الفصل الثالث

43 4 1
                                    


حتى يومنا الحالي لازالنا في دونارما غير قادرين على العثور على أي كوكب أو حضارة أو جنس يحمل اسم هاشيس , ليضاف ذلك إلى قائمة أسرار الحضارة الفرعونية التي لا يعرفها أحد سواهم . في رأيي الشخصي و بعد إضطلاعي على كل السجلات التي وصفت تلك الحرب القديمة و المعروفة باسم حرب المئتي عام و مراجعتي لكل المعلومات المتعلقة بعالم هاشيس , أوقن أن هذا العالم صنعه الفراعنة آنذاك ليصبح درعا حاميا لبؤرة حضارتهم في ميروادجت . فكما تذكر كتبنا القديمة فإن العالم ذاك كان مليئا بأشرس الكائنات الوحشية و التي تسببت في تدمير جيوشا هائلة للدواتيين . هذه الوحوش أجدها مذكورة في الكثير من الحضارات و الأجناس المتعددة في الكون كله . في ظني أن الفراعنة قاموا بجمع أشرس الوحوش من الكون كله و وضعهم في عالم هاشيس كي يستغلونهم في الحرب ضد أي معتدِ عليهم و بالأخص الدواتيين . بغض النظر عن أي نظريات و تخمينات فإن الثابت بالفعل أن هاشيس صار أحد علامات الحضارة الفرعونية و المميزة لهم دون غيرهم .

بعد مرور مئتي عام على الحرب ضد الفراعنة تكبد الدواتيون خسائر فادحة و فقدوا الكثير من الأجناس التي كانوا يسيطرون عليها . لاح شبح ذكرى الحرب الهمجية أمامهم لذا قرروا إنهاء الحرب و الإنسحاب بعيدا عن الحضارة الفرعونية , و بالتالي أصبحت الإمبراطورية الفرعونية أحد الركائز النجمية العملاقة في الكون كله .

رغم خسارة الفراعنة كذلك لكثير من الكواكب و الأجناس أثناء الحرب , إلا أن الفترة التالية لإنتهائها حملت طابعا توسعيا ملحوظا خاصة حين رغب الكثير من الحضارات في التواجد تحت راية إمبراطوريتهم . لم يرفض الفراعنة أي كوكب أو حضارة مهما كان بعدها عنهم , و رغم كل المؤشرات التي كانت تدل على بدء إستعادتهم لقوتهم القديمة إلا أن كوكبا واحدا غير كل شيء .

حين أطالع هذا السجل تحديدا أشعر دوما بمدى أهمية المعرفة و التي أراها كدونارمي أكثر قوة من أعتى الأسلحة في الكون . لو امتلك الفراعنة قدرا من العلم بأحداث حرب الهمج و ما تلاها من تبعات و بالأخص إعلان المجد الهمداري لتغير الكثير .

وسط مئات من الحضارات التي انضمت إلى بوتقة الإمبراطورية الفرعونية إلا أن كوكبا واحدا هز أرجاء الكون بأسره حين أعلن عن إنضمامه للفراعنة : كوكب همداريا .

كوكب همداريا أهم من إمبراطورية همداريا . تردد هذا الشعار في الكون كله , و معها عادت أعين الطامعين لتركز من جديد على ميروادجت . رغم جهل الفراعنة بكل هذا و عدم فهمه لما يحدث حولهم نتاج إنضمام همداريا لهم , إلا أنهم شعروا بالخطر المتربص بإمبراطوريتهم لذا قاموا بتدعيم الدفاعات و تقويتها و بدأت الأنباء تتوالى عن محاولتهم لتأسيس عالم هاشيس الثاني . لو نجح الفراعنة في مسعاهم لصار ميروادجت قلعة حصينة لا يمكن المساس بها .

AvaRo آفاروحيث تعيش القصص. اكتشف الآن