كانت الساعة نَحو الثامنة صباحًا حينما إنتهت من كل شئٍ تقريبًا، رسمت طَريقيها إلي باب غُرفتها وَفتحته لتحويل جميع أغراضها للخارِج، نزلت من علي الدرج ومع كل خطوة للأسفل تحملها كآبتها للقاع تدريجيا، وكان الجميعُ في سُباتٍ، صحيح لم تخبرهم بالأمر ولكن ذلك لا يُشكِل مُعضلةً البتة- علي الأقل لها، قد كان كل ذلك من أجل إرضاء شغفها، لقد كان عبث لا أكثر محاولة تكوين الأحجية فقط، وَلكن إتضح أن الشكل مُشوه أصلاً خالي الملامح و الرِسالة.
آسفة يا أبي ولكن فلترحل الوصية للجحيم!
بدا يواردها أن كان سام معه حقّ كل الحق.. فهي لم تستطع الحِفاظ علي نَفسها وسط ما حدث وَكل ما تملكه فَكيف يُمكنها الحفاظ علي شئون عائلتها كُلها.. بالكاد مستحيل. فتحت الباب الأمامي لتصدمها رؤية هارولد في سيارته منتظرا إياها، توجه نحوها ليمد يده ويأخذ الحقيبة المحتضناها يديهاّ، وَكل ذلك وهي في إنتظار مبرر لوجوده هنا والآن." إذا كُنتِ راحلة... فعليّ توديعك" تَنهد، فاجأها قرائته لأفكارها.
-
لَمْ تَفتَح فاها طوال الطَريق إنها لا تتحدث أو تَمزح أو تُجادِل كعادتها، كانتَ مُلقية علي المِقعد ولا تهتم بشيئًا، كان من الممكن أن تتحدث عن الأموال وعن الوصية كذلك عن أباها ولكنها لم تفعل، كانت 'إيلينور' تري دائما تلك الجانب المظلم من الأمور لعلها تبصر الشروق من خلفها وتري ذرات النور الآخذة في الظهور شيئا فشيئا من المؤسف ألا تتأمل ذلك المنظر."هل ستأخذين القطار من المحطة الرئيسة؟" أفاقها صوته كأنه إنتشلها من بحر أفكارها، رفعت عينيها وعقدت حاجبيها.
"ألا تعلم ما هي وجهتك؟"
"في الواقع أنت لم تخبريني"نظرت للساعة بيديها مسرعة، حقدت إليها بإتساع مقلتيها ."ما الأمر؟"
"إنها الثامنة والخمس والأربعون! إن لم نصل للمحطة خلال خمسة عشر دقائق سيفوتني القطار" إعتدلت في جلستها ووجهت كامل جسدها له بينما لم يتعوج إنشا."واأسفاه، لن نصل للمحطة قبل نصف ساعة علي أقل تقدير" تصنع الحزن "إنها في الجانب الشرقي" رفع حاجبيه مفسرا.
"ما غرضك يا هارولد ستايلز؟"
"ما قصدك؟"
"أنت تعلم ما أنا بصدد قوله لك"
"كوني صريحة إيلينور..لست في مزاج جيد اليوم"
"لقد..لقد أضعت قطاري!"
"حسنا هذا لم يكن مقصودا"
"حسنا إذا ..ماذا الآن؟"
"ربما علينا أن نفكر الآن في حل مناسب"أرجعت ظهرها بعنف للوراء مشبكة يديها وضامة إياهم إلي حضنها. "ليتك تعلم كم أكرهك!" همست بينها ولكن كاد أن يسمع ما تفوهت به. لم تساوره الشكوك في أنها تعني ما قالته حرفيا أو علي الأقل ليست متأكدة منه.
"ليتني أتمكن من الخروج حالا"
أزفرت زفرة حادة، كانت مازالت رافعة عينيها نحو النافذة كالعصفور في قفص، الشوارع شبه خالية الآن ولا شيئ سوي الرياح الهابة العنيفة هي ما تجول خارجا.
أنت تقرأ
Benjamin's Will (H.S) | وَصِية بِنجامينْ
Gizem / Gerilim" لِـنتصادفْ في حِين تَتَلاشيَ فيه الـمادة ، بينما تَنهضْ الـروح مِن بَينَ رَغَباتْ الـعالَم الـمُتناثِرة " #1 Shock جميع الحقوق محفوظة لي ® [شخصيات ، أحداث و قصة تلك الرواية لا تمت للواقع بأي صلة فهي من نسج خيال و أفكار الكاتبة ، أي تشابه بينها...