رحل 'هارولد' في الصباح الباكِر إلي حيثُ لا أدري و لكن إنصبّ ذلك الوقت في مصلحتي للعثور عن أية أغراض مُتعلِقة بعائلته ولكن أخشي أنه وقت مهدور فمِن بعد ثلاث ساعات مُتواصِلة في البحث توصلت لـِصورة قديمة - و لم أتوصل إلي تاريخ إلتقاطها - بِها فتاة في العشرينات جالسة علي صخرة هائلة و يصنع البحر خلفية الصورة وَ بِجوارها شاب قوي البنية وَ لكن وجه الرجل غير موجود فقد بُترت الصورة في ذلك الجُزء. إحتفظت بالصورة في حقيبتي رُبما تسعفني يومًا ، أعلم أن هذا فعل شنيع وَ لكن... لنكُن عقلانين مَن يَوِد الإحتفاظ بصورة قد إستأصل جزء منها لا يرغب في رؤيته.
إرتعدت أوصالي من الخوف فور سماع صوت المفتاح في باب المنزل وهو يُطقطق مُعلِنًا عودتِه ، لأقتلع نفسي من غُرفته صانعة طريقي نحو المطبخ و لِحُس حظي أنه بِجوار مَدخل الغرفة ، وقفت بثبات أمام صنبور المياه لِملئ كوب من الماء مُحاوِلة تنظيم أنفاسي.
"صباح الخير! توقعت أن تكونِ نائمة حتي الآن " شعرت بإقتراب صوته نحوي ؛ فإلتفت لمُلاقاته بإبتسامة عابِرة وَ كان مُستند علي مُقدمِة المطبخ.
"صباح الخير... في الواقع أنا مُعتادة علي الإستقاظ في مواعيد عملي... أين كُنت ذلك الصباح؟" بدلت الموضوع حتي لا أنكشف.
"لإصلاح سيارتِك... إنها أمام المنزل" أردف بوجه صارم ليلقي مِفتاح سيارتي علي الطاولة مُصدرًا قلقلته بينما يلتفت هو مُتوجهًا نحو الغرفة ، إلتقطت المفِتاح مُتسائلة كيف حصل عليه و تبعت خطواته ، كان مُواجه ظهره إلي الباب.
"لن أنسي ما قمت به لأجلي؛ فكان ذلك نُبلاِ مِنك... إذا وُجِد أحد غيرك إنذاك لن يفعل ما فعلته معي و لكن... أعتقد أنه حان الرحيل" خلع قميصه ليُصبح عاري الظهر لِتظهر تقسيمات ظهره و عضلاته ، إلتفت لمُلاقاتي فصوبت نظري أرضًا فور رؤيته عاري الصدر.
"إذا أردتي المكوث أكثر فإعلمي أنكِ مُرحَبْ بكِ دائمًا و أبدًا" بدأ بتكوير القميص بيديه.
"ه-هذا لُطفًا منك... أشكرك مرة أخري" وقع نظري علي جميع الاشياء بالغرفة تقريبًا ما عدا مقلتيه ، رسمت خُطواتي بتمهُل نحو غُرفتي و حملت حقيبة السفر الصغيرة خاصتي بينما رسمت خطواتي نحو الباب.
"ألن تحتسي كوب من القهوة علي الأقل؟" أردف ليلتقطني قبل أن أخرج لأعود أدراجي مُجددًا ، و كان مستند علي باب الغرفة.
" رُبما في صدفةٍ أخري" إبتسمت بخبث و خطوت خارجًا.
-
صوبت نظري نحو ساعة اليد خاصتي للمرة المائة فتنهدت بنفاذ صبر ، أقبع هنا لمدة ليست بكثيرة و الوقت يسير ببطئ كسلحفاء، حضر في ذهني إلتقاط هاتفي من الحقيبة ، سحبت قائمة الإشعارات وَ لكن لا جديد ، مُنذ أن تركت 'لندنْ' و أتيتُ إلي هُنا لم يُهاتِفني 'فيليب' مرة و كأنه يعلم بشاني أو بالأحري و كأنه يهتم! أخفيت الهاتف مجددًا ليقع نظري علي خاتم الخِطبة حتي زارتني ذِكري قديمة بيننا قبل موعِد الخِطبة ، فذات يوَم أفصحت عن رغبتي له بإرتداء خاتم تملؤه قطعة الماس ضخمة في حجم حبة اللوز لتتزين بِه يدي ، وَ لكنه صرح لي بوجود بعض المشاكل المادية التي لن تدوم طويلاً ؛ فلن يُساعِد هذا علي إحضار خاتم الماس... ففاجأني في يوم الخطبة بإحضار الخاتم الذي أردته حيثُ إقترض بعض الأموال لِشراءه و الآن قد حصلت علي الماس وَ لكنني قد خسرته هو.
أنت تقرأ
Benjamin's Will (H.S) | وَصِية بِنجامينْ
Mystery / Thriller" لِـنتصادفْ في حِين تَتَلاشيَ فيه الـمادة ، بينما تَنهضْ الـروح مِن بَينَ رَغَباتْ الـعالَم الـمُتناثِرة " #1 Shock جميع الحقوق محفوظة لي ® [شخصيات ، أحداث و قصة تلك الرواية لا تمت للواقع بأي صلة فهي من نسج خيال و أفكار الكاتبة ، أي تشابه بينها...