سمعتُ صوت طرقات الباب بعُنف لذلك أيقنتُ أنه ليس هاري؛ فصِحتْ ولم يكن موجودًا بالمنزل، قَصَدتُ الباب لِأفتحهُ فأبصرت فتاة يافعة شعرها بنيِّ كالبُندُق كَعيناها، بيضاء بيض الثلج وكانت ترتدي فُستان أزرق قصير يكاد يَصلْ إلي الرُكبتين وقد طُوقت كتِفاها بشال من الصوف الخام ناصع البياض وقد علمتُ نقاء جودته فور رؤيته، تجاهلت نظرتها إليّ بإشمئزاز، وحاولتْ أن أكون لطيفة.
"نَعمْ ؟_"
تجاهلت حديثي إليها وقاطعتني ثم إقتحمت المنزل فجأة وكأنها لم تُنصِت لي أو بالأحرى لا تَراني أصلاً، دلفتْ وكانت تتفقد كل إنش بالمكان وكأنها تبحث عن شيء ما، توجهت إليها وأنا أحاول أن أتمالك أعصابي فيُمكنني أن أُصبح ساقطة مِثلها أيضًا في أي لحظة.
"مهما تكونين فليس من الآداب أن تقتحمي مكانً كهذا وكأنه مِلكٌ لكِ" عَلتْ نبرة صوتي لأتأكد أنها تسمعني بوضوح ولكنها أبت أن تُبادِلني الحديث وظلت في متاهتها تِلك.
"أوه، بالكاد أراكِ الآن، مَن أنتِ علي كُل حال، مالِكة هذا المنزل ؟" إلتفتت إليَّ بعدما إستسلمت عن البحث رافِعة حاجبها للأعلي.
"مالِك هذا المنزل يثق بي!" أخبرتها في تحدٍ، لوت فمها في سُخرية.
"إنه لا يثقْ بكِ عزيزتي إنه... يظنك... مغفلة!" جزأت جملتها بالأخير لتترك فيَّ تساؤل غريب عَمَّا تعنيه بالظبط. وأكملت: "قولي لي عزيزتي منذ متي تعرفين هاري؟"
"تقريبًا شهر"
"وَأسفاه أُراهِن أنه يَعلمْ الكثير عنكِ الآن" تصنعت ملامحها الحزن وكانت تعبث في فاظة منقوشة بألوان زرقاء فارِغة من الزهور، ولكنني لم أستوعب ماذا تعنيه للمرة الثانية.
"إسمعي إذا كنتِ تُريدين رؤيته فيُمكنكِ إنتظاره أو المجئ في يومٍ آخر" تنهدتُ وتجاهلت ما قالته من هُراءات علي العموم.
"بالكاد يُمكنني معرفة أين هو، رُبما البنك" قالت بسخُرية مُقهقِة بفظافة. "إنه يُحبْ الأموال كثيرًا أليس كذلك؟ إحذري ألا يخدعك وينهب ما بحوزتك سريعًا"
"حقًا! هل فعل المِثل لكِ؟" رفعت حاجباي للأعلي مختبرة صحة ما تقوله.
"لا لقد صنعنا الحُب معًا فقط" إبتسمت بسخُرية وبِصدق في آنٍ واحِد كأنه مرت من أمامها ذكري خفيفة علي قلبها، وجهت نظري بعيدًا عنه.
"ما اسمُك؟"
"إيلينور ويليام"
"عليكِ أن تحرصي أن تظلي بعيدة عنه قدر ما تمكنتي إيلينور، فأمثاله لا يعرفون الحُب ولن يفعلوا أبدًا!"
"وهل وجب عليَّ تصديق ما تتفوهين به؟" ضممت ذراعاي إلي صدري مُعارضة فكرة هجومها عليه بدون سبب صريح.
"أوه أنتِ مُغرمة بِه حقًا! تُصدقي أو لا تفعلي هذا أمر يعود لكِ، أنا حذرتُك" تركت الفازة وحدقت بي في ذهول.
أنت تقرأ
Benjamin's Will (H.S) | وَصِية بِنجامينْ
Gizem / Gerilim" لِـنتصادفْ في حِين تَتَلاشيَ فيه الـمادة ، بينما تَنهضْ الـروح مِن بَينَ رَغَباتْ الـعالَم الـمُتناثِرة " #1 Shock جميع الحقوق محفوظة لي ® [شخصيات ، أحداث و قصة تلك الرواية لا تمت للواقع بأي صلة فهي من نسج خيال و أفكار الكاتبة ، أي تشابه بينها...