السجل الأول (٢)

19 2 0
                                    

السجل الأول
سيفرين
يُعتبر كوكب سيفرين من الكواكب ذات المساحة الضخمة . ينتمي الكوكب إلى مجرة الميور و هي مجرة تُعتبر متوسطة الحجم , لكن رغم ذلك فهي تضم عددا كبيرا من الكواكب التي خرج منها حضارات كثيرة مثل كوكب ريبي و الذي يقع تحت وطأة حكم دوات . يحتوي كوكب سيفرين على عشرة حلقات من الكويكبات الصخرية العملاقة التي تدور حوله لتشكل منظرا رائعا له . يدور خارج إطار الحلقات العشر أربعة أقمار كبيرة الحجم يشبه كل منهم كوكبا صغيرا . كل من هذه الأقمار يدور حولها مجموعة من الكويكبات لتشكل إطر من الحلقات البيضاوية حول كل قمر . أكبر الأقمار حجما يُدعى بأوفرين , و يدور حوله ثلاث حلقات من الكويكبات اللامعة . أصغر الأقمار حجما يُدعى صورين و يدور حوله حلقة واحدة من الكويكبات . القمرين الآخرين ريفرين و ديفرين يدور حول كل منهما حلقتين من الكويكبات .
بدأ عصر إستكشاف الفضاء من قبل سيفرين قبل أكثر من أربعين ألف عام دونارمي . لذا تُعتبر حضارة سورين من الحضارات متوسطة العمر بين بقية حضارات الكون . نظرا لإمتلاك سورين مجموعة عظيمة من الكويكبات العملاقة و التي يمتليء كل منها بالأحجار النفيسة و المعادن النادرة و الفريدة فقد ساعدهم ذلك في بناء حضارة زاخرة ثرية . مهد ذلك في توطيد علاقات قوية بعدد من القوى الكونية بإختلاف ثقلها .
لم تسر الأمور دوما على ما يُرام لسيفرين , حيث مثلت هذه الثروة الضخمة مطمعا لبعض من القوى الظلامية و على الأخص إمبراطورية دوات التي سعت بعد إنتهاء حرب الهمج إلى محاولة التعافي من آثار الدمار الذي خلفته الحرب . لذا مثل سيفرين لها حلا سحريا لجزء كبير من مشاكلها . حاولت دوات كثيرا السيطرة على سيفرين لكن قادة الأخير كانوا يمتلكون قدرا عظيما من الحكمة جعلتهم ينضمون تحت لواء آيارو . وجود آيارو في الصورة جعلت دوات تتراجع عن مخططاتها حيال سيفرين , و إن لم تغض الطرف تماما عنه . حاول قادة دوات إستمالة قادة سيفرين بالتهديد و الوعيد تارة و بالوعود المغرية تارة أخرى , لكن ما كان يدركه قادة سيفرين حينذاك أن إمبراطورية دوات إمبراطورية وحشية لن تتوانى عن تدمير كوكب سيفرين و تحويله إلى مستعمرة عبيد تعمل لخدمتهم كما حال كل الكواكب الخاضعة لسيطرتهم .
حين بزغ نجم الإمبراطورية الفرعونية منذ قرابة خمسة عشر ألف عام دونارمي قرر سيفرين الإنضمام تحت لوائهم خاصة أن فرصة وجود عالم جديد تحت سيطرتهم يمثل فرصا عظيمة لتأمين مستقبل حضارة سيفرين . لكن ما لم يعمل له السيفريون حساب هو مدى دهاء دوات الذي مكنهم من تقويض دعائم الإمبراطورية الفرعونية و تدميرها تماما مما جعل الإمبراطورية الفرعونية تختفي عن الكون كله منذ قرابة ثمانية آلاف عام دونارمي .
