لكنه رفض معالجتها و تركها تلقي مصيرها وحدها، نعم...بالكاد نعم هو قطعًا يستحق ذلك الكف.

مسحت دموعها و نهضت " في الواقع هذا كل ما تستحقه منذ ثلاث سنوات " بعدها شعر وكأن الفيضان يُجرفه حامِلاً معه كُل شئ.

_________________

عاملين إية؟ بصوا 👀 دي اول رواية ليا أكتبها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عاملين إية؟
بصوا 👀
دي اول رواية ليا أكتبها... عاوزة أعرف رأيكم، نقدكم و توقعاتكم لأنها تهمني ♥️
ده تمهيد بس للرواية وان شاء الله الفصل الأول هينزل قريب اوي
# لو عجبكوا التمهيد متنسوش فوت ☺️♥️
دمتم سالمين
Thanks for reading 📖
♥️♥️♥️

Benjamin's Will (H.S) | وَصِية بِنجامينْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن