بقلم:نهال عبد الواحد
بعد أن تركتهما مها ذهبا معًا نحو المكتب وكأنهما لم يريا جلال فتبعهما حتى وصلوا جميعًا إلى المكتب حيث مكتب نهى أولًا ومنه لغرفتين كبيرتين لجلال وياسين لكلٍ منهما بابين باب يطل على مكتب السكرتارية وآخر يطل للخارج.
وبمجرد وصول ثلاثتهم صاح جلال بغضب: كيف تسمح لنفسك أن تهبط لمستوى موظفيك وتنزع الحدود بينك وبينهم هكذا؟!
كان ياسين يقرأ الغيرة الشديدة في عينيّ أخيه لكن تصنّع عدم الفهم ورد بهدوء: ماذا جرى يا أخي؟!
- تلك التي تسمي مها، كيف تسمح لها أن تتعامل معك هكذا وتنزع حدود اللياقة بتلك الطريقة وكأنك شخص عادي وليس مدير وصاحب الشركة؟!
- أنت تعلم جيدًا أني لا ءأبه بمثل تلك الأمور الشكلية، رغم أنها لم تحدث إطلاقًا أن يتعدى أحد الموظفين حدوده معي.
- كيف لك أن تتعامل معها بمزح وأريحية وأمام الجميع حتى أمام زوجتك؟!
أجابت نهى: هي صديقتي والأمر بيننا عادي وتلقائي.
تنهد ياسين قائلًا: أخي! الفتاة لم تتعدى حدودها هي طبيعتها هكذا وقد كانت مريضة ومتغيبة منذ أسبوع وقد افتقدناها كثيرًا، هي صديقة نهى المقربة وأنا بمثابة أخٍ كبير لها.
صاح جلال: افتقدتاها!
وتركهم ودخل مكتبه وهو يردد الكلمة ونظر كلًا من نهى وياسين لبعضهما البعض بابتسامة فقد صارت غيرته الشديدة واضحة للغاية لكن ابتسامتهما كان يشوبها التخوفات من طباعه الأليمة تلك ثم ذهب كلاهما لعمله بقلة حيلة.
بينما دخل جلال يحدث نفسه ويعيد متمتمًا «افتقداها! بل الجميع افتقدها! ألم تنظر لنظرة الجميع نحوها وتلك السلامات والإشارات! فلو كان الأمر بيدي لوضعتك في قمقم لا يعلم طريقه غيري، فليس من حق أي شخص أن يفتقدك أو يشتاق إليك غيري.»
ثم دخل للحمام الخاص ينظر لنفسه في المرآة متفقدًا حاله متلفتًا يمينًا ويسارًا، يبدو أنيقًا كما هو! ثم نظر لوجهه ولتصفيفة شعره فكل شيء على ما يرام، إذن فلماذا لم تنتبه إليّ حتى الآن؟! كيف لم تعرف حتى الآن أني المدير؟!
كيف حتى لم يلفت انتباهها وسامتي ولا أناقتي؟!
هل أنا ضئيل الحجم فلم تريني؟!
أم يلزم أن أرتدي لونا فاقعًا بدلا من هذا اللون الأسود؟!
أخي يرتدي ألوانًا فاتحة دائمًا لكني لا أحب سوى الأسود.
هل أغيّر من قصة شعري أجعله قصيرا مثله؟!
لم ينقصني إلا أن أمسك بيدي مصباحٍ كبير ليوقد في عينيها فتراني...وخرج من الحمام زافرًا متأففًا وجلس على مكتبه ولازال يحدث نفسه ثم دخلت نهى بالقهوة.
أومأ جلال: ضعيها وانصرفي، شكرًا.
فوضعتها وانتبهت فجأة صائحة: قلت ماذا؟!
فنظر لها دون رد بحنقٍ شديد فهمّت بالخروج فنادى عليها مجددًا: نهى! أراكي تعرفين صديقتك جيدًا!
أنت تقرأ
(المعجبة المهووسة) By:Noonazad
Romanceماذا لو تحول الإعجاب إلى هوسٍ وعشقٍ مجنون؟ عشقته من صوته دون أن تراه بل هوست به وبعد أعوامٍ التقت به، لكنها صدمت بما وجدت! كُتبت سابقًا كقصةٍ قصيرة من فصل واحد، وهنا قد أعَدتها بشكلٍ روائي مرة أخرى 💕❤💕 February, March 2019 #NoonaAbdElWahed #Noon...