بعد إنهيار الإمبراطورية الفرعونية إنقضت جيوش دوات على كل ممتلكات الإمبراطورية المدمرة محاولة السيطرة على أكبر قدر منها , و على الأخص تلك الحضارات التي تمثل منجم ذهب لهم مثل سيفرين . لكن قادة سيفرين سارعوا بالعودة إلى حضن آيارو الذي لم يكن لقادتهم أي غضاضة في ذلك . فعلاقة آيارو بالفراعنة كانت علاقة تحالف قوي و لولا الضربة الخفية التي قصمت ظهر الفراعنة آنذاك في وقت قصير لتحركت جيوش آيارو داعمة للإمبراطورية الفرعونية منعا إياها من الإندثار .
كان قادة دوات على علم تام بعدم مقدرتهم على مجابهة جيوش آيارو خاصة أن الأخير قد تطور بشكل أقوى منهم في السنوات الماضية . لذلك اتخذت دوات منحى مختلف عن المواجهة المباشرة مع آيارو و قامت بالسيطرة على كوكب آخر كان جزءا من الإمبراطورية الفرعونية و هو كوكب ريبي . كان ريبي مجرد كوكب عادي لا يحتوي على أي مميزات تدفع أيّ من القوى النجمية العظمى للإنتباه له , لكن ما دفع دوات للسيطرة عليه هو مكانه المتميز إلى جوار سيفرين . بعد ذلك بدأت جيوش مكونة بشكل تام من أجناس ريبي في مضايقة حضارة سيفرين , إلا أن الأخير لم يقم سوى بالدفاع عن مناطق نفوذه دون محاولة التعدي مباشرة على كوكب ريبي . حاول دوات تطميع سيفرين في الهجوم على ريبي حيث سحبوا كافة الجيوش الدواتية منه , و رغم ذلك بقى سيفرين هادئا و لم يقم بإلتقاط الطعم الذي أعده له الدواتيون , فليس كل الأجناس بالإنحطاط الذي عليه الدواتيين .
يمكن تقسيم تاريخ سيفرين إلى حقب أربعة هي حقبة ما قبل الفضاء , حقبة آيارو الأولى , حقبة الفراعنة , و أخيرا حقبة آيارو الثانية . بلا شك تُعتبر حقبة الفراعنة هي أزهى الفترات التي عاشتها حضارة سيفرين مقارنة ببقية الحقب الثلاث الأخرى . في حقبة الفراعنة كانت المناجم التعدينية لسيفرين لا تقتصر فقط على حيز نظامها النجمي فقط , بل امتدت إلى عشرات من الأنظمة النجمية حولها . حاليا لا تُعد هذه المناجم سوى مناطق مقفرة لا يفكر أي سيفريني في الوصول إليها في الوقت الراهن و هذا يُعزى إلى مؤامرات دوات ضدهم . فمن الخطر على أي حملة تعدين سيفرينية أن تقوم بالخروج خارج إطار نظامها النجمي . هذا ما جعل عددا كبيرا من المعادن و الأحجار الثمينة التي كانت مشهورة بها سيفرين أثناء حقبة الفراعنة تصبح من الندرة بمكان أن الحصول على أي منها يُصبح ترفا لا يمكن للكثيرين التمتع به . أشهر هذه الكنوز هو ماء النيرام , و هو عبارة عن سائل ذو لون لبني ذو خطوط فضية كثيرة و كرة من اللون الذهبي في المنتصف . كان ماء النيرام منتشرا للغاية في الكون إبان حقبة الفراعنة خاصة أن الشائعات المنتشرة آنذاك كانت تفيد أن الفراعنة كانوا يستغلونه في تكوين العوالم الخاصة بهم . كذلك كانت هناك شائعات بشأن إستعانة الفراعنة به في تدريباتهم و تنمية قدراتهم السحرية الخاصة . لكن اليوم صار ثمن برقد منه يناهز ثمن نظام نجمي بأكمله . و البرقد هو ما يوازي وزن حجر صغير بحجم كف اليد في دونارما .

AvaRo آفاروحيث تعيش القصص. اكتشف الآن